نبي ضيّعهُ زواره.. هنا يرقد بنيامين شقيق يوسف الصديق (صور)

الأحد، 19 نوفمبر 2017 05:00 م
نبي ضيّعهُ زواره.. هنا يرقد بنيامين شقيق يوسف الصديق (صور)
قبر بنيامين
ماجد تمراز

"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا"، نهاية سعيدة بعد سنوات الشقاء، جمعت بين سيدنا يوسف عليه السلام وبين أبويه وأخوته على أرض مصر، وعدهم حينها بالعيش فى أمان، بعد سنوات الضياع والتنقل من مكان إلى آخر بأرض كنعان "فلسطين حالياً"، بحثاً عن الماء والعُشب والكلأ، وحينها خطى بنو إسرائيل أولى خطواتهم بأرض الكنانة برفقة سيدنا يعقوب.

حياة جديدة بدأها بنو إسرائيل فى مصر، عاشوا فى خيرها ، فبعد انتشار عبادة الله فى مصر، واعتراف الكثير من المصريين بالإله الواحد، بعدما تولى يوسف الصديق منصب العزيز، أصبح لأبناء يعقوب النبى شأن آخر، فقد نظر لهم أنهم أصحاب كرامات وأبناء الأنبياء والصالحين، حتى قدسوهم وأصبح حالهم أفضل كثيراً عما كانوا عليه فى بادية فلسطين، وباتت مصر هى وطنهم الجديد يعمرونه ويعيشون فى نعيمه.

وتقع مقبرة نبى الله يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام، وعدد من أبنائه الـ 10 الآخرين بمدينة الخليل تحت حراسة مُشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى، والذين يعتبروا أن هذه المقابر أحد أهم مقدساتهم، خاصة وأن البعض أرجع نسب سيدنا موسى عليه السلام إلى "لاوى" الابن الأكبر لسيدنا يعقوب، والذى نزل برسالته بعد دخول بنى إسرائيل مصر بحوالى 300 عام تقريباً، وانتقل بعد ذلك مع بنى إسرائيل من نسل يعقوب عليه السلام إلى سيناء هرباً من بطش فرعون.


قبر بنيامين بمسجد مُهمل بمنطقة الدرب الأحمر

أما عن قبر بنيامين، شقيق نبى الله يوسف الأصغر، فلم يُحدد أحد الموقع الحقيقى له، هل هو مدفون فى مدينة الخليل بفلسطين بجوار والده وأخوته؟، أم أنه دُفن فى أرض مصر التى عاش بها لسنوات طوال؟، ففى غرب القاهرة وبالتحديد بمنطقة "الباطنية" بالدرب الأحمر، وداخل أحد المساجد المُهملة المُغلقة منذ أكثر من 8 سنوات، نجد الإجابة على هذه التساؤلات، فقد عُلق على إحدى غُرفه لافتة تحمل "هنا قبر سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف الصديق".

مسجد الدعاء، أحد أقدم المساجد الموجودة بحى وسط القاهرة، يضم مجموعة من الغرف القديمة، لكل غرفة منهم شُرفة صغيرة مُطلة على الشارع، تفوح منها رائحة الكرامات، إحداهما تحمل لافتة آثرية كُتب عليها اسم سيدنا بنيامين ابن يعقوب، الشقيق الأصغر لسيدنا يوسف، فقد لاقى هذا المكان لعشرات السنوات اهتماماً كبيراً من قبل أهالى وسكان المنطقة لما يحمله من قدسية، حتى وإن لم يكن دُفن بداخله ابن الأنبياء.

لا يعلم أحد مدى صحة وجود ضريح سيدنا بنيامين بهذا المكان، فحتى الآن لم تعلن وزارة الآثار عن وجوده بمكان ما داخل مصر بشكل رسمى، ولا تكفى الكلمات المنقوشة عند شُرفة الغرفة التى يوجد بها الضريح لإثبات ذلك، وعلى الرغم من ذلك، فإن قدسية المكان وروحانيته عند أهالى وسكان المنطقة بالكامل ثابتة ليقينهم بوجوده، ولعل عشق الأغلبية العظمى من الناس لقصة سيدنا يوسف والدراما التى تغلغلت فى نسيج حكايته، أثرت على كل من قرأ لوحة "هنا يرقد سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف".


أشخاص من مختلف دول العالم تأتى لزيارة الضريح

على الرغم من عدم تأكد الكثيرين من وجود ضريح بنيامين داخل هذا المسجد، إلا أن زوار شقيق أجمل الأنبياء جاءوا من مختلف دول العالم، من الهند وإيران ومن بعض دول الخليج ومن محافظات مصر، إلا أن بعض من سكان المنطقة أكدوا أن هناك زائرين يهود يأتون للوقوف أمام شرفة الضريح بالساعات، خاصة وأن سيدنا بنيامين أكد القامات الأساسية فى معتقدهم.

عم أحمد، صاحب أحد محلات البقالة الواقعة بجوار المسجد، يقول إن هناك عددا كبيرا من الزائرين يأتون من مختلف بلاد العالم من أجل رؤية الضريح والحصول على "نفحة" من بركاته، وهناك أيضاً بعض الهنود وأخرين من دول الخليج، يأتون ويوزعون من خيرات الله على الفقراء الموجودين بالمنطقة، فالخير يعم دائماً على "الغلابة" كلما جاء مواطن سعودى أو كويتى أو إماراتى لزيارة الضريح وقراءة فاتحة القرءان عند شباكه الذى كساه التراب.


بنيامين يُنادى "عم حسن" فى منامه: "مبقتش تيجي تزورنى ليه؟"

ويروى عم إبراهيم، أحمد أقدم سكان منطقة الباطنية، رجل صاحب لحية كبيرة يبلغ من العمر 66 عام، قصة سبب تعلقه الشديد بزيارة الضريح باستمرار، فهو يزوره يومياً ويقرأ عن شرفته الفاتحة ثم يذهب إلى عمله المتواضع، فيقول عم إبراهيم: "اعتدت زيارة ضريح بنيامين يومياً، فقد كان ذلك أحد الطقوس اليومية التى أقوم بها بجانب صلاتى للفروض، أنزل من منزلى فى صباح كل يوم، أقف عند شرفة الضريح وأقرأ فاتحة القرءان ثم أرحل فى صمت لأفتح محلى المتواضع لأمارس عملى".

يستكمل عم حسن قصته: "ذات يوم مرضت ابنتى، فاضطررت للمكوث بجانبها لأراعيها، فهى ابنتى الوحيدة وأمها توفيت منذ سنوات، فكنت أصطحبها إلى الدكتور لمدة يومين وأتابع مواعيد تناول دوائها، فغفلت عن زيارة الضريح تماماً، حتى أننى شعرت بالتقصير حيال ذلك، وشعرت أننى لم أفعل شيئا هاماً فى حياتى، ولكن صحة ابنتى كانت أهم من أى شئ".

ويقول عم حسن: "مر يومان على مرض ابنتى، وتحسنت صحتها حتى اطمأنيت أن أتركها وحدها فى المنزل، وفى اليوم الثالث، وبعد أن أديت صلاة الفجر واستكملت نومى ساعة قبل الذهاب إلى عملى، جاءنى سيدنا بنيامين فى المنام، وقال لي: «مبقتش تيجي ليه يا عم حسن؟.. أنا هونت عليك متجيش يومين بحالهم؟ تعالى يا عم حسن كل يوم بنت بقت أحسن دلوقتي»، استيقظت من نومى والدموع تملأ عينى وكأننى اقترفت ذنباً كبيراً، وعهدت نفسى أن زيارة قبر بنيامين أمراً أساسياً فى حياتى لا يشغلنى عنه شئ إلا الموت".


الإهمال يدمر مسجد الدعاء

وقال أحمد دياب، محامى وأحد أبناء منطقة الباطنية، بحى وسط القاهرة، إن هذا المسجد يعود إلى عصر المماليك، وتم غلقه عام 2009 بقرار من وزارة الأوقاف بسبب وجود شروخ فى حوائطه، مشيراً إلى أن الوزارة وعدت خلال شهرين سيتم ترميم هذه الشروخ وفتح المسجد من جديد أمام المُصليين.

وأضاف "دياب" فى تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن أنه تقدم بطلب لوزارة الأوقاف بعد عام كامل من غلق المسجد، لمعرفة مصيره وما سيتم فيه، حيث وجد أن الوزارة خصصت له ميزانية للتطوير، وتم إسناد الأمر إلى أحد المقاولين، وبدأ المقاول فى العمل، وعلى الرغم من كونه مسجد أثرى إلا أن المقاول التابع لوزارة الأوقاف أكد أنه لابد من هدم الضريح، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى لوزارة الآثار لمنع الهدم، خاصة بعد أن أخذ المقاول عروق وأعمدة المسجد، وتم عمل محضر بذلك، فقررت وزارة الآثار وقف هدم المسجد.

وأوضح "دياب"، أنه تقدم بطلب لوزارة الأوقاف، أنه سيتم تمويل ترميم المسجد بالشكل الذى طلبته الآثار، مشيراً إلى أن الطلب لم يتم الرد عليه حتى الآن، إلا أن محمد ماهر عضو مجلس الشعب عن دائرة الدرب الأحمر وعد بأن تطوير المسجد سيتم خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد تطوير مسجد الإمام الشافعى.

 

24671-23755844_10213073420903181_1602340233_n
 
 
 
قبر النبي بنيامين
قبر النبي بنيامين
 
38865-23772225_10213073420423169_175930742_n
 
 
39349-23772280_10213073420943182_1351868173_n
 
 
42900-23721941_10213073420783178_1735634190_n
 
 
44163-23772152_10213073420183163_1369604300_n
 
 
45927-23755950_10213073420263165_1446111527_n
 
 
46855-23718475_10213073420463170_2110326941_n
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة