مدحت جاد الكريم يكتب: حياتى عذاب

الأحد، 19 نوفمبر 2017 02:30 م
مدحت جاد الكريم  يكتب: حياتى عذاب
يكتب

صفع المرآة بزجاجة العطر التى على التسريحة فاصابتها فى منتصفها تماما محدثة عشرات من الشروخ التقت جميعها فى مركز إصابة المرآة كزهرة من نوع لا مثيل له غاية فى التوحش والشاعرية اللتين تليقان باللحظة.
 
علا صوته وهو يحدث نفسه..
- مستحيل أن أكمل حياتى بهذا الشكل تعبت وسئمت نظرات الشفقة حينا والسخرية أحياناً... ما الذى جنيت لكى أعيش هذا العذاب؟ لِمَ أنا بالذات؟ لِمَ.. أستغفر الله العظيم!
فتح درج التسريحة وأخذ يعد النقود التى به... مبلغ كبير ادخره على مدار العام بالإضافة إلى سلفة من عمله ليغطى تكاليف العلاج.
كان قد اتخذ قراره الحاسم وأصر عليه.
 
فى الموعد المحدد كان أول المرضى فى عيادة الدكتور الشهير وما هى إلا دقائق معدودة حتى كان يطرق باب الطبيب مستأذنا بالدخول عليه.
 
الحالة واضحة منذ دخوله على الطبيب الناجح مراقب جيد كما تعلمنا فى كلية الطب وهذه حالة كما درسناها فى الكتاب بل ربما المريض المصور فى الكتاب يشبه هذا الشاب.. أذن خفاشية مستديرة وبارزة على جانبى الوجه... بسيطة أجريت عشرات العمليات لإصلاح الشكل والنتيجة دائما مرضية.. كان بإمكانه اللجوء لطبيب أقل سنا ويوفر الأتعاب والتكاليف التى سيدفعها هنا... لا يبدو عليه الغنى.. على العموم قد أستطيع مساعدته بعمل الجراحة فى مستشفى الكلية.. على العموم لا بد من سماع المريض كجزء من بدء العلاج...
- خير يا أستاذ
- مش خير أبدا أنا عايش فى جحيم حضرتك ألا ترى شكلى؟ أليس العيب واضحا؟ لقد تعبت من نظرات الناس كلما رأيت أحدا يضحك أحس أنه يضحك منى، كلما رأيت شخصين يتهامسان شككت أنهما يسخران منى لا أجرؤ على مفاتحة أى عروس بالزواج بل لقد منعت نفسى من الإعجاب بأى فتاة خوفاً من الرفض المهين.
- اهدأ قليلا حالتك لا تستدعى القلق وهى جراحة بسيطة ونستطيع تغيير شكل الأذن وتعديل وضعها وستبدو طبيعية إلى حد بعيد وكأنك ولدت بهما بالشكل العادى.
- دكتور أنا أذنى طبيعية ولا مشكلة بها كيف لم تلاحظ؟
فغر الطبيب فمه وأسقط فى يده وسكت محرجاً لثوان ثم استعاد سيطرته على الموقف.
- حسناً ما هى المشكلة؟!
استعمل الشاب سبابته وأشار إلى وحمة بوجهه تحت عينه تبدو وكأنها بثرة كبيرة أو كيس دهنى صغير وأخذ ينغزها بسبابته عدة مرات بعصبية قائلا:
 – هذه الملعونة كيف لا تراها؟!
مدير حسابات

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق