الذكرى الـ 40 لزيارة تل أبيب.. يَوم قال السادات لإسرائيل: شالوم

الأحد، 19 نوفمبر 2017 10:00 م
الذكرى الـ 40 لزيارة تل أبيب.. يَوم قال السادات لإسرائيل: شالوم
محمد أنور السادات
كتب- إبراهيم سالم

في 19 نوفمبر من عام 1977، عام أصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، زعيم حرب أكتوبر على زيارة تل أبيب، متحديا المعارضة الشدسدة لهذه الزيارة التي تحل اليوم الذكرى الأربعين لها، بعد أن أعلن عنها  خلال خطابة أمام مجلس الشعب المصري ليفاجأ العالم، متخطيا انتظار الوساطة الأمريكية أو الروسية، فاتحا بابا جديدا للسلام مع إسرائيل.

كانت البداية من خطاب السادات أمام مجلس الشعب في افتتاح دورته في 9 نوفمبر1977، الذي قال فيه "إنني أعُلن أمامكم وأمام العالم إنني على استعداد للذهاب حتى أخر العالم من أجل تحقيق السلام.. بل إننى أُعلن أمامكم وسوف يدهشون في إسرائيل وهم يسمعون ذلك.. إنني على استعداد للذهاب إلى القدس ومخاطبة الإسرائيليين في عقر دارهم في الكنيست الذي يضم نواب شعبهم من أجل تحقيق السلام".

وأصابت الصدمة والذهول البعض ولم يصدق مناحم بيجن ما سمعه، وقرر باسم الحكومة الإسرائيلية إرسال دعوة للسادات عن طريق السفير الأمريكي، وفي اليوم التالي أرسل الكنيست دعوته إلى السادات للحضور يوم 16 نوفمبر كدعوة رسمية من الرئيس الإسرائيلي مناحيم بيجن لزيارة إسرائيل.

انقسم الرأي العام العربي ولا يزال إزاء هذه الزيارة، البعض نظر إليها على أنها شق للصف العربي وخذلان لرفقاء حرب وطعن في ظهر أشقاء ساندوا مصر في حرب 1973 بالعتاد الحربي والمال وسلاح البترول، في حين نظر إليها البعض الآخر على أنها بُعد نظر، وتفكير سابق للعصر، وقراءة واعية لخريطة القوى بعد هزيمة 1967 وبعد عوامل الضعف التي بدأت تنخر في جسد الحليف السوفياتي، وبعد التوصل إلى قناعة أكدتها حرب 1973 مفادها استحالة تحقيق نصر عسكري حاسم على إسرائيل بسبب  الدعم الأميركي السياسي والعسكري والمالي اللامحدود.

وجاءت الزيارة بعد مرور 4 سنوات على حرب أكتوبر عام 1973 رد السادات على الدعوة يوم 17 نوفمبر وحدد يوم 19 نوفمبر موعدا للزيارة، وأصدر بيغن مرسوما بأن يستقبل الرئيس السادات بشرف وكرامة لا تليق برئيس دولة فقط، وإنما رئيس دولة حليفة قريبة.

ورأى بعض المراقبون إن هذه الزيارة لم تكن توجها إستراتيجيا بقدر ما كانت خطوة تكتيكية، وفترة راحة بعد أربعة حروب لالتقاط الأنفاس، ريثما تأتي أجيال عربية قادمة عندها القدرة والرغبة على مواصلة الصراع، وقد وصف الراحل الدكتور بطرس غالي وزير الشئون الخارجية الأسبق ورفيق السادات إلى القدس، زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس، بأنها مثلت ولا تزال تمثل أهم حدث فى حياته السياسية، موضحا أن هذه الزيارة كانت عنوانا للسلام بالنسبة لمصر".

وضع السادات اللبنة الأولى في السلام بين مصر وإسرائيل بخطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977، والذى سبقه استقبال من  الإسرائيليين بالرقص في الشوارع فيما يشبه الهستيريا، ونقل التلفزيون الإسرائيلي على الهواء مباشرة الخطابات في الكنيست، واجتماعات الرئيس السادات مع مختلف المجموعات في الكنيست ومؤتمره الصحافي المشترك مع بيغن.

ومن بين أبرز اللقطات التى بثها التلفزيون الإسرائيلى هى إصرار السادات على أن يسمح للمصلين المنتظمين بأن يصلوا معه في المسجد الأقصى.

وزادت الزيارة من أمل بيغن في تأسيس علاقة صداقة مع مصر، حيث سوق بيغن للعالم أن إسرائيل ستنسحب من سيناء إلى خط من رفح إلى شرم الشيخ وعلى المصريين تقبل ذلك، وفى النهاية حصل السادات وبيجن على جائزة نوبل للسلام عام 1978.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق