محمود السعدني.. العبقري الشقي الذي لا نعرفه

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 04:08 م
محمود السعدني.. العبقري الشقي الذي لا نعرفه
محمود السعدني
بلال رمضان

تمر اليوم، الاثنين، الذكرى الـ89 على ميلاد الكاتب الراحل محمود السعدني (20 نوفمبر 1928 - 4 مايو 2010) والذي يعد أحد عباقرة الكتابة الساخرة في الصحافة المصرية والعربية.

محمود السعدني ونجيب محفوظ
 

الولد الشقي

اختار محمود السعدني، لنفسه لقبا، ظل يرافقه في حياته، وبعد رحيله، حينما أصدر 6 كتب تحمل عناوينها كلمة "الولد الشقي"، هكذا أراد أن يعرفه جمهوره، ويخلد اسمه في التاريخ، وربما يظن البعض أن عبقرية "السعدني" تكمن في الكتابة الساخرة فقط، ولكن العبقري الذي لا نعرفه حقًا، وبأدق تعبير، لا يعرفه غالبية هذا الجيل، أنه كاتب متفرد في مجالات متعددة متنوعة.

قارئي القرآن وأقطاب التواشيح الدينية

وباعتباره "الولد الشقي"، لم يقبل "السعدني" على نفسه أن يكون داخل إطار معين، إلا الكتابة، فهي فأصدر كتاب "ألحان السماء"، الذي يعد أول وأدق تاريخ لنخبة من قارئي القرآن وأقطاب التواشيح الدينية.

الولد الشقي محمود السعدني
 

وفي فترة الخمسينيات، في بداية حياته العملية، شارك محمود السعدني، في ندوة أسبوعية كانت مشهورة حينذاك في مقهى عبد الله الشعبية، بميدان الجيزة، وكان من أبرز روادها زكريا الحجاوي، ومحمود حسن إسماعيل، وعبد الرحمن الخميسي، ونعمان عاشور، والدكتور على الراعي، وصلاح عبدالصبور، ونجيب سرور، ورجاء النقاش.

هذه الندوة الشهيرة، التي شارك فيها محمود السعدني، قام بالعمل على تخليدها، وتسجيل ما يدور فيها من حوارات، أصدرها في كتاب "مسافر على الرصيف".

بداية محمود السعدني في الصحافة

بدأ الولد الشقي حياته الصحفية بالكتابة في مجلة الكشكول، وجريدة المصري، كما شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، وترأس تحرير مجلة صباح الخير، وأصدر هو ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية أغلقتها الرقابة.

لم تكن سخرية الولد الشقي مما يعيشه ويشاهده يوميًا محل إعجاب، فدائمًا ما تكون هناك ضريبة لكل شيء، هذه الضريبة التي دفعها محمود السعدني، تمثلت في منعه من الكتابة.

ضحكة بين نجيب محمود و محمود السعدني
 

أغرته السياسية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينما أيد الثورة، وعمل الولد الشقي في جريدتها الجمهورية، إلا أنه بعد وفاة "عبد الناصر" وخلال ما عرف باسم ثورة التصحيح التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات، تم اعتقاله ضمن مجموعة من الكتاب لفترة عامين، ثم تم الإفراج عنه.

لكن فرحة الإفراج، لم تكتمل، إذ كانت مرفقة بقرار فصله من مجلة صباح الخير، ومنعه من الكتابة.

غادر الولد الشقي مصر متنقلًا بين أكثر من دولة عربية، بدءًا من بيروت ثم ليبيا، ثم أبوظبى، ثم استقر في لندن، ومن هناك أصدر ورأس تحرير مجلة ٢٣ يوليو.

محمود السعدني.. عبقرية الولد الشقي

أما عن عبقرية الولد الشقي، فيقول لنا الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب في العربي في الجامعة الأمريكية، ورئيس تحرير دورية نجيب محفوظ: محمود السعدني، كاتب موهوب بوجه عام قبل أن يكون كاتبا ساخرا موهوبا، وله أعمال مهمة في القصة القصيرة، والمسرح، وأدب الرحلات، وهناك جانب في تجربته يتضمن قيمة كبيرة يتصل بدور المؤرخ غير التقليدي للحياة الاجتماعية والسياسية والفنية، وفي هذه الوجهة الأخيرة، هو كان أحد كبار المتذوقين لبعض الفنون التي لم تنل حظا كبيرا من الاهتمام، مثل الغناء، بوجه خاص مثل الأداء الإبداعي لبعض المقرئين المصريين. وفي هذا كله، كان محمود السعدني صاحب قلم، أو صاحب أسلوب خاص به وحده، لا يمكن يخطئه أحد.

كتب محمود السعدني

يعد محمود السعدني حكاء عظيما ويمتاز بخفة ظله، إضافة إلى أنه أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب التي لم تقتصر على فئة أو مجال معين، فصدر له: "مسافر على الرصيف" صور متنوعة عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها، "ملاعيب الولد الشقي: مذكرات ساخرة"، "السعلوكي في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا"، "الموكوس في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن"، "وداعاً للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة"، "رحلات ابن عطوطه: رحلات متنوعة"، "أمريكا يا ويكا: رحلة إلى أمريكا"، "مصر من تاني: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر"، "عزبة بنايوتي: مسرحية"، "قهوة كتكوت: رواية"، "تمام يا فندم" مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب، "المضحكون" وصف لبعض الشخصيات الكوميدية في السينما المصرية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق