تنظيم خراسان في وجه الميليشيات الشيعية.. الصراع المذهبي ينتقل إلى وسط آسيا

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 11:00 ص
تنظيم خراسان في وجه الميليشيات الشيعية.. الصراع المذهبي ينتقل إلى وسط آسيا
ميليشيات ارهابيه
محمد الشرقاوي

تشهد الساحة الدولية تطورات هامة في عقل الجماعات الإرهابية، حتى باتت كافة المؤشرات تنذر بخروج جيل رابع من جماعات العنف في مناطق وسط وشرق آسيا، ما يعنى عودة للقواعد القديمة في باكستان وأفغانستان، وتمددها إلى الفلبين وأندونيسيا.

وفق مراكز بحثية، فإن الحركات الإرهابية شهدت تطورات هامة في فكرها، بشكل أكثر تطرفًا، حيث بدأ مع جماعة الإخوان ثم تطور ليصبح أكثر تطرفًا مع جماعات التكفير والهجرة، ثم "العرب الأفغان" لتنهض من رحمه بذرة تنظيم القاعدة الذي أسس الفكر الإرهابي الحالي والذي خرج من كنفه تنظيم داعش وتنظيم خراسان.

كافة المؤشرات البحثية أكدت أن الجيل الجديد من الإرهاب يتمثل في "تنظيم خراسان"، وهو الجيل الذي يضم "مخضرمو القاعدة القدامى" وهي المجموعات التي واجهت المد السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات، ومعظمهم مقاتلون مخضرمون تدربوا بشكل جيد على تكتيكات قتال الجبال والشوارع، وفق مراكز بحثية.

التنظيم الجديد يقع في منطقة "خراسان" التي تجمع بين كل من أوزباكستان وأفغانستان وتركمانستان وإيران، وهي المنطقة التي تضم ميليشيات شيعية أكثر عنفًا.

تقول المراكز عن "تنظيم  خراسان" إنه رغم قلة عددهم، إلا أن خبرتهم القتالية تجعلهم من أكثر التنظيمات الإرهابية القادرة على القتال في ظروف صعبة ولفترات طويلة وممتدة، وذلك طبقًا لتقرير نشرته القيادة المركزية للجيش الأمريكي في 2014.

التقرير الأمريكي يعتقد أن مجموعة "خراسان" تكونت من مؤسسي تنظيم القاعدة، وهم من ساعدوا أسامة بن لادن في إدارة وقيادة التنظيم بشكل فعال، إلا أن تنظيم القاعدة بشكله الحالي يضع علامات استفهام كثيرة حول تكوينه وتسلسل قيادته الحالي، نظرًا لكثرة الانشقاقات التي ضربته منذ مقتل قائده السابق أسامة بن لادن عام 2011 وتولي مساعده أيمن الظواهري قيادة التنظيم منذ ذلك الحين.

دلالات هامة تؤكد أن منطقة خراسان ستكون أكثر اشتعالًا في الأيام المقبلة، حيث تعمل الإدارة الإيرانية وأجهزة الحرس الثوري على توفيق أوضاع الميليشيات الشيعية دول نشأتها، خاصة في ظل التنسيق على خروج تلك الميليشيات من سوريا.

أبرز تلك الميليشيات "لواء زينبيون" وهو أحد الألوية الباكستانية في سوريا ومهمته الدفاع عن المزارات المقدسة، كذلك ميليشيا "لواء فاطميون" وهي إحدى الميليشيات الداعمة لقوات الجيش السوري في دمشق وعدد من المحافظات، وجميعهم يخضع لإدارة "فيلق القدس" الذراع الأقوى للحرس الثوري الإيراني.

تقارير دولية، كشفت عن مناقشات داخل أروقة الحرس الثوري الإيراني لبحث مرحلة ما بعد انتهاء الحرب السورية، ووضع الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام السوري في بلادها، وأن تلك الميليشيات ستكون ظهيرًا قويًا تتمكن من خلاله طهران التدخل في شئون تلك الدول.

المخطط الإيراني كشف عنه علانية في لقاء قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري بقائد الجيش الباكستاني في العاصمة طهران.

وناقش قائد الحرس خلال لقائه رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، وضع تلك الميليشيات، وأوصى بضرورة نقل تجربة ميليشيا الباسيج الإيرانية إلى باكستان عبر لواء "زينبيون" المقاتل في سوريا، معلنًا استعداد قواته للتعاون مع الجيش الباكستاني في نقل التجربة.

التحرك الإيراني سيضع "الميليشيات في مواجهة تنظيم خراسان" وهو التنظيم الأشد فتكًا من بين التنظيمات الأيدلوجية، إضافة إلى وجود خلاف مذهبي وعقائدي بين تلك الجماعات.

وفق مراقبون فإن تلك التحركات في ظل ظهور تنظيمات جديدة يعد نقلة نوعية في تطور الفكر الإرهابي، والذي أصبح أكثر تطرفا وراديكالية عن الأجيال السابقة، ويمكن رؤية ذلك في الفتاوى وتأويلات التفاسير التي تنشرها تلك التنظيمات على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة