زيارة المنتصر.. لماذا قابل بوتين الأسد في سوتشي؟

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 07:30 م
زيارة المنتصر.. لماذا قابل بوتين الأسد في سوتشي؟
بشار الأسد
محمود علي

اختلفت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى روسيا والتي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي لمناقشة الأزمة السورية، عن كافة زياراته السابقة خاصة التي خاضها بعد الأزمة المشتعلة في سوريا منذ أكثر من 6 سنوات، لاسيما مع اقتراب الجيش السوري من حسم المعركة على الأرض ضد الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، فضلًا عن ما تشهده العملية السياسية من تقدم تعطي الافضلية للحكومة السورية أمام المعارضة المتشددة.
 
وتعتبر زيارة الأسد لروسيا هي الثانية منذ اندلاع الأزمة، حيث زار موسكو في أكتوبر عام 2015 لإجراء مباحثات ثنائية مع القادة الروس، لكن شتان بين زيارته الأولى وهذه الثانية، التي تأتي في وقت يصف فيه مراقبون الرئيس السوري بأنه المنتصر بعد سيطرة الجيش السوري على مواقع استراتيجية جديدة .
 
ففى 2015 وبالتزامن مع زيارة الأسد الأولى لروسيا كان ما يقرب من نصف الأراضي السورية خارج سيطرة الجيش السوري والقوات الحكومية، حيث سيطر تنظيم داعش الإرهابي على جزء من سوريا، بينما سيطر ما يعرف بقوات المعارضة السورية والجماعات المتطرفة الأخرى على مساحة شاسعة، لكن بالتزامن مع زيارة الأسد الأخيرة لموسكو لم يعد في أيدي مسلحي تنظيم داعش والجماعات الأخرى سوى جيوب قليلة في محافظة دير الزور، الأمر الذي يعزز من قدرة الحكومة على تحجيم الإرهابيين واستعادة السيطرة على معظم الأراضي المتبقية
 
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع تحرير الجيش السوري مؤخرًا آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وذلك مع استمرار العمليات العسكرية وزيادة الضغوط على الميليشيات المسلحة في مناطق أخرى، فيما أكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لوزارة الخارجية الروسية، يوري زينين، في مقابلة مع وكالة سبوتينك الروسية أن هذه الزيارة تاريخية في نوعيتها لأنها تشكل اللقاء الثاني بين قائدي البلدين حيث كانت الزيارة الأولى في مرحلة صعبة جدا كان الإرهاب فيها مستشريا أما هذا اللقاء فيأتي في مرحلة الانتقال إلى التسوية السياسية والتهيئة لها.
 
نائب رئيس معهد رابطة البلدان المستقلة، فلاديمير يفسييف، أكد أن زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا مرتبطة بتغير الوضع كليا في سوريا وظهور مسائل مهمة في المرحلة المقبلة حول كيفية إحياء الاقتصاد السوري، معتبرًا أن الزيارة تاريخية وجاءت قبيل القمة الثلاثية في سوتشي بين الرئيس الروسي ونظيره الإيراني والرئيس التركي وهذا يدل على أن هناك اتفاقا بين الدول الثلاثة فيما يخص مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
 
وتعددت الأسباب الرسمية التي كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله للأسد ومنها نقاش المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، خاصة قبل لقاء بوتين بالرئيس التركي والرئيس الإيراني، كاشفًا بوتين عن أنه "يجري في الوقت الراهن مشاورات إضافية، ما بعد هزيمة الإرهابيين، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية طويلة الأمد للوضع في سوريا.

وقال بوتين إنه بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيرا إلى أن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا، مضيفًا خلال استقباله الأسد: "بالإضافة إلى الشركاء الذين ذكرتهم (تركيا وإيران)، أنتم تعرفون، أننا نعمل كذلك من دول أخرى؛ كالعراق، والولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والأردن، ونحن على تواصل مستمر مع شركائنا".

وبحسب الرئيس الروسي: "ناقشت مع الرئيس السوري المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، ومؤتمر الحوار السوري، الذي تسانده دمشق، قائلًا: "أود أن استمع إلى تقييمكم للحالة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للتسوية السياسية، التي حسب ما تبدو لنا، ودون شك، في نهاية الأمر ينبغي أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة".

وناقش الجانبان المساعدة الروسية للجيش السوري في محاربته للإرهاب، حيث قال الرئيس السوري إن العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في مواجهة الإرهاب، والتي بدأت قبل عامين وبضعة أسابيع، حققت نتائج كبيرة عسكرية، وسياسية، وإنسانية، مشيرا إلى أن تراجع الإرهابيين في كثير من المناطق أدى إلى عودة الكثير من المواطنين السوريين إلى مدنهم وقراهم وباتوا يعيشون حياتهم الطبيعية.

وعن العملية السياسية، قال "الأسد": دمشق تهتم بتقدم العملية السياسية بعد أن تحقق الانتصار على الإرهاب"، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية تعوّل على دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم، في إشارة إلى تركيا وقطر الداعمين للجماعات المتطرفة في سوريا، معبرًا عن امتنان الشعب السوري لروسيا، التي لعبت دورا هاما في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها.

وتعتبر مدينة سوتشى إحدى أبرز المدن التي يستقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤساء الدول الأخرى لإجراء مباحثات فيها كما تعقد فيها الحكومة الروسية الكثير من الفعاليات والمباحثات والمفاوضات الخاصة بملفات المنطقة، وتتميز المدينة بموقع فريد حيث البحر من الجنوب والجبال من الشمال، ما جعل مناخ المدينة دافئا وهوائه رطبا.

وبعيدًا عن السياسية يقام في مدينة سوتشي الكثير من الفعاليات المحلية والعالمية مثل مهرجان " كينتافر " للافلام السينمائية والمهرجان المسرحي " الفصل المخملي لسوتشي " ومهرجان عرض الازياء وغيرها، إضافة لذلك تقام في المدينة بطولة اندية العالم بلعبة البليارد وسباق الدراجات الدولي وسباق السيارات وسباق الزوارق واليخوت وهناك أيضا مهرجانات جميلة للاطفال مثل مهرجان "سحر الرقص"، ومهرجان "الحكاية السحرية" وغيرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق