بوتين يجمتع مع أردوغان وروحاني للتحضير لما بعد النزاع في سوريا

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 10:27 ص
بوتين يجمتع مع أردوغان وروحاني للتحضير لما بعد النزاع في سوريا
بشار الأسد

يجمتع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم، الأربعاء في سوتشى مع نظيريه التركى رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحانى للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع فى سوريا، قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد فى جنيف، وذلك  بعد لقائه المفاجئ الثلاثاء مع الرئيس السورى بشار الأسد.

وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا التى تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجرى فى استانا بين المعارضة السورية والنظام، نجحت فى إقامة "مناطق لخفض التوتر" فى ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك فى الجنوب.

وجرت سبع جولات محادثات فى أستانا هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلون عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها.

وسيبحث الرؤساء الثلاثة إمكانية عقد "مؤتمر حوار وطنى سوري" وهو مشروع أعلنته موسكو فى أواخر تشرين الأول/أكتوبر على أن يجمع النظام والمعارضة السورية فى سوتشي، غير أن مكونات رئيسية فى المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.

من جهة اخرى تجتمع قوى المعارضة السورية فى الرياض الأربعاء لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف التى ستتناول مسألتى الدستور والانتخابات فى سوريا، فى وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثنى مصير بشار الأسد.

ولطالما شكل مصير الأسد العقبة الرئيسية التى اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة، مع رفض دمشق المطلق مناقشة الموضوع أساساً فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسى بعد نزاع اوقع أكثر من 330 الف قتيل خلال ست سنوات.

وتعتبر موسكو وطهران ان تنحى حليفهما سيؤدى الى الفوضى فى حين يرفض المعارضون المدعومون من انقرة ومعهم الغربيون اى حل يكون الاسد طرفا فيه انطلاقا من اعتبارهم ان النظام السورى مسؤول عن ارتكاب فظاعات.

ويجد النظام السورى نفسه اليوم بدعم مباشر من روسيا فى موقع قوة ميدانياً وعلى طاولة المفاوضات، لكن قياديين فى المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس وارداً.

الأسد يشكر بوتين

ويبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت قمة سوتشى بجنوب غرب روسيا ستتمكن من تحقيق تقدم على ضوء الخلافات القائمة فى وجهات النظر بين مختلف الأطراف وفى غياب أطراف أساسية مثل الولايات المتحدة والسعودية والأردن.

ويعمل الرئيس الروسى على إنجاح القمة ويأتى استقباله للأسد الاثنين فى سوتشى فى هذا السياق، مؤكدا بذلك على موقع الرئيس السورى فى اللعبة الدبلوماسية. وكانت هذه أول زيارة له إلى روسيا وإلى الخارج منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015 بعد قليل على بدء روسيا تدخلها العسكرى الذى شكل منعطفا فى النزاع.

واتاح التدخل العسكرى الروسى عام 2015 للجيش السورى استعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة الاسلامية، ثم استعادة شرق حلب من الفصائل المسلحة المعارضة، وبعدها استعادة مدينة دير الزور من التنظيم الجهادى واخيرا مدينة البوكمال اخر مدينة تقع تحت تنظيم الدولة الاسلامية فى سوريا.

وقال بوتين لنظيره السورى "فى ما يتعلق بعملنا المشترك فى مكافحة الارهاب فى سوريا، هذه العملية تشارف على الانتهاء"، وتابع "أعتقد ان الوقت حان للانتقال الى العملية السياسية".

من جهته، صرح الرئيس السورى "نحن مهتمون فى دفع العملية السياسية قدما (...) لا نريد ان ننظر الى الوراء ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلا فى حل سياسي"، شاكرا الرئيس الروسى لدفاعه عن "وحدة وسلامة أراضي" سوريا و"استقلالها".

حل سلمي

وبعد ذلك أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركى دونالد ترامب رغم تدهور العلاقات بين البلدين.

ووفق الكرملين فان بوتين اكد "استعداده للعمل بشكل فاعل للتوصل الى تسوية طويلة الامد للنزاع" استنادا الى قرارات الامم المتحدة، مشددا فى الوقت نفسه على ضرورة "الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال سوريا".

كما اعلن البيت الابيض ان الرئيسين شددا على الحاجة الى ايجاد "حل سلمى للحرب الاهلية السورية، وانهاء الازمة الانسانية، والسماح للاجئين السوريين بالعودة الى بلادهم، وضمان الاستقرار فى سوريا موحدة بعيدا من التدخلات وخالية من الملاذات الآمنة للارهابيين".

وكان بوتين وترامب اصدرا بيانا مشتركا فى الحادى عشر من تشرين الثاني/نوفمبر رفضا فيه اى "حل عسكري" داعيين الى "حل سلمي" فى اطار عملية جنيف، غير أن البلدين يكشفان بصورة شبه يومية منذ ذلك الحين عن تعارض فى مواقفهما بشأن سوريا حيث يتدخل كلاما عسكريا.

من جهته اعلن الرئيس الايرانى حسن روحانى "النصر" على تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق وسوريا، ناسبا هذا "النصر الكبير" إلى "العمل الاساسى للشعوب والجيوش السورية والعراقية واللبنانية". وأوضح للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون فى اتصال هاتفى معه الثلاثاء ان ايران تريد "تجنب تفتيت دول المنطقة وليس السيطرة عليها".

وبالرغم من تراجع حدة العنف، حذر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الثلاثاء فى تقرير بأن أكثر من 13 مليون شخص حوالى نصفهم من الأطفال بحادجة إلى مساعدة إنسانية فى سوريا.

وتراجعت وتيرة غارات التحالف الدولى بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية فى سوريا والعراق بشكل كبير مؤخراً لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بدء هذه العمليات العسكرية، وفق ما أعلن متحدث أميركى باسم التحالف الثلاثاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق