كيف اقتنع التكفيريون أن تفجير المساجد يُدخل الجنة؟

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 04:40 م
كيف اقتنع التكفيريون أن تفجير المساجد يُدخل الجنة؟
حادث مسجد الروضة الإرهابي
ماجد تمراز

حرب طاحنة قررت مصر أن تكون أحد أطرافها، بعدما أعلنت تصديها للإرهابيين، وبالتحديد التكفيرين والمتطرفين الإسلاميين، وخلال الأربعة أعوام الماضية، شهدت مصر سلاسل لا تتوقف من العمليات الإرهابية التى استهدفت المئات، بل الآلاف من أبناء الجيش والشرطة وشركاء الوطن وأصحاب الأرض "الأقباط" وكنائسهم، دون رحمة أو شفقة، دون أن يُفرق بين طفل أو شيخ أو سيدة أو شاب، فقد طحن تآكل الأخضر واليابس.

امتد بطش الإرهابيون المتطرفون، وطال يدهم المُلوثة المسلمين أيضاً، فلم يفكروا كثيراً ليحصدوا أكبر عدد من أرواح المسلمين بؤوس سيوفهم التَلِمة، فقد دفعتهم دنائتهم وتدنى أخلاقهم غير الإسلامية، إلى استغلال التجمع الأسبوعى الأكثر للمسلمين، وزاد الأمر سوءاً واستغرابا، أنهم اختاروا أحد أكبر المساجد بالعريش، ووقت صلاة الجمعة، وفجروا المسجد، ولم يكتفوا بذلك، فعندما وجدوا أن المسجد لم ينفجر بالكامل، أطلقوا وابلا من الرصاص على باقى المصليين.

تلك الحادثة الشنعاء، تجعلنا نتوجه بالأسئلة إلى أحدهم، كيف اقتنعت أن قتلك للمسلمين وتفجيرك لبيوت الله ومساجده قد يُدخلك الجنة؟، وكأن أحدهم لم يقرأ القرءان قط، وكأنهم ليس لهم علاقة بالإسلام نفسه، فإذا كانت رسائل الله إلى عباده فى كتابه الكريم تحرم وتُجرم قتل النفس بشكل عام، ونفس المسلم بشكل خاص، وحدد أسساً لذلك أقرها رسوله الكريم، فماذا يعبد هؤلاء؟.

سورة المائدة، وبالتحديد فى الآية 32، يقول الله عز وجل " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" رسالة من الله لعبادده يحذرهم من قتل النفس، وشبه قسوة وشناعة هذا الفعل دون وجه حق بتقل الناس جميعاً، فقد كانت الشريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من اي اعتداء، وتكفل عزته وكرامته.

آيات قرءانية كثيرة، حذر الله عز وجل المسلمين من قتل النفس بغير حق، أهمهم الآية 93 من سورة النساء "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، والآية 33 من سورة الإسراء " وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا"، ويبدوا أن تفاسير هذه الآيات حُرف بشكل سمح لهؤلاء الغوغاء بقتل النفس اعتقادا منهم أن لهم تفويض إلهى بذلك.

أما الأحادث النبوية الشريفة التى حذر فيها النبى محمد "ص" المسلمين من قتل الأنفس سواء مسلم أو غيره فهى كثيرة، أبرزها "لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار".. رواه الترمذي، و"يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله الهاً اخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم".. رواه البزار والطبرانى، وغيرهم من عشرات الأحادث التى تعارض قتل النفس بغير نفس، سواء مسلماً أو غير ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق