العدو واحد.. "أفلا يتدبرون"

السبت، 25 نوفمبر 2017 01:00 ص
العدو واحد.. "أفلا يتدبرون"
حادث مسجد الروضة
محمد أبو ليلة

 
ظلت الحوادث الإرهابية التي ينتهجها إرهابيو داعش ومن على شاكلتهم في استهداف جنود الجيش والشرطة لسنوات، بعدها استهدفت المدنيين من المصريين من أجل خلق نوع من الفتنة الطائفية بتفجير عدد من الكنائس المصرية في أعياد الأقباط، لكن ما يحدث اليوم من أحداث مسجد الروضة بالعريش والذي اسفر عن استشهاد العشرات من المصريين وإصابة المئات، يدعو للتفكير فيما تقوم به العناصر الإرهابية.
 
الأمر متكرر استهداف لرجال شرطة وجيش وأقباط ومسلمين، عقيدة هذه العناصر الإرهابية هي قتل الإنسان، سواء كان يصلي في كنيسة أو في مسجد، الإرهاب لا يعرف الأديان السماوية فهو يعرف طريقه لسفك الدماء فقط.
 
مع تكرار الحوادث الإرهابية ضد الأقباط كان البعض يروج عن دون قصد أن الاستهداف يأتي بسبب الدين، مُعتمدين على أفكار مغلوطة يتبناها الإرهابيين أنفسهم في فهم ضيق للدين الإسلامي تجاه الديانات الأخرى، لكن ما حدث اليوم في مسجد الروضة يضرب بهذه النظرية عرض الحائط، فحتى الآن قتل الإرهابيين 235 شخص مصري مسلم كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد الروضة بالعريش عدد كبير منهم من قبيلة واحدة.
 
وحسب مصادر قبلية في العريش، فإن العشرات من أسر قرية الروضة التي استهدف الإرهابيين مسجدها، اتخذوا من القرية سكناً لهم بعد فرارهم من الشيخ زويد ورفح بسبب عمليات إرهابية وقعت هناك، جزء كبير كانوا يتجمعون في مسجد الروضة الذي يُعتبر ملاذاً لأهل القرية الصغيرة.
 
في الرابع من ابريل الماضي يوم أحد السعف وأثناء استعداد الأقباط لعيد القيامة المجيد قام تنظيم داعش الإرهابي باستهداف كنيستي طنطا والإسكندرية أسفر عن مقتل  36 قتيلاً وعشرا ت القتلى.
 
لم يكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها إرهابيو داعش بيوت الله، ففي ديسمبر الماضي انفجرت عبوة ناسفة، استهدفت كمين أمنى بجوار مسجد السلام، بحي الهرم ونتج عنه هذا التفجير الإرهابي استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطين، وأمين شرطة و3 مجندين، بينما أصيب آخرين وقتها.
 
بعد واقعة مسجد السلام بأربعة أيام كانت الكاتدرائية المرقسية بالعابسية، وقع على إثره 29 شهيداً وأصيب 31 أخرون بعد تفجير عبوة ناسفة وزنها 12 كيلوجرام، وتبنى تنظيم "ولاية سيناء" هذا التفجير أيضا.
 
وبعد واقعة الكاتدرائية  تحديداً في يناير من الحالي استهدف إرهابيو داعش كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية.
 
هذه الحوادث الإرهابية المتلاحقة ما بين مسجد وكنيسة وأقباط ومسلمين لم يكن في دلالتها سوى أن الإرهاب لا يفرق بين الأديان وأن هذا العدو واحد بأهدافه وخباياه.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق