إيمان فؤاد تكتب: حلم يقظة

الأحد، 26 نوفمبر 2017 02:00 م
إيمان فؤاد تكتب: حلم يقظة
حلم يقظة
نقلاً عن العدد الورقى

وبغير مقدمات تنتبه لوجودك فى تلك المساحة المائعة، من عدم الثبات والاستقرار  تلك التى تشعر فيها ومنها ومعها بأنك فى منطقة اللا وضوح، اللا اتزان واللا قرار، ضبابية تغلف رؤاك ورؤيتك، بصرك وبصيرتك، تكاد تفتك بك الحيرة ويحتلك الشتات وتبددك البعثرة.
تفطن لكونك فى المنتصف من كل شىء، ومن كل شخص وتلح عليك التساؤلات 
ماذا تعنى لك الأشياء وماذا تعنى أنت للأشخاص؟ 
تراك تدرك هويتك وتعلم وبحق ماذا تريد، بل وما مدى صحة ما أردت؟
يتنامى لديك الخوف على القادم من الأيام وتسأل نفسك هل سألحق بركب الغد؟
هل الحياة بتلك القيمة وهذا القدر من الأهمية التى معها تغافلت عمدا عما يستحقه؟
من لهم عليك حق من وقت وأحلام وذكريات لها قد بددت وأضعت. 
ما هى إنجازاتك؟ ماذا حققت؟ هل ستحقق.. أم تراك استسلمت؟
وأمام هذه الوقفة مع النفس وزخم تساؤلاتها، تبدأ سحابات الحيرة فى الانقشاع واحدة تلو الأخرى، ومع إلحاحك لمحاولة الفهم وإصرارك على إدراك ما غاب عنك، تتبدى لقناعاتك حقائق الأمور ورأسها وذروة سنامها، فأنت بشر، أخطأ أبواك مذ بدء الخليقة وحادا عن جادة الصواب، ولقد قدر عليك أن تحمل الإرث إلى قيام الساعة.
الآباء يزرعون والأبناء يضرسون تلك هى المسألة، حينها وفقط 
تستفيق من غفوتك الإدراكية وتستعيد توازنك وتلتقط أنفاسك المتسارعة، فقد انتبهت لكونك ما زلت تحيا على الأرض، لذا لا تطمع أو تطمح أن تجد لأسئلتك إجابات، فتلك الحيرة وذلك الشتات هما ما للخلق البشرى من متلازمات، عش أو تعايش.
واسعَ فى مناكبها وفتش عن أسرارها، وصل ما انقطع من تواصلك معها حين غفوتك 
اتعظ من ماضيك واجتهد فى حاضرك لتدرك مستقبلك، فتلك الثلاثية الأبدية هى ما يمثلك ويشير لكونك فيها دخلت ومنها للخلود قد عبرت.
محامية

 

تعليقات (1)
منتصف الطريق واشارة ربط حزام الامان
بواسطة: ايمن الجوهرى
بتاريخ: الأحد، 26 نوفمبر 2017 05:47 م

سأتكلم عن نفسى فجأة ودون مقدمات ودون ان انظر فى المرآة اجد عقارب الساعة قد اصابها الخمول ويطل من نافذتى شبح يذكرنى بشئ ...وأنا جاهدا انكر تذكره..او حتى ان اعيره اهتمامى .. لكن مرآتى تحدثنى بصوت اعلى..يا أنا ..اقتربت الساعة ... ايمان احسنت الوصف ...بين أنا والأنا .. لكنك اقتربت من منتصف الطريق ...أما أنا اجدنى اربط حزام الامان ...فقولي لي حمدا لله على سلامتك...

اضف تعليق