الفنان أحمد كمال بطل واحة الغروب في حوار لـ"صوت الأمة": المصريون يرفضون الأعمال التاريخية وعلى الدولة تسهيل الإجراءات للمنتجين

الأحد، 26 نوفمبر 2017 02:20 م
الفنان أحمد كمال بطل واحة الغروب في حوار لـ"صوت الأمة": المصريون يرفضون الأعمال التاريخية وعلى الدولة تسهيل الإجراءات للمنتجين
أحمد كمال
حسن شرف (نقلاً عن العدد الورقي)

 
* دعم السينما المصرية لا يكون بالمال.. يجب تسهيل الإجراءات للمنتجين
 
 
«ما أكثر ما صدفت من الموت خلال عمرك يا يحيى، بيدى هاتين دفنتُ إخوة وزوجات وأبناءً وأحفاد، فلماذا وأنا العجوز الفانى لا أحتمل موتك يا بنى، أبكيك وأبكى نفسى، يأست من بلدكم، لكنى الآن أحاول أن أعرف طريقى، سأعتزلكم مرة أخرى، سألزم الحجرة الصغيرة فى حديقتى ولن أرى منكم أحدًا».
بنبرة حزن، جلس الشيخ يحيى (الفنان أحمد كمال) منكس الرأس يبكى موت ولده رضوان الذى قُتل فى الحرب مع الشرقيين، فى مسلسل «واحة الغروب» الذى جسد رواية الرائع بهاء طاهر.
 
استطاع أحمد كمال أن يصنع فارقا خلال السنوات الماضية من خلال تجسيده المحترف، والمتميز للأعمال التى يقدمها، والتى يختارها بعناية. «صوت الأمة» حاورت حكيم واحة الغروب، الذى تحدث كعادته بحكمة.
 
 
■ توفيت والدتك هذا الشهر.. ما الذى تركته لأحمد كمال؟
- ساهمت والدتى منذ صغرى فى تكوين شخصيتى ووعيى بشكل كبير، وكانت تحرص على أن يكون عندى أنشطة بوعى شديد بفطرتها، وهى تمتلك فطرة مكنتها من إدراك أهمية أن يمارس طفلها العديد من الأنشطة.
 
 
■ دورك فى «واحة الغروب» نقلة حقيقية فى تجسيد الأدوار فى الدراما.. كيف تابعت ردود الأفعال؟
- أذهلنى فى ردود الأفعال وعى الجمهور والنقاد، حيث كان الحديث الأغلب عن اللحظات الدقيقة، ومدى قرب الشخصية من تلك التى كتبها الروائى بهاء طاهر، وأثنى الجميع على الرواية والإخراج، ما يؤكد ارتفاع الوعى عند الجمهور، خاصة أن تعليقات البعض كانت وهم فى ذهنهم كاملة أبو ذكرى، وبالطبع لا يضيع أى مجهود، حيث إن مذاكرة الدور والبحث والتدقيق قبل التمثيل ساهم فى خروج الدور بهذا الشكل، وجدت صوتى بيتغير ومشيتى اتغيرت وقت التصوير.
 
 
■ بالطبع هناك مشاهد أثرت فيك ولن تنساها؟
- هناك بالطبع الكثير من المشاهد، «العمل بصراحة كان مليان مشاهد»، ولكن معظم مشاهدى مع مليكة (ركين سعد)، والرائعة رجاء حسين (الأم)، كانت رائعة وكان بها مشاعر وصدق فى التعبير.
 

■ دورك فى المسلسل مميز والعمل نفسه مميز.. هل ذلك له علاقة بالقدرة على الاختيار؟
- سؤال صعب.. لكن أنا دقيق فى اختياراتى، لا أؤمن بأى عمل، ولا أقبل معظم الأعمال التى تعرض عليّ، وأدقق فى العمل وكواليسه، والتى تتعلق بالإنتاج والإخراج، هذا بالإضافة إلى الاجتهاد الشخصى، وتميز المخرجين الذين أعمل معهم، كل هذه الأشياء تساعد على التميز والإبداع.
 
 
■ هل الدراما التى تتطرق إلى التاريخ المصرى تلقى اهتماما مختلفا لدى الجمهور؟
- أعتقد أن الناس أصلا بترفض للوهلة الأولى مشاهدة الأعمال التاريخية، ولكن عند مشاهدتهم للحلقات الأولى، ويرى المشاهد أن العمل مُقدم بشكل مميز «متخدم عليه كويس وحقيقى بيندمجوا»، وهذا حدث مع مجموعة من الأصدقاء، الذين رفضوا استقبال الحلقة الأولى من المسلسل، إلا أنهم بعد حلقات عدة اندمجوا واقتنعوا أن «واحة الغروب» مقدم بشكل رائع، وكانت بطلته منة شلبى أكثر إقناعا وحرفية فى تقديم دورها فى المسلسل.
 
 
■ كيف تتابع تطور السينما والدراما فى الفترة الماضية؟
- أولا عندنا مشكلة فى الكتابة، رغم وجود شباب جدد، وكُتاب كبار، إلا أن المشكلة تأتى لنقص شديد فى الكُتاب «محتاجين أد الموجودين 5 مرات» وأثبتت التجربة أنه لا يجوز أن يكتب المسلسل كاتب واحد، لأنه لن يستطيع أن يقدم 30 حلقة بأحداث متجددة، ومختلفة، ولو اعتمدنا على 3 شباب مثلا لعمل واحد سيساهمون معًا فى تقديم أحداث مختلفة.
 
 
■ ما رأيك فيما قاله الكاتب أحمد المسلمانى وهو أنه لا يجب أن تترك السينما للسينمائيين ولا الدراما للدراميين وردود الفعل؟
- أنا ضد الهجوم على أى شخص لمجرد أنه قال رأيه، يجب ألا نذبح صاحب الرأى الآخر حتى ولو كنت ضده، كما أنه يوجد عنف فى الرد على الآخر، وهى شىء غير مقبول، أما بخصوص ما قاله الكاتب أحمد المسلمانى فأنا بالطبع لا أرحب به، لأن الدراميين وحدهم قادرون على تطوير الصناعة، كما أن السينمائيين وحدهم قادرون على تطوير صناعة السينما.
 
 
■ الكل يطالب الدولة طوال الوقت بدعم السينما.. ما هى الأطر التى يجب أن تنظم هذه المسألة؟
- فقط الإجراءات.. مش عاوزين فلوس من الدولة، يجب فقط أن تعمل على تسهيل التراخيص، وتسهيل الإجراءات على صناع السينما ليقدموا أعمالهم، وكذلك حمايتهم عند صناعة الأعمال الفنية «لأن الإنتاج بيمضى عقد بفلوس كتير مع بلطجى المنطقة لما تيجى تصور فى أى مكان»، ويجب على الدولة ألا تترك الأمر دون تنظيم لفترة طويلة، وهى فقط عبارة عن إجراءات.
 

■ كيف ترى ولأول مرة خلو مهرجان القاهرة السينمائى من فيلم مصرى؟
- على الرغم من سلبيات مهرجان القاهرة وعيوبه، إلا أننا تعلمنا منه الكثير، وعرفنا من خلاله السينما التونسية وأبطالها وكذلك السينما الجزائرية، وكل فنانى الوطن العربى، وتعرفنا عليهم وعلى طريقة تفكيرهم، وكذلك ساهم المهرجان فى تكوين تفكيرنا، وعدم وجود فيلم مصرى كارثة، ويرجع ذلك إلى قلة الإنتاج السينمائى، لأنه لو وُجد إنتاج حقيقى ومحترم سنجد بالطبع ما نعرضه فى المهرجان.
 
 
■ لماذا توقفت عن تدريب الممثلين؟
- أولا مش عاوز الموضوع يبقى روتينى، وأول ما بشوف إن الروتين هو من يحكم باخد إجازة، كما أننى شروطى صعبة فى عملية التدريب مع شركات الإنتاج، لأننى لا أتاجر بأحلام الشباب اللى محتاج يتعلم ويتدرب، خاصة أن معظم الشركات تسعى للمكسب، عن طريق أسعار دورات التمثيل بطلب أرقام كبيرة من الشباب، وأخيرا رغبتى فى التركيز لفترة فى التمثيل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق