"قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ".. السر الأعظم لاحتضان أم الدنيا مسار العائلة المقدسة (صور)

مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ»...سفرا ذكره إنجيل متي لخص أسباب احتضان مصر مهد الأديان والحضارات لرحلة العائلة المقدسة، القادمة من فلسطين هربا من بطش الرومان.

الدولة المصرية، تسعي حاليا لاستغلال هذا المسار حيث تروج وزارة السياحة وفقا لخطط وجدول زمنى، ستضمن رحلة الحج الدينية العالمية عدد كبير من المعالم المصرية وافق البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان علي اعتبارها ضمن المسار المقدس.

 وزارة السياحة وقعت اليوم، بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع بهدف التنشيط السياحى لمسار العائلة المُقدسة، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين الهيئة ووزارة السياحة، ضمن توجه الحكومة بأهمية تدبير كافة الإجراءات الحضارية التى تليق بعراقة مصر ومزاراتها السياحية.

البروتوكول تضمن تدبير احتياجات وزارة السياحة لتوريد وتركيب الخيام المُتطورة المُجهزة لمسار العائلة المقدسة وتوفير أماكن استقبال لائقة للحجاج من مُختلف أنحاء العالم وتوفير البنية التحتية بأحدث التكنولوجيات بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع.

وأشاد يحيى راشد وزير السياحة بإمكانيات الهيئة العربية للتصنيع المُتميزة ومُشاركتها فى كافة مناحى خطط التنمية الشاملة، مضيفا أن بروتوكول التعاون مع الهيئة لإحياء مسار العائلة المقدسة جاء للثقة التي توليها وزارة السياحة في الهيئة العربية للتصنيع لسد جميع احتياجات الوزارة وضمان التنفيذ وسرعة إنجاز الأعمال وضمانها.

كما تقوم الجهات المعنية حاليا أيضا بتأهيل المناطق والبنية التحتية المتعلقة بالرحلة لإسقبال الحجاج المسيحيين، فمسار العائلة بمحافظة البحيرة يتم تطويره بتكلفة 90 مليون جنيه عن طريق رصف وإزدواج الطرق وإنارتها وإنشاء خط مياه جديد وخزانات مياه إستراتيجية بالمنطقة، بتكلفة 80 مليون جنيه لتوصيل مياه الشرب اللازمة للوفود الزائرة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل محولات الكهرباء وزراعة جانبى كافة الطرق بأشجار النخيل مع وضع العلامات واللوحات الإرشادية لطرق مسار رحلة العائلة المقدسة.

وزارة السياحة تؤكد أيضا أن هذا النوع من السياحة سيضيف لمصر كثيرًا، وأن الهدف المنشود هو تسويق المنتج السياحى المصري وإظهاره بالشكل اللائق، ليصبح السائح فيما بعد سفيرت لمصر وداعيا للخدمات الجيدة التي حظى بها في البلاد.

عظمة مصطلح "العائلة المقدسة"، في أنه يتكون من المسيح عليه السلام خلال طفولته وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب مريم الذي لم يدخل بها والذي ظل وفيا لها من بين بني إسرائيل بعد زكريا وصاحب يوسف النجار المسيح وأمه في رحلة الهرب من الطغاة.

التاريخ يؤكد أن رحلة العائلة المقدسة استمرت قرابة ثلاث سنوات، حيث بدأت من بيت لحم إلى غزة بفلسطين حتى محمية الزرانيق الفلوسيات غرب العريش بـ 37 كم، ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما  الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد .

المسار استكمل ليصل إلى سخا وهي جزء من مدينة كفر الشيخ بمحافظة كفر الشيخ بمصر، بين فرعي النيل بالدلتا ثم الي وادى النطرون بمحافظة البحيرة، حيث يحتوى على 4 أديرة مهمة، وهى دير الأنبا بيشوى ودير "السريان" السيدة العذراء، ودير البراموس، ودير القديس أبو مقار، ويضم دير الأنبا بيشوى ضريح البابا شنودة ومائدة الرهبان وحصن الخباز.

"المطرية"، أحد أحياء القاهرة، وصل إليه المسار، حيث يوجد شجرة مريم، وكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وكنيسة أبو سرجة وهى أقدم كنيسة فى القاهرة ومكثت العائلة المقدسة فى موقعها فى رحلتى الذهاب والعودة، حيث يوجد موقع التعميد بالكنيسة والبئر الذي شربت منه العائلة المقدسة، تم توجهت الرحلة بعد ذلك إلى مجمع الأديان بالقاهرة الذى يشمل كنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص، وهو أقدم مسجد بإفريقيا، والمعبد اليهودى "بن عزرا"، لتتجه بعد ذلك إلى كنيسة المعادي، الت ييوجد بها المذبح.

توجهت الرحلة الصعيد بعد ذلك إلى الصعيد حيث بدأت من البهنسا وهي إحدى أشهر المناطق الأثرية في محافظة المنيا، وصولا إلى كنيسة جبل الطير الأثرية بسمالوط بالمنيا التي يوجد بها المغارة المقدسة، واستكمل المسار رحلته بالصعيد فوصل إلي دير المحروق بأسيوط وبه أول كنيسة شيدت فى مصر تحقيقا للنبوء الواردة فى سفر أشعيا، حيث أقامت بهذا الموقع العائلة المقدسة فترة وصلت إلى 6 أشهر و10 أيام، وهى أطول مدة ظلت فيها العائلة المقدسة بموقع واحد أثناء تنقلها.

 انتجهت العائلة المقدسة  بعد ذلك إلى دير جبل درنكة، أو "دير العذراء" ويقع بالجبل الغربي لمدينة أسيوط أقامت به العائلة فى طريق العودة.

عودة العائلة إلى فلسطين مرة أخرى جاءت بعد تلقيها رسالة بوفاة الملك هيرودس، حيث عادت إلى منطقة جغرافية في شرق البحر المتوسط في شمال فلسطين تسمي قرية الناصرة بالجليل.