رسالة حب

الخميس، 30 نوفمبر 2017 12:38 م
رسالة حب
هبة العدوي تكتب :

يا حبيبي يا محمد صلى الله عليك وسلم, في ذكرى ميلادك فقط أود أن أكون على خطاك ما حييت..

تلك التي كما فهمت مما علمتنيه, لا تتعلق بجلباب يرتدونه أو بكونهم يلقبونني عورة..والتي تحتجب فلا يظهر منها صوت كلمتها..

بل تلك التي تتعلق بكوني إمرأة لما أسلمت، أضحت حرة..

ليست هذه عنصرية منّي ولا فخر يشابه  كِبْر المتكبرين..والذي نستعيذ بالله من أن يدخل قلوبنا ذرة منه, معها تنطفئ انوار الحقيقة وتضحي الكلمة قد صارت مرآة لهوي النفس الآمرة بالسوء..

ولكنها حقيقة ممن تظن بذاتها والتي ربها أعلم بها منها، انها لما بحثت عن الإله وجدته و ووجدت معه قمة حريتها ..ولما امعنت في مسار الصراط وهداه، وجدت حبيبه محمد خاتم رسالات المحبة الرحمة المهداة..

أتسائل هل تراني أملك شرف إدعاء أني احبكم جميعاً؟!

احب سيدنا إبراهيم الحنيف الباحث عن الله.. وسيدنا عيسى كلمة الله المتفاني ذوباُ وعشقاً لله.. وسيدنا موسي كليم الله والذي اصطنعه الله لنفسه ..وسيدنا يوسف المعتصم بالله من الخطية الكبرى ..وسيدنا يحي  الذي كان تقياً, الحنان من عند الله و الذي أسميت ابني علي مسماه .. وسيدنا زكريا الذي دعا ربه أن لا يذره فرداً فوهبه ما طلبه رغم شيبته وإمرأته .. وسيدنا يونس الذي نادي ربه, فنجّاه الله من بطون ظلمات ظلمه..
اما عن سيدتنا مريم.. فكم اتمنى ان اكون مثلها يأتيني منك رزقاً ليس له نهاية وفيضاً يقولون في أغلب التأويل انه كان رزقاً وفيراً من سكينةٍ..

في زمننا هذا  الممتليء غلاً وقسوة, لا أسألك لنفسي وأهلي الا منه رزقاً كرزقها لا ينقطع أبدا ما أحييتنا ..

وحبيبك خاتم رسلك الصادق الأمين محمد الرحمة المهداة للعالمين..

كلهم يحدثونني -بقصصهم التي فيها عبرة لأولي الألباب-أني لو أتيتك, سأجدك ..لو فقط طرقت بابك, ستفتحه لي علي مصراعيه ..ولكني أنسي واتناسي بإنسانيتني المُكرَّمة والتي فيها يكمن ضعفها وحملها للأمانة رغم كونها ظلومةٍ جهولة ..

اتأمل قصصهم, أجد فيهم بشريتهم الإنسانية وفي نفس ذات الوقت رحمتك اللا منتهية وأبواب غفرانك المنفتحة كالماء المنهمر ..

بدأت مقالي بإدعائي حريةٍ, ما كانت إلا لما أسلمت له وحده الوِجهة لا أبتغي غيره خالصة مُخلِصة له..مُسلِمة فقط له جبهتي ولغيره لا أبداً أنحني..

فهنا في موقع سجودي له وحده كانت قمة تحرري, من كل قلقٍ وخوفٍ وغضبٍ مازال يملأ قلبي, فأهرول له طالبة منه مدده, وأَخِر له سائلة إياه أن يكون وَصْلِي به بلا نهاية ..فأتحرر من كل وجعي .. وألقي إليه بكل همّي ..فيزول عنّي فأسأله أن يكون وليّي, فأجده صاحبي في طريقي مهما حِدت عن إستقامته  ..

تَعَالوا أيها البشر .. تعالوا نكمل رسالات أنبيائنا أن نسلم له وفقط ..وأن لا نعبد إلا إياه ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ..

تعالوا إلي كلمة سواء ..تبدأ (بعلو )أنفسنا وتزكيتها تجاه قيم الجمال والحب والخير والإحسان والبر والتقوي ..ومن هذه النفس التي علت قيمها الروحية فوق مادية أرضيتها, نتفق ألا نعبد إلا إياه ..

فأصل كل الأديان كانت ومازالت هي معرفة الله الواحد الأحد.. وأصل تمام الرسالات هي خلوص الوِجهَة وفقط له ..

بسم الله الرحيم

مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ

صدق الله العظيم ..

فالإسلام هو إذاً أن تسلم وجهك وقلبك وعقلك وحياتك ومماتك وصلاتك ونُسكك لله رب العالمين..

بسم الله الرحمن الرحيم

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

صدق الله العظيم

أن تري الله بقلبك في كل موقف تمر به ..ان تجعل بوصلة قلبك بإستمرار نقية من الغل والغضب والكره والحسد والخوف إلا خوفك من أن لا يكون حالك مع الله..من أن تضل سعيك في الحياة.. من أن تحسب نفسك تُحسِن صنعا, فإذا بيديك فارغة في نهاية طريقك.. و ما ظننته حقيقة, كان سراباً ..

 
هو هداية الصراط المستقيم ..

هو أن تمتلك قلباً سليماً معه, يقوي صوت تأثير ضميرك .. وتنفيذك علي أرض الواقع لما استطعت إليه سبيلا من التقوي والإصلاح..

هو أن تكون مبادراً في كل أحوالك.. وتتوقف عن مقارنة نفسك بغيرك ..وعن لومك علي الظروف فيما آلت إليه حياتك ..

بالتأكيد لن تكون ملاكاً.. ولكن كلما إبتعدت عن هذا النور الذي أضاء لك روحك وحياتك, كلما هرولت من جديد للرحمن الرحيم مستغفراً إياه حتي تدرك من جديد, بوصلة قلبك..

هو علاقتك بالآخر..والتي هي علاقة تكامل وتعاون مع أخيك في الإنسانية..
علاقة قائمة علي مفهومي (البرّ والإحسان )..والذين هما منتهي قوتك كمسلم موحد بالله خالق الإنسانية جمعاء..

القاعدة تقول ( انت حر ما لم تضر )..( وكلُ يلزمه إجتهاده)..

حريتك تامة, إلا إذا أضررت بمجتمعك .. ويحق لك أن تجتهد ولكن لا تُلزِم بإجتهادك سوي ذاتك..

تضر بمجتمعك لما تخرق قواعده الأخلاقية المطلقة في ذاتها, النسبية في تنفيذ الإنسانية لها..

تلك التي بعث النبي محمدا صلي الله عليه وسلم ليتمم مكارمها ..

وحدثنا الله عنه :

بسم الله الرحمن الرحيم

وإنك لعلي خلق عظيم

صدق الله العظيم ..

ذلك ما يوقن في صدري عن معني الإسلام بعمقه واللهم إجعل عملي يصدقه ..

وتقبل منّي إجتهادي فأنت العليم, الذي كلما زدتني علماً, كلما إزددت علمي بجهلي ..

إلي حبيبي في يوم ميلاده الذي أنار للبشرية جمعاء فيوضاتٍ من الإنسانية..

إليك يا دعوة إبراهيم ونبوءة موسي وترنيمة داود وبشارة عيسي ..أحبك عدد أنفاس حياتي وأسأل الله لما أقابله, أن يجمعني بك فاجد إبتسامة سعادتك بكوني إنسانة أديت الامانة ووفيت الرسالة ولم أخاف في الله لومة لائم ولم أحيد عن الصراط المستقيم إلا زللاً تنقذني منه دوما ً بوصلة الضمير الأخلاقي التي هي هبه الله الثانية لكل خلق الله بعد حرية الإختيار..وأني لم أدعي ملائكية ولا عنصرية ولا مثالية..ولكنّي أسير بقلبٍ لا يريد سوي ان يكون سليماً محباً ما أبقاه الله في الحياة ..

فاللهم يا حبيبي تلك رسالتي فأبلغ حبيبك منها ما تراه فيها من محبةٍ وكل أنبيائك المجتمعين علي محبتك في جناتك حيث صدق وغاية ومعني ما نحياه ..

حيث معني صدق الحب اللامنتهي ..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق