لماذا يكره الإسلاميون "قاسم أمين"؟

السبت، 02 ديسمبر 2017 03:00 ص
لماذا يكره الإسلاميون "قاسم أمين"؟
قاسم أمين
محمد أبو ليلة

 
"يا نساء المسلمين في كل مكان لا تسيروا وراء تعاليم قاسم أمين، انما سيرو وراء تعاليم ابي القاسم الأمين".. هذه الكلمات قالها الشيخ عبد الحميد كشك في احدى خطاباته المفوهة في سبعينيات القرن الماضي، كان توجهات الشيخ كشك واضحة فهو أحد أقطاب ومُنظري موجة الاسلام السياسي التي اجتاحت مصر وقت حكم الرئيس الراحل أنور السادات.
 
لم تكن كلمات الشيخ كشك وحي من الخيال وإنما كانت تأسيس لأفكار تنباها إسلاميو هذه المرحلة من تاريخ امتداداً لما قرأوه ونبت في عقولهم من أفكار سيد قطب وقبلها أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في الهند ومُتبنى الأفكار التكفيرية التي  صارت عليها جماعات الإسلام السياسي طوال هذه العقود.
 
 
الإسلاميون يكرهون قاسم أمين ذلك ذلك المصلح الاجتماعي وأحد مؤسسي الحركة الوطنية المصرية الذي ولد في 1 ديسمبر من عام 1863، لأنه مؤسس أفكار تحرير المرأة حيث كان يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوم كبير فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال.
 
كان قاسم قاضيا وكاتبا وأديبا فذا ومصلح اجتماعي، اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة وإنشائه الجامعة المصرية وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية، ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع.

لماذا يكرهون قاسم أمين؟
الإسلاميون يكرهون قاسم أمين لأسباب كثيرة أهمها كتابه عن تحرير المرأة والتي سرد فيه مجموعة من الأفكار أهمها أن المرأة مساوية للرجل في كل شيء وأن تفوقه البدني سببه استعمال الأعضاء وأن الانتقاب والتبرقع – الذي كانت ترديه المرأة وقتها- ليس من المشروعات الإسلامية لا للتعبد ولا للأدب بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده وهي عادة عرضت على المسلمين، من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها وأخذوا بها، وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء.. حسب كلام قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة.
 
وذكر أمين أن الحجاب ليس عائقاً عن التقدم فحسب بل هو مدعاة للرذيلة وغطاء للفاحشة في حين أن الاختلاط يهذب النفس ويميت دوافع الشهوة.
 
الهجوم على قاسم أمين بدأ منذ صدور كتابه وأفكاره عن تحرير المرأة من أوائل القرن الماضي وحتى الأن، أكثر من مائة كتاب صدروا ضد أفكار قاسم أمين، من بينها  كتاب  السنة والكتاب في حكم التربية والحجاب لمحمد إبراهيم القياتي، والجليس الأنيس في التحذير عما في تحرير المرأة من التلبيس لمحمد أحمد حسنين البولاقي، وخلاصة الأدب لحسين الرفاعي، ونظرات في السفور والحجاب لمصطفى الغلاييني،  وكتاب قولي في المرأة لمصطفى صبري، كانت كلها اجتهادات للرد على قاسم أمين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق