هل يحيي تحرك عبد الله صالح "العسكري" المبادرة الخليجية باليمن؟

الأحد، 03 ديسمبر 2017 04:36 م
هل يحيي تحرك عبد الله صالح "العسكري" المبادرة الخليجية باليمن؟
توقيع على عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق على المبادرة الخليجية
محمود علي

تطورات شهدتها الأزمة اليمنية في اليومين الماضيين، ربما تغير الوضع اليمني بأكمله وتسترجع فرص الحل السياسي مرة أخرى، عوضًا عن التصعيد العسكري الذي أوصل البلاد إلى محطة فوضوية انتشر فيها السلاح وتصاعد فيها التمرد الحوثي يومًا تلو الآخر بدعم وتحركات إيرانية، حيث مثلت الانتفاضة العسكرية للمؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح ضد جماعة الحوثي المتمردة، والتي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء قبل ثلاثة أعوام في انقلاب على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وتطرح التحركات العسكرية لقوات على عبد الله صالح الأخيرة، أسئلة عدة حول تداعياتها المستقبلية على المشهد اليمني، خاصة وأن هناك ترحيب من قبل التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بهذه الخطوات.. وهل ظهور الرئيس اليمني الأسبق على السطح في هذه الفترة سيعيد إحياء المبادرة الخليجية مرة أخرى؟

على عبد صالح

ورغم ما ورد من معلومات تؤكد حدة الاشتباكات العسكرية بين قوات المؤتمر الشعبي العام - الحزب الذي حكم اليمن طيلة الثلاثين عامًا -  والتي سبقت رياح التغيير في اليمن عام 2011، وبين قوات الحوثيين التي تتهمها قوى داخلية وخارجية بانتمائها للمشروع الإيراني، إلا أن مصادر يمنية أكدت في الساعات الأخيرة أن الدفة مالت بشكل واضح لمصلحة عبد الله صالح، وأن الجماعة المتمردة فقدت سيطرتها على معظم أنحاء العاصمة اليمنية.

وذكرت شبكة سكاي نيوز الناطقة باللغة العربية، سيطرة قوات حزب المؤتمر، إثر مواجهات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم من ميليشيات الحوثي، على مواقع حيوية في صنعاء، بينها دار الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي بصنعاء القديمة، فيما استسلم مئات الحوثيين لقوات حزب المؤتمر حسب مصادر محلية.

توقيع على عبد الله صالح على المبادرة الخليجية

ومن قراءة البيانات التي أعقبت التحركات العسكرية لقوات على عبد الله صالح، يبدو أن هناك مؤشرات واضحة على إعادة إحياء المبادرة الخليجية مرة أخرى، فبعد أن سارع صالح إلى استثمار الانتصار العسكري الذي حققته قواته بدعوة دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى الحوار، تجاوبت الرياض - التي تقود التحالف العربي ضد التمرد في اليمن - سريعا مع دعوات عبد الله صالح، وقال بيان للتحالف العربي إنه يثق بأن زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام سيعودون إلى "المحيط العربي"، معتبرا أنها ستخلص اليمن من الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران، في إشارة إلى الميلشيات الحوثية.

والمبادرة الخليجية التي فشلت القوى اليمنية في الالتزام ببنودها - بسيطرة الميلشيات الحوثية على صنعاء - هي مشروع اتفاقية سياسية جاءت برعاية دول الخليج في 3 أبريل 2011 لتهدئة ثورة الشباب اليمنية ضد إدارة الرئيس اليمني السابق على عبد الله عن طريق ترتيب نظام نقل السلطة في البلاد، وانتهت الجهود مع انتخابات رئاسية جديدة في فبراير 2012 ، انتهى على آثرها حكم صالح من السلطة بعد فترة حكم استمرت على مدار 33 سنة، وأسفرت النتائج عن فوز عبد ربه منصور هادي رئيسًا لليمن.

ويرى مراقبون أن تقدم قوات صالح على المتمردون الحوثيون، يمثل أمرًا إيجابيًا على الحالة السياسية التي ربما تشهد انفراجه بين قوات المؤتمر الشعبي والحكومة اليمنية الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي، بعد فترة من الركود السياسي والاعتماد فقط على الحل العسكري.

يقول الباحث هاني سليمان نائب مدير المركز العربي للدرسات: "بالتأكيد أن الانتصار العسكري الذي حققته القوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله على التمرد الحوثي، سيحرك بواطن القوى اتجاه المحور الخليجي الذي يأخذ موقف مناهض للتيار التابع لطهران فقط"، معتبرًا أن هذه الخطوة التي تعتبر محاولة واضحة لتأكيد استعداد المؤتمر الشعبي العام للانقلاب على كل سياسات الحوثيين التابعين لإيران، من شأنها أن تدفع الحوثي من وراءه طهران إلى القبول بتسوية سياسية، وهو ما يعزز قرب حل الأزمة اليمنية بكل تفاصيلها.

الباحث هاني سليمان نائب مدير المركز العربي للدراسات

وأكد سليمان في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة" أنه بدا واضحًا في الآونة الأخيرة نجاح المخطط الإيراني بتطويق المملكة العربية السعودية من كل جوانبها الحدودية في سوريا والعراق، كما في الملف اليمني الذي يعتبر طهران نفوذها فيه تواجد استراتيجي، مؤكدًا أن التحركات الأخيرة على مستوى جميع الملفات بما فيها اللبناني واليمني يعتبر تقويض وتحجيم للنفوذ الإيراني الذي بدأ يهدد الأمن القومي العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص.

كما أوضح أن الرياض والإمارات سيستثمران تحرك على عبد الله الصالح في اليمن لإجبار طهران ومن وراءها الحوثي، على القبول بتسوية ترضي جميع الأطراف لإعادة الاستقرار لليمن .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق