(القتل فى المحراب).. مآذن أهل السنة تلعن شياطين الإنس.. من ضرب الكعبة بالمنجنيق إلى تفجير مسجد الروضة

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 03:00 ص
(القتل فى المحراب).. مآذن أهل السنة تلعن شياطين الإنس.. من ضرب الكعبة بالمنجنيق إلى تفجير مسجد الروضة
حادث مسجد الروضه
عنتر عبد اللطيف (نقلا عن العدد الورقى)

زعم البعض أن تنظيم داعش الإرهابى، سبق وحذر أهالى قرية الروضة وسكانها من « الجريرات» من إقامة طقوس صوفية بمسجد القرية، وهى ذرائع يحاولون بها تبرير جريمة التنظيم الإرهابى الوحشية، التى راح ضحيتها 305 شهداء  و128 مصابا فى مجزرة خسيسة غير مسبوقة، فالصوفيون يتبعون أهل السنة، مثلهم مثل غالبية المصريين، الذين يعشقون آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
 
الاعتداء على بيوت الله، بدعة وسنة سيئة، انتهجها تنظيم داعش الإرهابى، المدفوع من قوى دولية، لتنفيذ أجندة خبيثة بالمنطقة العربية، وهى الجريمة التى لم تقع عبر العصور إلا فى حوادث متفرقة، فبيوت الله لها قداستها وحرمتها، وهو ما دفع مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، لأن يؤكد أن الاعتداءات الطائفية على بيوت الله، تمثل دعاية مجانية، وترويجا طائفيا لأيديولوجية الجماعات التكفيرية والمتطرفة، ودعما لمنطقها ورؤيتها للعلاقة مع الآخر، بل وتمثل المادة الخصبة التى تنشرها التنظيمات المتطرفة لكسب المتعاطفين والأتباع، وترويج مشروعها السياسى فى المنطقة بأسرها.
 
وكان المرصد قد حذر من الفتاوى التكفيرية، والآراء المتشددة، التى تؤدى إلى وقوع الأعمال الإجرامية والإرهابية، التى تقوم بها بعض التنظيمات المتطرفة فى محافظة ديالى بالعراق من تفجير للمساجد التابعة لأهل السنة هناك، حيث قامت بعض العناصر بتفجير نحو 10 مساجد سنية، يرجع زمن بناء بعضها إلى مئات السنين، وتم تصنيفها ضمن المساجد التاريخية، وفق البيان الذى أكد أن هذه الأعمال الإرهابية، التى تنتهك حرمات الله، تمثل جريمة دينية ودنيوية، واعتداء على مقدسات إسلامية بدافع عرقى وطائفى، وهو ما حذر منه المرصد، وأكد أنه بوابة إلى تفتيت المنطقة، وإعادة تقسيم دولها على أسس طائفية وعنصرية لضمان استمرار تلك الصراعات والنزاعات ردحا من الزمن.
 
كما أكدت تقارير صحفية، قيام تنظيم داعش الإرهابى بتفجير مسجد النورى الكبير فى الموصل، وكذلك منارة الحدباء، التى تعد أقدم مئذنة فى المنطقة، ويعود تاريخها إلى 9 قرون مضت، حيث فجر داعش المسجد قبل تقدم القوات العراقية، التى كانت تبعد نحو 50 مترا فقط عن الجامع، الذى أعلن منه داعش ما يسمى  بـ«الخلافة»، وبينما قال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، إن التنظيم الإرهابى هو من ارتكب هذه الجريمة التاريخية، لكن وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، زعمت إن غارة أمريكية هى من دمرت المسجد والمنارة فى الموصل.
 
وفى منطقة عسير بأبها السعودية، قام أحد الدواعش بتفجير نفسه فى مسجد الطوارئ لحظة صلاة الظهر، ما أدى لاستشهاد 15 شخصا من بينهم 5 رجال أمن من قوات الطوارئ، و6 متدربين بالدورات الخاصة بأعمال الحج، حيث كان الإرهابى واقفا فى منتصف المسجد –بالضبط- لحظة تفجير نفسه، ما أدى إلى زيادة حجم الأضرار، التى شملت أغلب أجزاء المسجد، وارتفاع عدد الضحايا، فعلى الرغم من وجود عدة نقاط أمنية حول مقر المسجد، فإن الانتحارى استغل وجود أبواب أخرى للمصلين ممن هم خارج المقر، وتمكن من عبورها ودخل المسجد.
 
وفى أفغانستان قتل 33 شخصًا فى تفجير مسجد للسُنة بولاية غور، التى تقع وسط البلاد، وقت صلاة الجمعة، فيما قال عطا محمد نور، محافظ ولاية بلخ، والقيادى فى حزب «الجمعية الإسلامية»: إن التفجير كان يستهدف أحد زعماء الحزب فى غور، دون توضيح ما إذا كان الزعيم المذكور نجا من التفجير أم لا.
 
مازال البعض يتذكر حادثة احتلال الحرم المكى فى 20 نوفمبر من عام 1979، ففى هذا اليوم، وبينما كان المصلون داخل المسجد الحرام ظهر شخص يُدعى «جهيمان العتيبى»، وبجانبه محمد عبد الله القحطانى، متوجهين لقبلة المسجد الحرام، أخذ العتيبى «ميكرفون» الإمام ليعلن أمام المصلين خروج المهدى المنتظر، وطلب منهم مبايعة محمد القحطانى باعتباره المهدى الواجب اتباعه، حيث كان اتباع العتيبى، قد استطاعوا تهريب السلاح إلى داخل الحرم فى توابيت الموتى، وتمكنت السلطات السعودية وقتها من الحصول على أصوات 32 من كبار العلماء لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان، وبالفعل دارت معركة يوم 4 ديسمبر 1979، حيث تمكنت قوة سعودية، من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن، ما أسفر عن مقتل نحو 28 قتيلاً من الإرهابيين، وقرابة 17 جريحا من قوات الأمن والمصلين، وتم إخراج الباقيين أحياء وأسرهم، ومنهم جهيمان العتيبى.
 
كما تعرضت الكعبة الشريفة للضرب بالمنجنيق والهدم، حيث ضربت الكعبة بالمنجنيق مرتين، الأولى فى عهد يزيد بن معاوية، حيث ضربها قائد جيشه، واسمه الحصين بن نمير السكونى، ومرة ثانية فى عهد عبد الملك بن مروان، حيث ضربها قائد جيشه، وهو الحجاج بن يوسف الثقفى، والحادثتان حصلتا خلال الحرب بين الأمويين والزبيريين، وحول ذلك يقول ابن تيمية: وأما ملوك المسلمين من بنى أمية وبنى العباس ونوابهم، فلا ريب أن أحدا منهم لم يقصد إهانة الكعبة، لا نائب يزيد، ولا نائب عبد الملك «الحجاج بن يوسف»، ولا غيرهما ؛ بل إن المسلمين كانوا معظمين للكعبة، وإنما كان مقصودهم حصار ابن الزبير، والضرب بالمنجنيق كان له لا للكعبة، ويزيد لم يهدم الكعبة، ولم يقصد إحراقها، لا هو ولا نوابه باتفاق المسلمين، ولكن ابن الزبير هدمها تعظيما لها، لقصد إعادتها وبنائها على الوجه الذى وصفه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعائشة رضى الله عنها، وكانت النار قد أصابت بعض ستائرها وتفجر بعض الحجارة، ثم إن عبد الملك أمر الحجاج بإعادتها إلى البناء الذى كانت عليه زمن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلا ما زاد فى طولها فى السماء، فأمر أن يدعه، فهى على هذه الصفة إلى الآن «وفق قوله».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق