(القتل فى المحراب).. دم الحسين على عتبات مساجد الشيعة

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 02:00 ص
(القتل فى المحراب).. دم الحسين على عتبات مساجد الشيعة
ارهاب
محمود الشرقاوى -محمود على (نقلا عن العدد الورقى)

«فى عاشوراء انتظروا الرد».. عبارة تكررت كثيرًا خلال تهديدات التنظيمات الإرهابية ذات الأيديولوجية السنية وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«القاعدة» لأتباع المذهب الشيعى، باعتبار مساجد الشيعة «هى مساجد ضرار يجب هدمها لأنها لا تمت لصحيح الإسلام بصلة». 
 
فى مساجد الرب الكل يسجد لإله واحد كذلك الدم يختلط بعضه ببعض ويصبح واحدًا، يلطخ سجادة واحدة.. يقع التفجير على وقع تكبيرات وصيحات «الله أكبر» يقولها المنفذ والمصلى، فالأول يظن أنه يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله والثانى يقف بين يديه. 
 
تنظيم داعش الإرهابى، كان الأشرس تجاه أتباع المذهب الشيعى، فأصدر فتاوى تجيز هدم وتفجير مساجدهم، فهو يعمل وفق منهجية تقول إن قتال المرتد من الذين ينشقون عنهم أو من لم يبايع الخليفة المزعوم وقتال أهل البدع والأهواء وخصوصا من أهل الشيعة، مقدم على غيره من الواجبات، ويسمى ذلك فى علوم الإسلام السياسى «العدو القريب والبعيد»، وهى نظرية جدلية بين التنظيمات الإرهابية. 
 
وفق مراقبين، فإن تلك العمليات تهدف إلى بث الفتنة بين السنة والشيعة فى المنطقة العربية، وتقف خلفها دول كبرى، تأتى مصالحها فى تفتيت المنطقة من خلال إشعال الفتن فى أبناء الديانة الواحدة، وبالتالى كانت أكثر تفجيرات المساجد فى دول تحظى بتواجد كبير من أتباع المذهب الشيعى، فالتنظيم الإرهابى حرص على الظهور بمظهر حامى السنة فى المنطقة، إضافة إلى أن تفجير المساجد لا يحتاج لقوة عددية.
 
وترصد «صوت الأمة» فى السطور التالية أبرز جرائم استهداف مساجد الشيعة فى العالم الإسلامى. 
 
الكويت 
فى 26 يونيو 2015، كان حى الصوابر فى الكويت على موعد مع تفجير مسجد «الإمام الصادق»، فى يوم 9 رمضان 1436، أثناء أداء صلاة الجمعة، أسفر الحادث عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا، وجرح 227 شخصًا على الأقل. 
 
الحادث تبناه تنظيم داعش الإرهابى، وجاء فى بيانه أن المدعو أبوسليمان المُوحِّد، هو من نفذ العملية، وأعلنت وزارة الداخلية الاسم الحقيقى للمنفذ هو فهد بن سليمان بن عبدالمحسن القباع، سعودى الجنسية ودخل عن طريق مطار الكويت فى نفس يوم التفجير.
 
دخل القباع مسجد الإمام جعفر الصادق، وأغلب رواده من أتباع المذهب الشيعى، ويُعدُّ من أقدم المساجد وأكبرها فى الكويت، أثناء أداء صلاة الجمعة فى التاسع من رمضان عام 1436، وذهب للصفوف الأخيرة من الجناح الأيمن وفجر الحزام الناسف الذى كان يرتديه حول بطنه، وكان فى المسجد ما يزيد على ألفى مصل، بحسب النائب العام للكويت، والذى أعلن أن مُرتكبى الجريمة اختاروا المسجد لكبر حجمه وكثرة عدد المصلين فيه. 
 
وجاء الحادث الإرهابى، استجابة لدعوة أطلقها التنظيم فى أواخر مايو 2015، يدعو فيها عناصره لإخلاء الجزيرة العربية من الشيعة.

أفغانستان 
 
كابول العاصمة الأفغانية، كانت هى الأخرى على موعد مع تفجيرات إرهابية طالت مساجد شيعية، فى 29 سبتمبر من العام الجارى، حيث استهدف تفجير انتحارى مسجدًا فى وسط العاصمة عند خروج المصلين من صلاة الجمعة، تزامنا مع إحياء ذكرى عاشوراء فى حى قلعة فتح الله السكنى.
وقتل على إثر هذا الهجوم أربعة أشخاص على الأقل، فيما أصيب عشرون آخرون بجروح.
 
وفى كابول أيضًا فى أكتوبر الماضى، نفذ انتحارى هجومًا فى مسجد صاحب الزمان، فى صلاة الجمعة، وأسفر الحادث عن مقتل 72 شخصًا على الأقل من بينهم أطفال، فى منطقة دشت بارتشی بغرب كابول.
وهو ما تزامن مع تفجير مسجد سنى، فى ولاية غور فى وسط أفغانستان، أسفر عن مقتل 30 شخصا.
 
بعيدًا عن كابول فى أغسطس الماضى، وقع انفجار داخل مسجد للأقلية الشيعية فى غرب مدينة «هيرات» على الحدود مع إيران أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

نيجيريا 
 
فى ولاية يوبى النيجيرية، أصيب 3 أشخاص فى تفجير انتحارى استهدف مسجدًا للشيعة بعد صلاة العصر، فى شمال شرق نيجيريا، ونُسِب التفجير إلى جماعة بوكو حرام المسلحة التى تعتبر الشيعة كفارا يجب قتلهم. 
 
السعودية 
فى 22 مايو الماضى 2015، نُفِذت عملية انتحارية بمسجد الإمام على بن أبى طالب أثناء أداء الجمعة ببلدة القديح فى محافظة القطيف شرق السعودية والتى تقطنها الغالبية الشيعية، ملابسات الحادث كشفتها الأجهزة الأمنية السعودية التى أكدت أن أحد المتشددين الذين يعتنقون الفكر المتطرف قام بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، ما أدى إلى مقتل 21 وإصابة نحو 100 من المصلين، ومقتل الإرهابى منفذ العملية. 
 
وبعد الحادث بأيام تبنى تنظيم داعش الإرهابى مسئولية التفجير الانتحارى الذى استهدف المسجد، حيث قام أحد عناصره يدعى أبوعامر النجدى بتفجير حزام ناسف وسط المصلين الشيعة، مهددًا بعمليات أخرى ضد الطائفة الشيعية فى السعودية ناشرًا صورته، وقال الجرحى إن التفجير حدث أثناء الركعة الثانية، وقد كان الإرهابى يقف فى الصف ما قبل الأخير.
 
لم تمر سوى أيام قليلة على حادث «القطيف»، وعاود التنظيم محاولاته لاستهداف مساجد المملكة غير أن السلطات الأمنية أحبطت تفجيرا كان مخطط له استهداف المصلين بمسجد «الإمام الحسين» للطائفة الشيعية فى حى «العنود» بالدمام بمدينة الدمام شرق السعودية، بعدما اشتبه رجال الأمن فى إحدى السيارات، أثناء توجهها للمواقف المجاورة لمسجد «العنود»، وعند توجههم إليها وقع انفجار فى السيارة، نتح عنه مقتل 4 أشخاص، يُعتقد أن أحدهم على الأقل كان قائد السيارة، والانتحارى كان متنكرًا بزى نسائى وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن إليه للتأكد من هويته، وتسبب الانفجار  فى اشتعال نيران فى عدد من السيارات، وأعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عن التفجير. 
 
وشهدت مدينة نجران هى الأخرى تفجيرا ضرب مسجد المشهد فى حى «دحضة» جنوب المملكة وذلك بتاريخ 26 أكتوبر 2015، وهز التفجير المملكة بأكملها، حيث ضرب المسجد الذى يعرف بأنه ثانى أكبر مسجد للطائفة الإسماعيلية بمدينة نجران.
 
وكانت تفاصيل التفجير الإرهابى الذى استهدف مسجد «المشهد» وأسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 12 على الأقل، كشفها الكاتب الصحفى هادى آل كليب، وقال: «إن التفجير تم عن طريق انتحارى وصل إلى المسجد وقت أداء صلاة المغرب»، مؤكدًا أن الجهة التى وقفت وراء الحادث تنظيم داعش الإرهابى، لتبنيه عمليات سابقة من هذا النوع».
 
وزارة الداخلية السعودية هى الأخرى كانت رصدت بعض التفاصيل لهذا الحادث الذى ضرب نجران قائلة فى ذلك: «إنه بعد انتهاء المصلين من أداء الصلاة وعند شروعهم فى الخروج من المسجد، أقدم شخص يرتدى حزاما ناسفا بالدخول إلى المسجد وتفجير نفسه بينهم ما نتج عنه مقتل أحد المصلين وإصابة عدد منهم ونقلهم إلى المستشفى».
 
وفى 29 يناير 2016 استهدف إرهابيان مسجدًا بمدينة الإحساء التى يسكنها أغلبية شيعية فى شرق السعودية، حيث فجر أحدهما نفسه، فيما أُلقى القبض على الثانى بعد إطلاق النار عليه من قبل الأمن السعودى.
 
الانفجار الذى شهده أكبر مساجد الإحساء، أعقبه هجوم بالأسلحة النارية لعدد من المتطرفين استهدف مسجد الإمام «الرضا» بمنطقة محاسن بالإحساء فى المنطقة الشرقية، حيث تبادلت قوات الأمن إطلاق النار مع خمسة إرهابيين، الأمر الذى أسفر عن مقتل 5 أشخاص.
 
العراق 
 
تفجيرات مساجد العراق كانت أكثر شراسة، حيث نشر تنظيم داعش فى 2014 صورًا أظهرت عمليات هدم وتفجير لمجموعة من المراقد والأضرحة السنية ودور العبادة الشيعية فى محافظة نينوى العراقية قام بها عناصره.
 
وبث التنظيم تقريرًا مصورًا تحت اسم «تقرير عن هدم الأضرحة والأوثان فى نينوى»، ومن أبرز الأضرحة التى تم نسفها «ضريح الشيخ فتحى وقبر البنت ومزار وقبر شيخ الطريقة الصوفية أحمد الرفاعى»، وقد هدمت هذه المراقد بواسطة الجرافات.
 
وفخخ التنظيم مساجد شيعية فى الموصل وتلعفر، وبينها حسينيات جواد وقدو فى تلعفر وحسينية القبة وسط الموصل.
 
وفى يوليو عام 2009، فى خضم الحديث عن خروج القوات الأمريكية والبريطانية من العراق، استهدف متشددون ثلاثة مساجد شيعية فى يوم واحد، قتل على إثرها 30 شخصًا وإصابة 50 آخرين، وقالت الشرطة العراقية فى ذلك الوقت إن هذه التفجيرات استهدفت كلا من مسجد الشروفى فى حى الشعب ومسجد الصدريين فى الزعفرانية ومسجد الرسول الأعظم فى منطقة جسر ديالى ومسجد الحكمى فى الكمالية إضافة إلى مسجد الإمام الصادق بمنطقة الإعلام فى بغداد.
 
وكانت أعنف هذه الانفجارات وأكثرها دموية استهداف سيارة مفخخة لجامع «الشروفى» فى منطقة الشعب شرق بغداد، مسفرًا عن مقتل نحو 20 شخصا وإصابة ما يزيد على 40 آخرين بجروح مختلفة، وأكدت الشرطة ان الانفجارات الخمسة كلها تزامنت مع خروج المصلين بعد أدائهم صلاة الجمعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة