هوس الشهرة على «حساب الميت».. من بوست «هدير» عن مسجد الروضة إلى تسجيل «مزيف» لمنفذى العملية الإرهابية

على طريقة فيلم «اللعب مع الكبار»، بطولة الفنان الكبير عادل إمام، والذى كان يوهم الأجهزة الأمنية بأنه يحلم بوقوع الحوادث قبل حدوثها، ويقوم بإبلاغ السلطات الأمنية به لإحباطها.. هذا ما قامت به فتاة «فيسبوكية» تدعى هدير أحمد مصطفى والتى نشطت مع حالة الحزن التى خيمت على الجميع من جراء الحادث الإرهابى، وهى مجموعات تسعى إلى محاولة فبركة التسجيلات والبوستات على صفحة الفيس بوك بحثا عن الشهرة أحيانا. 

 

أثارت هدير حالة من الجدل خلال الأسبوع الماضى، بعد أن نشرت على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى «بوست» قالت فيه إن حادثا إرهابيا سوف يقع بمسجد الروضة يوم الجمعة 24 نوفمبر، وهو الحادث الذى وقع فى منطقة بئر العبد فى سيناء وراح ضحيته 305 شهداء أثناء تأدية صلاة الجمعة، وعندما سألها رواد الفيس بوك عن مصدر معلوماتها بحدوث عملية إرهابية بهذه البشاعة، ردت: «أنا حلمت بالحادثة»، وهو ما جعل البعض يصدقها خاصة وأنها كتبت «بوست» آخر قالت فيه: «انا بشوف حاجة زى البنى آدمين بيقولولى على حاجات وبتحصل فعلا، وهما بيكلمونى دائما.. وأنا خايفة».

 

هدير أثارت جدلا بين رواد فيس بوك، خاصة وأن هناك قطاعا تعاطف معها وصدقها، إلا أنه بالبحث فى صفحتها تبين أنها قامت بتعديل المنشور بعد وقوع مذبحة مسجد الروضة، حيث كان المنشور الأول يسأل عن امتحانات كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، ثم قامت بتعديله وكتبت بوست آخر بنفس التاريخ عن وقوع عملية إرهابية فى مسجد الروضة. 

 

الغريب أن الفتاة «المهووسة بالشهرة»، كتبت بوست آخر تحدثت فيه عن تعرض السد العالى للانهيار عن طريق إطلاق صاروخ من مكان غير معلوم، إلا أن عملية الكشف عن تعديل البوست الأول جعل البعض يكذبها. 

 

لم تكن هذه هى الحادثة الوحيدة التى صاحبت العملية الإرهابية بمسجد الروضة، حيث ظهر تسجيل آخر «مفبرك»، مدته 7 دقائق و51 ثانية، وهو عبارة عن- حسبما أشاع من نشر التسجيل- «تسجيلات صوتية للإرهابيين الذى ارتكبوا حادثة مسجد الروضة، حيث ورد فى التسجيل حديث متبادل بين شخصين يظهر من الأصوات أن أحدهما يقف بمكان تنفيذ العملية، ويقوم بإبلاغ شخص آخر بتفاصيل ما قاموا به».

 

ولعل ما يثبت فبركة التسجيل المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، أنه صدر بعد أكثر من أسبوع من ارتكاب العملية الإرهابية، حيث رصد عدد القتلى بالضبط وهو ما ورد فى بيان النائب العام، لأنه من المستحيل أن يعرف الإرهابى عدد القتلى فى المسجد، خاصة وأنهم فروا هاربين خوفا من وصول قوات الأمن، وهو ما يؤكد فبركة التسجيل علاوة على أنه ورد فى التسجيل أنهم غنموا أسلحة وذخائر، رغم أن العملية الإرهابية تمت داخل المسجد، حيث كان المصلون عزلًا من السلاح ولم تحدث أى اشتباكات.