دير سلطان بالقدس المحتلة.. حكاية أزمة فجرتها ضرائب "الباب العالي"

الخميس، 07 ديسمبر 2017 07:00 ص
دير سلطان بالقدس المحتلة.. حكاية أزمة فجرتها ضرائب "الباب العالي"
دير السلطان بالقدس المحتلة
ماريان ناجى

بدأت في منتصف نوفمبر الماضي أعمال "سيمينار" المجمع المقدس، برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحضور 102 من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية، والمقرر استمرارها لمدة 4 أيام، حيث قالت الكنيسة إن المجمع يناقش أبحاثًا حول "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلاقتها بالكنائس  الأخرى"، وأن جلسات المجمع تشمل مناقشة تاريخ مشكلة دير سلطان  بالقدس، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي أزمة دير دير سلطان بالقدس المحتلة ؟

ترجع أزمة دير السلطان بالقدس، إلى أن الرهبان الأحباش كانوا متواجدين بكنيسة القيامة ولهم نصيب في جزء داخلها، ونظرًا لعدم قدرتهم على سداد الضريبة المحددة بالدولة العثمانية طردوا عام ١٦٨٦ ميلادية، وصدر فرمان من الباب العالي بأن من يسدد الضرائب المتأخرة لهؤلاء تؤل إليه أملاك الطوائف، أملاك الجورج والأحباش حصلت عليها طائفة الروم الأرثوذكس بعد سداد المتأخرات.

وتراكم متأخرات الضريبة على الأحباش كان نتاج الحروب التي شهدتها الممالك الحبشية، وصعوبة إرسال دعم مادي لرعايا الحبشة في القدس خلال القرن ١٧ الميلادي؛ ولم يقبل مطران الأقباط الأرثوذكس حينها تشريد رهبان الأحباش، فاستضافهم في دير السلطان منذ عام ١٦٦٨ وحتى ١٨٢٠ ميلادية ، واحتاج الدير إلى أعمال ترميم، بحسب وثيقة أواخر القرن الـ ١٧ ميلادية، وتثبت ملكية الأقباط للدير بمخاطبة المهندسين أو المعمر باشا حينها لمطران الأقباط، ومن هنا بدأت الأزمة ، وبدأت المشكلة نظرا لمطامع البرتغال والإنجليز والروس والطليان في الحبشة، أرادوا أن يتقربوا من خلال الأحباش الذين بلا مكان في القدس، وحينما بدأ منليك الأول إرسال أموال للأحباش بالقدس واشتروا مكانًا خارج المدينة القديمة.

بدأ قنصل إنجليزي يحرض رهبان الأحباش على سرقة مفتاح دير السلطان، وعرض مساعدته لهم في السيطرة على المكان بتدخله لدى الباب العالي الدولة العثمانية، مقابل مدّ جسور مع إمبراطور الحبشة، وبدأت تتفاقم المشاكل، وقدم الأحباش شكاوى عدة إلى الباب العالي، وتتقدم الكنيسة القبطية بما يثبت ملكيتها للدير ، وحينما جاء منليك الثاني ١٩٠٢ ميلادية، ملك منطقة شوّ بالحبشة هدد بعدم التعامل مع الكنيسة القبطية إلا بعد ترك دير السلطان للأحباش ومن شجعه على ذلك الأنبا متأوس، أسقف مصري بمدينة شو بالحبشة وطمح رسامته مطرانًا، وبالفعل حصل على رتبة المطران، بعد حبس ممليك الأول للمطران الأصلي، وهو الأنبا مرقس، ونزل متأوس مطران الحبشة مفوضًا من الملك هناك إلى مصر عام ١٩٠٢، وأدى الطقوس للرسامة مطرانا رسميا، وذهب بصحبة الأنبا يوساب مطران البحيرة والأنبا مرقس مطران إسنا، للقاء القنصل الإيطالي بالقدس بحضور مطران القدس القبطي، ووفق الترجمان الخاص بالقنصلية اطلعوا على أوراق الإثبات، وتبين أن دير السلطان قبطي، وأرادوا الأصول، وبينما أعطوه ملخصًا للأصول، وهى وثيقة قدمتها في أمريكا وتعد ٢٥ بين وثائق لإثبات مصرية الدير. وفى ١٩٠٦ ميلادية

 أرسلت الحبش وفدا جمع شهادات من الطوائف الأخرى، تثبت الوجود الحبشي بدير السلطان دون علم الأقباط، وتزامن مع تقديم الإنجليز رشوة للباب العالي لدعم تواجد الرهبان الأحباش في دير السلطان، مما أدى إلى أحقيتهم في فتح باب خاص بهم من هنا جاءت الأزمة وتحاول الكنيسة حل الأزمة من خلال إصدار بعض البيانات الخاصة والتي تؤكد على وجود هذه الأزمة على قمة مناقشات الكنيسة والبابا تواضروس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق