الانقسام الفلسطيني.. السبب وراء قرار ترامب

الخميس، 07 ديسمبر 2017 11:45 م
الانقسام الفلسطيني.. السبب وراء قرار ترامب
ترامب
إسراء سرحان

صراع بدأت ملامحه منذ عدة أعوام، اعتقل على آثره العديد من الجماهير بقوة السلاح، وشتت أبناء الوطن الواحد، إنه ليس الصراع العربي الإسرائيلي، ولا ينتمي لفئة الصراعات بين العرب والغرب، بل إنه انقسام عربي بنسبة مائة في المائة، وهو الانقسام بين حركة "فتح" في الضفة الغربية و"حماس" في قطاع غزة، والذي نتج عنه الآن وبعد مدة طويلة من نشوبه، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالـ"قدس" عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى الأراضي الفلسطينية.  

قصة الانقسام بين حركة " فتح" في الضفة الغربية و"حماس" في قطاع غزة، بدأت منذ 11 عاما، وأطلق عليه البعض "صراع الأخوة"، وجاءت ذلك التسمية بسبب صراع السلطتين السياسيتين والتنفيذيتين في صيف عام 2007م على السلطة، والذي نتج عنه تقسيم الأرض بينهم إحداهما تحت سيطرة حركة فتح في الضفة الغربية والأخرى، تحت سيطرة حركة حماس في قطاع غزة.

ونشأت هذه الأزمة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، وبدء أزمة سياسية ارتبطت بعقبات للانتقال السلمي للسلطة داخلية وخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية للحزب الذي كان تقليديا ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو، كان يمسك زمام الحكم الذاتي الفلسطيني حركة فتح.

زادت هذه الانقسامات في حدتها، كما فشلت المفاوضات مع إسرائيل، لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، واشتعلت مطالبة الجماهير الفلسطينية لإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، وتوج هذه النداءات إيمان مصر برئاسة "عبد الفتاح السيسي"، أن القضية العربية الصهيونية لن تحل، إلا إذا أجتمع أبناء الوطن الواحد، وقرر المحاولة مجددًا في القضية الفلسطينية التي انصرفت الأنظار عنها خلال السنوات الأخيرة، فأعلن عن نيته الذي قد أطلقها بمحافظة أسيوط، باعتزامه إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة.

ونجح الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفعل في تحقيق السلام بينهم، حيث خرج عضو الدائرة الإعلامية في حركة "حماس"، طاهر النونو، خلال مؤتمر صحفي، قائلًا "نزف إلى شعبنا وأمتنا الخبر التالي أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" يعلن التوصل إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية كريمة".

وتم الإتفاق بين حركتي فتح وحماس خلال اجتماعهما المنعقد في القاهرة، على تمكين الحكومة الفلسطينية برئاسة رامى الحمد الله من عملها على كامل التراب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ورام الله ، في موعد أقصاه 1 ديسمبر من العام الجاري، وقد أقيمت دعوة لاجتماع جديد في القاهرة يوم 21 نوفمبر.

وعادت الخلافات من جديد تشق الطريق بين حركة فتح وحماس، حيث كان مسئولون في حركة فتح اتهموا زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بأنه يسعى لإفشال المصالحة بشتى الطرق، ما ردّ عليه النخالة بأنه "ادعاء باطل ومحاولة هروب ورمي الأخطاء والفشل على الآخرين"، وقامت على إثر ذلك حملة فيما بينهم للتلاسن وتبادل الإتهامات.

ولكن لم تشعر"مصر" قط بأن دورها في هذه المصالحة عند حد معين، أو محاولة معينة، فعند إشعال الأزمة مرة أخري بين الطرفين، تم إرسال وفدًا مصريًا إلى غزة في محاولة سريعة، لتهدئة الوضع المتأزم ومنع أي طرف من إفشال ما تم إنجازه خلال الأشهر الماضية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق