ويسألونك عن تهويد القدس.. قل: أين المصالحة؟

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 01:20 م
ويسألونك عن تهويد القدس.. قل: أين المصالحة؟

(1)

كالنار في الهشيم اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي، وانتفضت غضبا ورفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إيذانا بنجاح خطوة إسرائيلية في سبيل "تهويد القدس"، و نزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس، وكأن الجميع تفاجأ بالقرار الذي وعد به ترامب خلال حملته الانتخابية ولكنها عادتنا العرب "نعام يمشي على اثنتين ويتحدث الفصحى ويدفس رأسه في الرمال حتى تأتيه الصاعقة".

(2)

وحتى تكتسب ردود الفعل رونقها البهي لابد من اللمسة الجمالية في الهجوم: "بيان الشجب اتأخر (سمايل فيس) لزوم الغمز واللمز، الجيش المصري فين- اللي هو بتاع مكرونة وسمك، (بس القافية دي خليها هنحتاجها في بوست تاني)، ولا مانع من (الحط على بتوع على القدس رايحين شهداء بالملايين).

تضامن كما شئت واكتب ما شئت على شبكات التواصل، فلا أحد يملك التشكيك في الحزن الشعبي العربي تجاه هذه الخطوة، ولكن لا داعي لتشويه الحقائق، ولي ذراع الموقف لتحقيق مكاسب.

(3)

القضية الفلسطينية أم القضايا، وما يحدث للقدس الآن لا يمكن تحليله وتناوله بمعزل عن معطيات المنطقة، فإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ليس فقط سببه مجرد قرار خطه ترامب، وإلا كيف نربط بين ما يحدث الآن والتمزق الذي تعيشه المنطقة، والخلافات بين الدول العربية بل وتآمر بعضها، والإنهاك الشديد لكل الجيوش العربية في الفترة الأخيرة، ماعدا الجيش المصري الوحيد الذي ظل متماسكا.

(4)

الدعم العربي ضروري وحتمي لدعم القضية الفلسطينية، ولكن هل يدعم الفلسطينيون قضيتهم؟، وهل الفصائل الفلسطينية تقف على أرضية واحدة، وأجندة منضبطة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، ربما يكون هذا هو التساؤل الأهم والمحوري في التعاطي مع الموقف وأي طرح آخر هو منطق مغلوط كمن "يضع العربة أمام الحصان".

فأي حديث عن دعم عربي أو مصري وأي لوم يجب أولا أن يوجه إلى الفصائل الفلسطينية المتناحرة، والتي أضاعت فرصا عدة، ولن يغفر لها التاريخ ما يحدث الآن، فعلى مدار 7 عقود لم نر موقف فلسطيني موحد وواضح بأجندة حقيقية لإدارة الملف، حتى المحاولات المصرية الأخيرة لم تخلو من التعثر والتباطؤ.

(5)

الفصائل الفلسطينية الآن مطالبة بضرورة إنجاز المصالحة، بشكل حقيقي وبدون أي تباطؤ أو تلاعب، فلن يكون هناك أمل في حشد حقيقي وبناء رد فعل داخلي أو عربي تجاه القرار، دون أن تقرر الفصائل الفلسطينية تنحية خلافاتها والتوحد تحت راية واحدة، وإلا فلن يغفر التاريخ لقادتها "إضاعة القدس".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة