لهذه الأسباب تتمسك إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس

السبت، 09 ديسمبر 2017 12:00 ص
لهذه الأسباب تتمسك إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس
كتب- محمد الشرقاوي

لماذا تتمسك إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية للقدس؟.. سؤال آثار كثيرًا من الجدل، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، التي تشهدها المنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي بنقل السفارة.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إنه على الرغم من أن الحسابات الأولية للمصالح الإسرائيلية، لا تدعم تأجيج التوترات مع الدول العربية والإسلامية؛ إلا أن الضغوط الإسرائيلية لم تنقطع خلال الآونة الأخيرة لدفع القوى الدولية للاعتراف بمدينة القدس المُحتلة عاصمة لها.

المركز البحثي قال في عرض بحثي بعنوان: "شرعنة الاحتلال.. لماذا تتمسك إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية للقدس؟"، إن الضغط الإسرائيلي يرجع إلى عدة عوامل، من بينها: هيمنة التيارات اليمينية على السياسة الإسرائيلية، وأتباع حكومة نتنياهو سياسة "الحسم السريع" للقضايا، وانشغال الدول العربية بمواجهة التهديدات الإقليمية المتصاعدة، ووجود "فرصة تاريخية" ينبغي استغلالها على حد تعبير بعض المحللين الإسرائيليين.

وأوضح المركز أن القرار الأمريكي لن يكون في صالح إسرائيل، وسيؤدي لتعزيز مواقف القوى الإقليمية المعادية لها وفي صدارتها إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها و"حزب الله"، بالإضافة إلى دعم إدعاءات بعض الفصائل المُسلحة والتنظيمات الإرهابية بحماية المقدسات الدينية، والتصدي للاحتلال والقوى الدولية الداعمة له.

بحسب العرض البحثي الذي أعده الباحث محمد عبدالله يونس، فإن القرار سيقوض مساعي تل أبيب للتقارب مع الدول العربية بهدف دمجها في نظام الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه بات من المؤكد انفجار انتفاضة جديدة احتجاجًا على قرار ترامب، بالإضافة إلى تهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة التي قامت قبل صدور القرار بساعات باقتحام ساحة المسجد الأقصى، وهو ما سيترتب عليه تفجر مواجهات عنيفة مع الطرف الفلسطيني.

وأشار المركز إلى أن من الممكن أن يكون الرد الفلسطيني على قرار ترامب هو إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد وعاصمتها مدينة القدس، استغلالًا لحالة التوافق الداخلي الفلسطيني، ورأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، وفي حالة حدوث ذلك واعتراف الدول العربية بالدولة الناشئة فإن إسرائيل ستواجه أوضاعًا إقليمية ودولية شديدة التعقيد مع تجدد المقاطعة الإقليمية والدولية والتعامل معها كقوة احتلال.

وحدد المركز عدة دوافع للتمسك الإسرائيلي بنقل السفارة في الوقت الحالي، أولها اندثار خيارات التسوية، يقول الباحث، إن سياسات الحسم السريع، تحظى باهتمام داخل الإدارة الإسرائيلية، وأنه لم تعد الحسابات المعقدة للمصالح والتكلفة تحظى بأي أهمية، أن حسم القضايا الخلافية والامتناع عن تقديم تنازلات والسعي لتحقيق المكاسب المُطلقة هي المهيمنة على عقلية النخب السياسية الإسرائيلية، وهو ما تجلى في الدعم الإسرائيلي لانفصال كردستان العراق.

ومن بين الدوافع استغلال "الأزمات الإقليمية"، والتي تعبترها إسرائيل فرصة تاريخية، بحسب الباحث، فإن هذه الأزمات وفقًا للتقديرات الإسرائيلية ساهمت في تراجع أولوية القضية الفلسطينية في السياسات الإقليمية، وتحييد التهديدات الأمنية في ظل انخراط "حزب الله" اللبناني في الحرب الأهلية السورية، وتفضيله استمرار الهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وهو ذات النهج الذي اتبعته حركة حماس.

إضافة إلى ضعف توقعات التصعيد، وأن تل أبيب لا تتوقع إسرائيل حدوث ردود فعل لا يمكن السيطرة عليها من جانب الطرف الفلسطيني، فعلى الرغم من الاستعدادات العسكرية المُكثفة، أشارت بعض التقييمات الإسرائيلية إلى محدودية ردود الفعل المتوقعة.

وأخر تلك الدوافع، سياسة "الأمر الواقع"، وأن إسرائيل ترى أن القرار الأمريكي لا يحمل سوى دلالة رمزية فقط بالنظر إلى سيطرة إسرائيل واقعيًّا على المدينة والتشريع الأمريكي الصادر من الكونجرس في عام 1995 بعنوان "تشريع السفارة الأمريكية في القدس"، وعلى مدار 22 عامًا قام الرؤساء الأمريكيون بتأجيل تنفيذ القانون بصورة روتينية كل ستة أشهر، كما أن القنصلية الأمريكية في القدس الغربية تؤدي بالفعل ذات الدور الذي يفترض أن تقوم به السفارة، لكن ذلك كله من أجل إعطاء شرعية للإحتلال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق