مصالحة!!.. الآن فقط أدرك العرب قيمة مصر

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 11:30 م
مصالحة!!.. الآن فقط أدرك العرب قيمة مصر
طلال رسلان يكتب

يا قدس قولي لحيطانك اثبتي بقوة
حيخلصك ابنك اللي أنا مانيش هوه
لا تبحثي عن حلول الحل من جوه
الحل من جوه الحل من جوه
 
"رحم الله الخال عبد الرحمن الأبنودي"
 
في 16 نوفمبر 2017 منع وفد الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن، مشروع بيان روسي مصري مقترح للصحافة بشأن إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعلان الاتفاق الذي جرى توقيعه في القاهرة 12 أكتوبر الماضي، بعدما بذل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جهودا كبيرة لتحقيقه.
 
العائق الأول الذي كان يعترض المصالحة خلال عشر سنوات مضت هو انعدام الرغبة الأمريكية الإسرائيلية في إتمامها، وبدا ذلك جليا عام 2014 عندما امتعنت الدول المانحة عن دفع 30 مليون دولار هي رواتب موظفي غزة التي عرقلت تمكين حكومة الوفاق وأفشلت تفاهمات الشاطئ.
 
ثم عدم إيمان بعض الأطراف العربية بقيمة المصالحة، بل وعدم السعي في الأساس لها، والوقوف متفرجين حيال الأزمة، اللهم دور مصر ومساعيها الذي تكلل باتفاق القاهرة.
 
في تلك المرحلة بالتحديد، أدركت جميع الأطراف أن الملف الفلسطيني موضوع في أحد دروج الإدارة الأمريكية، التي تحركه وفقاً للرغبة الإسرائيلية، وأن تقاذف التهم حول المتسبب في عرقلة الاتفاق هو محاولة لتغطية العجز الذي يشعر فيه الطرفان بفضل جهود المصالحة التي تقودها مصر.
 
"هذا القرار تأخر كثيرا".. كان هذا تعليق الرئيس الأمريكي دولاند ترامب بعد إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل في خطوة جديدة تعرقل مسار عملية السلام.
 
وسط بيانات إدانة القرار والشجب والندب واللطم العربي، تعالت الحناجر من كل جهة فلسطينية كانت أم عربية، "أتمموا المصالحة.. لا للانقسام.. المصالحة هي الحل الوحيد لمواجهة تهويد القدس".. السؤال هنا أين كانت هذه الحناجر وقت المساعي التي قادتها مصر بمفردها وحملت على عاتقها ردود الفعل والضغوطات؟.. الآن فقط الكل أدرك أهمية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، الآن فقط نبحث عن وحدة الصف، الآن فقط أدركتم قيمة مصر؟!!
 
الأزمة لا تتحمل المزايدات، الكل يعرف من تحرك لخدمة القضية الفلسطينية، ومن تحرك فعليا واستضاف وقرب وجهات النظر وإتمام المصالحة، الكل يعرف من تخاذل واتهم وألقى خُطبا رنانة.
 
لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، فقط تحركوا لخدمة المصالحة وإتمامها. هي السبيل الآن لرفع هذه النكبة. ضعوا أجندة الاتهامات والتخوين جانبا.
 
أمام المشهد الفلسطيني الضبابي وفي ظل الوضع العربي المذري وتهافت أنظمة على التطبيع مع «إسرائيل» وإقامة علاقات معها، ثم المغالاة في ذلك وإزراف الدموع على القدس المحتلة... لا غنى عن إتمام المصالحة بأسرع وقت، وتغليب المصلحة الوطنية لرد حق الشعب الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام المدمرة وتعزيز الجبهة الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية في إطار معالجة القضايا في ظل رؤية واستراتيجية فلسطينية جديدة لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الوضع الفلسطيني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق