مايا مرسى المرأة الحديدية.. "شاهد ما شفش حاجة"

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 11:33 ص
مايا مرسى المرأة الحديدية.. "شاهد ما شفش حاجة"
مايا مرسى رئيسة المجلس
كتبت- أمل غريب (نقلا عن العدد الورقى)

 

«أود أن أعبرعن تعازىَّ العميقة للشعب المصرى، على الهجوم الإرهابى المروِّع الذى وقع يوم الجمعة الماضى.. وباسم حكومة إسرائيل وشعبها، صلواتنا وأفكارنا معكم بوجه هذا العمل البربرى الذى استهدف رجالا ونساء وأطفالا أبرياء فى بيت للصلاة، ونقف بجانب الشعب المصرى فى هذه الخسارة، ونحن أيضا ندرك المعاناة التى تواكب الإرهاب، لكن هذا يقترن أيضا بعزيمة لمكافحة الإرهاب للحيلولة دون تحوله إلى أسلوب حياة، حقا نحن نرى أن هذا الإرهاب لا يعرف الحدود.

ويستهدف المساس باستقرار المنطقة برمتها ويجب ألا يكون الكيل بمكيالين عندما يدور الحديث عن الإرهاب ويجب أن نقول بصوت واضح وصريح، نستنكر الإرهاب وسنحاربه فى كل مكان وأى مكان، إذا تكلمنا بصوت واحد وعملنا بيد واحدة فإننا سننتصر».
 
جاءت هذه الكلمات على لسان، وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية «جيلا جملئيل»، خلال المؤتمر الإقليمى للنهوض بمكانة المرأة ودفع المساواة بين الجنسين إلى الأمام، الذى نظمه المجلس القومى للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسى، نهاية الأسبوع الماضى بالقاهرة.
 
المدهش فى الأمر لم يكن تعازي الوزيرة الإسرائيلية للشعب المصرى فى مصابها الأليم، بسبب الأحداث الإرهابية التى وقعت فى مسجد الروضة بالعريش، فقد سبقها فى تقديم التعازى والاستنكار رئيس وزراء بلدها، بنيامين نتنياهو، عبر حسابه الرسمى على موقع تويتر، بينما كان حضور جملئيل للمؤتمر هو الأمر المثير للجدل.
 
خرجت الأقلام والأصوات مستهجنةً حضور وزيرة إسرائيلية لمؤتمر رسمى، فى مصر، وكان من المفترض أن تخرج الدكتورة مايا مرسى، لتفسر ما حدث، وتحديدا بعد تصريح وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية قبل المؤتمر عن «أن سيناء هى المكان المناسب لإقامة دولة للفلسطينيين»، لكن واقع الأمر أن الدكتورة مايا مرسى- كعادتها- لم تتفاعل مع استنكار تصريحات جملئيل، وآثرت السلامة وعملت «ودن من طين والأخرى من عجين»! وكأن تلك التصريحات المستفزة لا تثير مشاعر الغضب لدى رئيس المجلس القومى للمرأة.
 
ولمن لا يعلم فإنه بمجرد تعيين الدكتورة مايا مرسى فى منصبها فى فبراير 2016، فرضت سياسة صارمة داخل المجلس، لدرجة أنه لا يمكن لأى شخص داخل المبنى الإدلاء بأى تصريحات دون إذن منها، كما أنها أصدرت تعليماتها قبل عام للمكتب الإعلامى بالمجلس، بعدم إصدار أى بيانات صحفية تتعلق بأى أمر عن نشاط أو فعاليات المجلس إلا على لسانها، مستثنية فى ذلك بعض البيانات الإعلامية المتعلقة بجولات عضوات المجلس داخل المحافظات، المتعلقة بإطلاق مبادرات أو ما شابه، دون أى تصريحات.
 
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أعربت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، عن سعادتها بحضورها المؤتمر بدعوة من المجلس القومى للمرأة، قائلة: « وجودى فى القاهرة يثير بداخلى مشاعر جياشة، وتحديدًا بالتزامن مع الذكرى الـ40 للزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس الراحل أنور السادات للقدس والتى فتحت أبواب السلام بين شعبينا، علاقة تحولت إلى مشعل للاستقرار فى المنطقة حتى يومنا هذا». يأتى تصريح الوزيرة الإسرائيلية منافيا تمامًا لما أوضحه بعض المصادر داخل المجلس القومى للمرأة، على استحياء، أن مايا مرسى فوجئت بدعوة الوفد الإسرائيلى، لافتة إلى أن حضور جيلا جملئيل جاء بشكل مفاجئ، وأن المجلس ليس الجهة الوحيدة المنظمة للمؤتمر، و«الاتحاد من أجل المتوسط» الذى يضم أكثر من 43 دولة هو من شارك فى التنظيم، كما أشارت المصادر إلى أن الوفد الإسرائيلى لم يلق وجوده أى ترحيب من أعضاء المجلس، واضطروا للانصراف بشكل مفاجئ عقب الجلسة الافتتاحية.
 
النفى الذى أعلنته مصادر بالمجلس القومى للمرأة، جاء مخالفا تماما لما أعلنته السفارة الإسرائيلية فى مصر، عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن حضور جملئيل للمؤتمر، كما نشرت صفحة «إسرائيل فى مصر» عبر حسابها على «فيس بوك»، تصريحات الوزيرة الإسرائيلية المستفزة.
ولفتت الصفحة إلى أن الحكومة المصرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، بادرا إلى تنظيم هذا المؤتمر، كما نشرت نفس الصفحة صورة الوزيرة وهى جالسة بجوار سفير تل أبيب فى القاهرة، الأمر الذى يؤكد علم مايا مرسى بكل الأسماء المشاركة فى المؤتمر قبل انعقاده، وأنها لم تُفاجأ كما ادعت.
 
مايا مرسى انضمت للمركز الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، كرئيس فريق فى مجال سياسات تمكين المرأة للدول العربية، وكانت المنسق الوطنى لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، كما عملت كمدير لصندوق الأمم المتحدة للمرأة بمصر لسنوات عديدة، إلى جانب عملها فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلا أنها لم تضف أيًّا من خبراتها السابقة فى العمل الإنمائى وتمكين المرأة.
 
واقتصرت إسهاماتها داخل المجلس القومى للمرأة، على مجرد إطلاق مبادرات لتنمية المرأة الريفية والسيدات فى الصعيد، والتى تعتبر مجرد حبر على ورق، فلم تقضِ مايا مرسى على الأمية بين السيدات، وعلى الرغم من المبادرات التى أطلقتها منذ توليها منصبها على مدار عامين والتى وصلت إلى أكثر من 10 مبادرات، تنوعت بين تمكين اقتصادى وسياسى، إلا أنها لم تسهم فى رفع مستوى المرأة على أى مستوى كما تزعم، والدليل الإحصائيات الأخيرة التى خرجت عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن تدنى مستوى دخل المرأة وارتفاع نسبة الطلاق داخل الأسر بسبب سوء مستوى الدخل، وغيرها من الأسباب المتعلقة بالأمور الاقتصادية والسياسية. 
 
واعتبرت مايا مرسى، أن مجرد تولى المهندسة نادية عبده لمنصب محافظ البحيرة، هو فى حد ذاته إنجاز للمجلس القومى للمرأة، كذلك تتغنى خلال لقاءاتها الإعلامية القليلة وتصريحاتها الإعلامية اليومية، بما حققته المرأة المصرية من إنجازات على المستوى السياسى معتبرة أن وجود 87 امرأة تحت قبة البرلمان، هو تمثيل حقيقى لتمكين المرأة سياسيًا، متناسية أن هؤلاء جئن إلى البرلمان بالانتخاب والتعيين وليس بتزكية المجلس القومى للمرأة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق