فى ذكراه السنوية .. الضيف أحمد "ابن موت" ثلاثى أضواء المسرح

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 03:47 م
فى ذكراه السنوية .. الضيف أحمد "ابن موت" ثلاثى أضواء المسرح
الضيف أحمد الضيف
أحمد اسماعيل

تمر اليوم الذكرى السنوية الـ 81 لميلاد المُخرج المُتميز والفنان الكوميدى خفيف الظل "الضيف أحمد الضيف " الشهير بالضيف أحمد.

لم يعرف الفنان الراحل الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقه " ثلاثى أضواء المسرح " و التى قدم من خلالها عدة إسكتشات غنائية و مسرحيات كوميدية أشهرها " طبيخ الملائكة " و" كل واحد له عفريت " و" زيارة غرامية " و " الرجل اللى جوز مراته " و عدداً من الأفلام منها " القاهرة فى الليل " و " آخر شقاوة " و " المشاغبون " و " 30 يوم فى السجن" و" المجانين الثلاثة ".

 

download
 

 استطاع " الضيف أحمد" أن يترك بصمة مُتميزة فى تاريخ السينما المصرية رغم قصر حياته فهو لم يكن فنانًا فقط لكنه كان العقل المدبر للفرقة  ذلك على الرغم من عدم بدايته معها فقد بدأت فرقة ثلاثى أضواء المسرح بالفنان سمير غانم والفنان وحيد سيف وشخص آخرى يُدعى " عادل نصيف " و ترك وحيد سيف الفرقة لعدم مقدرته على السفر إلى القاهرة و ترك مدينة الإسكندرية حيث كان يدرس بكلية الآداب و يعمل موظفا أيضاً.

أما بالنسبة لعادل نصيف فقد أكمل دراسته العُليا فى تخصص الحشرات بكلية الزراعة و سافر إلى بلجيكا و فى تلك الأثناء كانت شُهرة جورج سيدهم بدأت تنتشر ب‍جامعة عين شمس و كذلك الحال بالنسبة للضيف أحمد بجامعة القاهرة فتمت الاستعانة بهم من قبل سمير غانم فى فريق ثلاثى أضواء المسرح،

64816-0c574ef2ab
 

ولد الضيف أحمد فى 12 ديسمبر عام 1936م فى مدينة تمى الأمديد بمُحافظة الدقهلية و ظهرت موهبته فى التمثيل و هو لايزال طالباً و تمثلت فى تقليد المدرسين بمدرسته ثم أصبح نجم المسرح الجامعى و أخرج له عدداً من المسرحيات العالمية منها " شترتون " و الفريد يغنى " الغربان " و " الاخوة كرامازوف " عن رواية الأديب الروسى ديستوفسكى و فى هذه المسرحية لفت نظر النجم فؤاد المهندس الذى كان يتابع نشاط المسرح الجامعى و نشاط الهواة و اختاره للمشاركة فى مسرحية " أنا و هو و هى ".

حصل "الضيف أحمد" على الميدالية الذهبية فى مسابقة كأس الجامعات المصرية كمُمثل و مُخرج و لكن النجاح الكبير جاء بعد تعرفه بسمير غانم و جورج سيدهم و تقديم اسكتشات فُكاهية أخرجها الفنان محمد سالم صاحب تسمية " ثلاثى أضواء المسرح ".

 بالرغم أن الضيف أحمد لم يكن أبرز نجوم فرقة ثلاثى أضواء المسرح أو أكثرهم إضحاكاً حيث لمع نجم جورج سيدهم فى البداية ثم تألق سمير غانم و أصبح له أسلوبه الخاص فى صُنع الكوميديا و لكن أهمية الضيف أحمد بين نجوم الفرقة أنه كان عقلها المُفكر و صاحب الرؤية الفنية كما أنه أخرج لها مسرحية " كل واحد و له عفريت " إضافة إلى الإشراف على إدارة الفرقة و اختيار النصوص لها طوال عمله مع زميليه سمير و جورج و لا ننسى حتى الآن اسكتشات " دكتور الحقنى" و " مباريات كرة القدم " و" أبناؤنا فى الخارج " و هى التى أهلتهم لبطولة فوازير رمضان لعدة سنوات فى نهاية ستينيات القرن الماضى و كانت أول شكل استعراضى ناجح للفوازير و ذلك على الرغم من أنها لم تعتمد على الإبهار فى استخدام التكنولوجيا و الخدع أو مزج الرسوم المُتحركة بالأداء الحى و إنما اعتمدت على المواقف الكوميدية و كانت أشبه باكتشاف مُبكر لفن السيت كوم الناجح الآن و لكن قبل أن يكون الاسم معروفاً.

hqdefault

تزوج الضيف أحمد من خارج الوسط الفنى و له ابنة واحدة و لم يعانى طوال حياته من أى مرض مُزمن و لكن القدر و الصدفة جعلته يختار هذه المسرحية ليقوم بإخراجها و هى التى كان قد إقتبسها من مسرحية لكاتب أمريكى بعنوان " القبض على الموت".

و انقلب التمثيل إلى حقيقة بأن تنتهى المسرحية على أن يسدل الستار على موت البطل ففى آخر يوم فى البروفات المسرحية عاد الضيف إلى المنزل و جاءته نوبة من الإختناق و شعر بالألم الحاد و نقله الجيران إلى مُستشفى العجوزة و لكنه فارق الحياة و هو فى الطريق ممتأثراً بسكتة قلبية فى 19 أبريل عام 1970م عن عمر يناهز الـ 34 عاماً فقط .

من يومها لقب بـ " ابن موت " و ذلك بعد أخراجه لمسرحية " القبض على الموت ”"و هذا ما حدث بالفعل و بوفاته رفض سمير غانم و جورج سيدهم أن يستعينا بشخص آخر لمواصلة نجاحات فريق ثُلاثى أضواء المسرح و نفى غانم خلال لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى قبل سنوات ببرنامج " واحد من الناس " تلك الأقاويل التى تردتت بأن وفاته قد حدثت بسبب تعاطيه المُخدرات مؤكداً أنه توفى بعد تعرضه لأزمة قلبية مُفاجئة ناتجة من شدة الإجهاد.

بوفاة الضيف أيضا توقف مشروع مسرحية السندريلا التى كانت الفنانة سعاد حسنى متحمسة لها و تستعد بها للوقوف على خشبة المسرح و لكنها تراجعت عن تقديمها و فتر حماسها بعد رحيل مخرج عرضها الضيف أحمد .

كما توقف عرض مسرحية " الراجل اللى جوز مراته " و التى كان يخرجها و يمثل فيها الضيف دور الرجل الميت و هو آخر مشهد فى المسرحية و كان المشهد يقتضى أن يضع الحانوتى الضيف فى النعش  ليقبض من حوله قيمة التأمين على حياته و من مفارقات هذه الحياة الغريبة أن الضيف مات فعلاً فبعد أن انتهى من إجراء البروفات على خشبة المسرح و كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً ودع زملائه على أساس اللقاء فى اليوم التالى و هو يوم بدء عرض المسرحية أمام الجمهور و لكن الأقدار شاءت أن تصعد روح الضيف إلى بارئها و أن يكون ذلك الوداع هو الوداع الأخير  رحم الله الضيف أحمد و أسكنه فسيح جناته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق