حكايات الـ "تاكسي الأسود".. الشبح التائه في شوارع المحروسة

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 03:00 م
حكايات الـ "تاكسي الأسود".. الشبح التائه في شوارع المحروسة
تاكسى العاصمة- أرشيفية
كتب- إسراء الشرباصى

يخرج بلا منادي وكأنه سيارة تائهة في شوارع المحروسة، تائه وسط الأيام وأصبح بلا قيمة، عفى عليه الزمن منذ ظهور التاكسي الأبيض، ومع ظهور "كريم" و"أوبر" أصبح التاكسي الحائر فعليا فلا ينظر إليه أحد ليستوقفه بل أصبحت النظرة المتابعة له هي نظرة الاستهجان من ظهوره في الشوارع، وكأنه قطعة أثرية ممنوع الاقتراب منها، تشاهدها فتتذكر قيمته قديما ولكن لا تجرؤ لاستيقافه وتوقف التاكسي الأبيض.

ويقف للمنتظرين فى الشوارع وكأنه شبح لا يهتم به أحد، ليشعر سائقه وكأنه ذهب ليسلم على أحد أصدقاءه ولم يرد عليه السلام ولم يتذكره بالمرة، ليزداد شعوره بأنه شبح تائه فى الشوارع لم يراه أحد ولا يعرف إلى أين يذهب للبحث عن لقمة العيش.

 

1
 

ونجد سائقو التاكسي الأسود يبدأون يومهم بالتجول في الشوارع دون جدوى، رحلة يومية تستغرق ساعات طويلة باحثين فيها عن مصدر رزقهم دون منادى، فالسيارة المتهالكة دون عداد للأجرة أصبحت تحمل بالـ "نفر" فى المناطق الشعبية كبديل للـ "توكتوك".

ويتوقع المجتمع حاليا أن يلقى التاكسى الأبيض مصير التاكسي الأسود بعد انتشار "أوبر" و "كريم" ونيلها إعجاب المواطنين، فأصبح المواطن المهتم بركوب السيارات الأجرة يفضل السيارات أو التاكسى الضامن لمبلغ الأجرة بدلا من المشاجرات المستمية حول جنيهات معدودة من مبلغ الأجرة، ولذلك توجهوا للتاكسى الأبيض وبعد انتشار "أوبر" و"كريم" وجدوا ميزة تجعلهم يتجنبوا التاكسى الأبيض أيضا وهى عدم اعتراضهم على المكان المتجه إليه الراكب سواء قريب أو بعيد، مزدحم أو ذو طرقات محطمة، بدلا من التاكسي الذي يلزم أن تستوقفه وتعرض عليه المكان المتجه إليه وتقف لتسمع النتيجة إما بالقبول فتركب وإما بالرفض فيسير دون رد.

 

Egyptian_taxi
 

من جانبه، قال عمر بلبع، رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالجيزة إن هناك العديد من المشاكل تواجه التاكسى الأسود، أهمها تراجع الإيرادات بشكل كبير، نتيجة عدم إقبال الركاب، مشيراا إلى أن موديلاته أصبحت قديمة ومتهالكة، إلى جانب المشاكل مع الركاب، نتيجة الحساب الجزافى، والمشاكل انعكست على السياحة، إلى جانب الأعطال الكثيرة التى تواجه أصحاب التاكسى القديم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق