ميشيل باخوم.. "مهندس" جلسات الغرام في منطقة الدقي

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 02:00 ص
ميشيل باخوم.. "مهندس" جلسات الغرام في منطقة الدقي
كوبري ادفو
أمل غريب

نسير في شوارع وميادين تحمل أسماء لأشخاص لا نعرفهم ولا نعرف لماذا سُميت الشوارع بأسمائهم إلا إذا اهتم أحدهم بالبحث عن صاحب اسم الشارع، وهي في الغالب عملية مرهقة.. لكن هناك بعض الأسماء التي تحفزك على البحث عن أسماء أصحابها، ومنها شارع ميشيل باخوم في منطقة الدقي.

 كان ميشيل باخوم، سببا في جلسات الغرام وفرحة اللقاءات ولمة الصيد وحفلات الزفاف والتنزه على كوبري أكتوبر على النيل، ودموع الوداع والفرحة بالعودة في مطار القاهرة القديم، وعزف السلام الجمهوري وهتافات التشجيع في استاد القاهرة، فشكل تاريخ سكان مصر.

ميشيل باخوم، مهندس معماري مصري، ساهم في تطوير القاهرة وقدم الكثير للوطن، وكان الأول على القطر المصري في الثانوية العامة عام 1931، وحصل على الدكتوراه من جامعة فؤاد في 1945، ثم سافر إلى أمريكا للحصول على الدكتوراة الثانية من جامعة إلينوي.

 

0414-ga-1
ميشيل باخوم

لم يمض على التحاقه بالجامعة فترة بسيطة، حتى عين بهيئة التدريس بها، كما مُنح العضوية الكاملة لجمعية البحوث الأمريكية، وهى أعلى هيئة علمية أمريكية من النادر الحصول على عضويتها مباشرة قبل البقاء مدة في درجة الزمالة، وعرضت النوي، عليه أن تسدد لمصر تكلفة البعثة على أن يظل بهيئة التدريس بالجامعة، إلا أنه رفض العرض رفضا قاطعا، ولم يغريه إشادة عميد الجامعة به، والذي قال «لم يزرنا منذ 22 عاما طالب بهذة العقلية الجبارة».

عاد المهندس المصري من أمريكا في منتصف 1949، وشارك «أحمد محرم» واستأجرا غرفة في شارع شمبليون وافتتحا بها شركة هندسية، حتى أصبحت مع مرور الوقت  طابقا كاملا يضم 4 شقق، وتخصص مكتبه في «الخرسانة»، ووصلت درجة عشقه لها إلى بحثه عن كل ما هو جديد فيها، حتى أنه سافر لدراستها عن قرب في جامعة كولومبيا، ثم عمل بإحدى أشهر شركات الخرسانة في نيويورك، إلى أن اتقن معجزة علم «الخرسانة سابقة الإجهاد»، وقام بإدخالها إلى مصر، من حيث تقيل تكلفة البناء، والتي بدأ اكتشافها وتطبيقها في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب ندرة الحديد هناك وانهيار الاقتصاد الألماني، فكان يذهب لحضور المؤتمرات في المانيا ويعود بعدها لعمل أبحاثه ودراساته وتجاربه على الخرسانة سابقة الإجهاد فى معمل الخرسانة بمعمل القاهرة الذى كان يرأسه حتى نهاية الخمسينيات، وتتوسط جدران المعهد صورة كبيرة لباخوم حتى اليوم.

طلب زميله بالجامعة الدكتور مصطفى خليل، والذي كان يشغل منصب وزير المواصلات في ذلك الوقت، مراجعة 3 كباري هامة على النيل في إدفو وقنا ورشيد، قبل استلامهم من الشركة الألمانية التي قامت بإنشائهم، ثقة في خبراته وقدراته العلمية الفريدة، ثم ساءت علاقة مصر بألمانيا قبل تنفيذ كوبري الجيزة، فتم الاتفاق مع مكتب ميشيل باخوم على التصميم والتنفيذ بالشراكة مع شركة تشيكوسلوفاكية، وأختير كعضواً بلجنة معهد البحوث القومي لبحث وسائل توفير حديد التسليح في الخرسانة، ومشرفاً على أبحاث الخرسانة التي يقوم بها معهد بحوث البناء، وخبيراً للقوات الجوية في أعمال إنشاء المطارات والحظائر.

98_big
كوبرى ادفو

كانت شراكة ميشيل باخوم في تصميم وتنفيذ الكباري، تتزامن مع خطة محافظ القاهرة حين ذاك اللواء عبد اللطيف البغدادي، فأسهم في تشييد جميع كباري كورنيش النيل من منطقة وسط العاصمة إلى حلون، وبعدها بدأ الاتجاه لإنشاء كوبري رمسيس كمشروع قومي، إلا أنه أثناء أعمال تجهيز الكوبري انتصرت مصر في حربهه 1973 فتحول اسم المشروع إلى كوبري أكتوبر.

 

6th_october_bridge_main
كوبرى 6 أكتوبر

نجاح مشيل باخوم في تصميم وتنفيذ أغلب المشروعات القومية التي شيدت في مصر وتفوقها معماريا وهندسيا ومنها فندق شيراتون القاهرة والأسقف القشرية لمعرض القاهرة الدولي، كان السبب في اختياره لتصميم أهم الأعمال الإنشائية الحيوية في عالم العربي وأفريقيا، ومنها إنشائه لمطار الكويت الدولي، ومصانع الأسمنت في ليبيا ومصر.

 

640
شيراتون القاهرة

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق