فى ألمانيا.. انهم متفائلون بمستقبل مصر ..جامعاتهم وجامعاتنا

السبت، 16 ديسمبر 2017 04:47 م
فى ألمانيا.. انهم متفائلون بمستقبل مصر ..جامعاتهم وجامعاتنا
عادل السنهورى يكتب:

فى ألمانيا.. ينظرون الى مصر وخاصة أساتذة علماء الجامعات نظرة تختلف عن نظرة بعض المصريين لمستقبل بلادهم..

رؤساء جامعات وأساتذة فى العلوم الطبيعية والهندسة والتكنولوجية فى شتوتجارت وأولم متفائلون للغاية بالمستقبل فى مصر ، فالدولة التى يمثل الشباب فيها أكثر من 60% هى دولة فتية لا تحتاج سوى لاستغلال قدرات ومواهب هؤلاء ودمجهم فى مشاريع المستقبل. وأيضا الدولة التى يتفوق شبابها فى الجامعات الألمانية على الشباب الألمانى هى دولة لها مستقبل، والدولة التى يشارك بعض أساتذتها فى الجامعات الألمانية وفى تخصصات علمية نادرة و تولى مسئوليات كبيرة فى ألمانيا هى دولة تمتلك القدرة على الخروج من أزماتها.

فى الأسبوع الماضى كانت جامعة أولم الألمانية تحتفل بمرور 50 عاما على تأسيسها ومرور 15 عاما على انشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة بحضور نواب من البرلمان المصرى ووفد اعلامى كبير، ووفد ألمانى رفيع المستوى، وتزامنت الاحتفالية مع احتفالية العام المصرى الألمانى للعلوم. وقال السفير الألمانى بالقاهرة جورج لوى ان الجامعة الألمانية بالقاهرة   كان لها اسهامات كبيرة في توطيد العلاقات بين مصر والمانيا، واضاف باعجاب" من كان يستوعب أن يحضر شاب مصري إلى جامعة أولم الالمانية يدرس الدكتوراة والاستاذية، ويعود إلى وطنه ليؤسس جامعة تتيح التعليم الألماني المتميز خارج حدود ألمانيا وتحديد مصر، في إشارة إلى الدكتور أشرف منصور، موؤسس الجامعة الألمانية بالقاهرة. السفير الألمانى لم يخجل من أن يقول أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تعد أفضل جامعة في مصر، ووضعت معايير في التعليم والبحث العلمي، يحتذى بها بين سائر الجامعات حول العالم، لافتا إلى أن الجامعة الألمانية تعد جامعة ثنائية القومية (ألمانية – مصرية)، وتعد نموذجا ومثال ناجح للتعليم العابر للحدود وأن هذه الاستراتيجية _ ثنائية القومية_ في التعليم العالي والتى تتبناها دولة المانيا في سياسة التعليم العالي تعد من أنجح النماذج التي يحتذى بها.

 

وأبدت  دوروتيا رولاند، سكرتير عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، بنموذج الجامعة الألمانية بالقاهرة التى استطاعت تطبيق كل المعايير والنظم التعليمية الألمانية إلى الأرض المصرية، مع تلبية احتياجات السوق المصرية، وتنوعه.

 

الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة هو أحد أبناء جامعة أولم وحصل منها على درجة الدكتوراه ثم الأستاذية. يحكى كيف جاء الى اولم  وأنهى بالفعل كل التجارب العلمية للدكتوراه الأولى بعد تخرجه من جامعة القاهرة فى كلية العلوم  وكان السبب الذي جاء بسببه إلى أولم هو بحث علمي أجراه البروفسور وولفغانغ بيشولد في مجال فيزياء البوليمر التي تحتوي على نظرية جزيئي التركيب وشاملة ومتكاملة البوليمر والديناميكيات الجزئية، هذا البحث وعمقه وجودته العلمية قد جذبه للمجئ إلى جامعة أولم، للبدء من جديد من الصفر على أمل التمتع واكتساب فهم أعمق للديناميكيات الجزيئية في البوليمرات فالدافع هو المناخ البحث العلمي المتميز الذي يطبق هنا داخل جدران هذه الجامعة.

 التفكير فى انشاء الجامعة الألمانية كاحدى الجامعات العبرة للأمم تحتاج إلى العديد من العناصر الهامة الأخرى بجانب العلم مثل الانفتاح والتسامح والأمل والإيمان بالرؤية والعمل النبيل والاستعداد للتعلم والاحترام والتفاهم وتقبل وتقدير الاختلافات. من هنا جاء نجاح الجامعة الألمانية في القاهرة، والسر فيه يعود إلى مؤسسات وأشخاص، جمعتهم رابطة ثقة قوية، كان نتيجته تعليم  متميز، نمو سريع في أعداد الطلاب الذين يبلغون الأن 12،000 طالبا، يتمتعون  ببنية تحتية  متميزة ومناسبة  للتعليم والبحث في مجالات الهندسة والتكنولوجيا الحيوية والصيدلة والإدارة، والتصميم، ونجحت "رابطة الثقة القوية" في تخريج 14ألف طالب يعملون ويدرسون في كل مكان في العالم، وأبواب أفضل الجامعات العالمية مفتوحة لهم.

 

كما أن للجامعة الألمانية شراكة مع 66  جامعة ألمانية ومعاهد بحثية سواء للدراسة أوالأبحاث العلمية المشتركة، وتمتد علاقات التعاون الأكاديمي والعلمي إلى 14 بلدا مع 19 جامعة في جميع أنحاء العالم، ولديها تعاون استراتيجي ال مع كبرى شركات و مؤسسات الصناعة الألمانية مع 27 شركة  مثل سيمنز، -دى ام جى موري، والتر، ترومف، وغيرهم.

الزيارة الى جامعتى شتوتجارت وأولم تعكس مدى التمازج بين المجتمع العلمى والمجتمع العملى، فالبحث العلمى الذى نتحدث عنه كثيرا هنا فى مصر يتجسد بقوة فى ألمانيا، فالمجمع الصناعى فى ألمانيا يشارك فى ميزانيات الجامعات بنسبة كبيرة بهدف انتاج أبحاث تخدمه فى نشاطه ودعم منتجه مثل مرسيدس التى تدعم شتوتجارت الان فى مشروع انتاج سيارة بدون سائق ستخرج للنور بعد 5 سنوات وتم تجربتها فى شوارع المانيا حديثا.

المسألة ليست فى عدد الطلاب بالجامعات أو عراقة هذه الجامعات، فعمر الجامعة وزمنها وعراقتها  يقاس بما تقدمه لرخاء البلاد وربما يرتبط بقائها  ببقاء الدول نفسها.

لست متشائما فالمسافة ليست كبيرة جدا ويمكن تقريبها لكن الأمر يحتاج الى ايمان حقيقى بدور الجامعات فى مصر  ودعمها ومنحها الفرصة فى تحقيق ابتكارات طلابها على أرض الواقع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق