جوزيف ستالين.. ابن الفلاحة الذي كسر هتلر بـ"الأرض المحروقة" وعارض "إسرائيل"

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 11:58 ص
جوزيف ستالين.. ابن الفلاحة الذي كسر هتلر بـ"الأرض المحروقة" وعارض "إسرائيل"
محمد عبدالحليم

في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر، من 139 عاما، وتحديدا في عام 1878، ولدت فلاحة تدعى إيكاترينا طفلها الثالث من زوجها الإسكافي فيساريو، وكانا الاثنين في وضع اجتماعي عرف وقتها بالقنانة وهو أقرب للعبودية، فاتفقا على تسمية ابنهما باسم جوزيف تيمنا بالنبي يوسف عليه السلام.

هذا الطفل الذي لم تنبئ بداياته عن نهاياته مطلقا، استطاع أن يقود العالم في وقت من أحلك الأوقات في تاريخ البشر، في معارك كانت لا تخلف قتلى بالعشرات أو المئات، إنما كانت بالملايين أو بعشرات الملايين... فكيف حدث هذا التحول؟

من الكهنوت للإلحاد

كان الأب فيساريو كان مدمن على الكحول وكان كثيرا ما يضرب زوجته وأبنائه، وفي نهاية المطاف قرر أن يترك المنزل ويغادر ويترك أسرته بلا عائل، فما كان من الزوجة إلا أن أرسلت ابنها جوزيف إلى المدرسة الأرذوكسية لعله يصبح كاهنا إلا أنه خيب آمالها وفصل من المدرسة.

والغريب في الأمر أنه رغم التحاقه بمدارس دينية إلا أنه كفر بالمعتقدات الدينية، ولجأ إلى الإلحاد، وانضم إلى حزب العمال الاشتراكي، واعتقد أفكار الماركسية، وقد تزامن ذلك مع تعلمه اللغة الروسية، وإصابته بالجدري التي أثرت في وجهه.stalin-lenin-trotsky-granger

وظائف ونفي

بعد فصله من المدرسة التحق بوظيفة كاتب في مرصد الأرصاد الجوية في تقليس وتقاضى وقتها 20 روبل روسي في الشهر، لكنه استغل هذا الراتب الزهيد في تحريض العمال ونظم الإضرابات وقاد التظاهرات، حتى تم اعتقال رفاقه  ونصبت الشرطة السرية له الأكمنة لكنه هرب إلى باتومي.

بعد هروبه عمل في مصفاة لتكرير النفط، لكنه أيضا نظم مظاهرات وإضرابات، حتى تم اعتقاله، ثم نفيه إلى سيبريا، فهرب منها وانضم إلى حركة البلاشفة بقيادة لينين.

الانتقام

بعد انضامه لحركة لينين، قرر جوزيف الانتقام من بلدة تفليس التي هرب منها بسبب ملاحقة الأمن، فنظم عملية لسرقة المال من البنك الامبراطوري وهو بنك خاص بأموال عائلة القيصر، وسرق 250 ألف روبل وأعطاهم للينين.

وفي عام 1912 قام لينين بإطلاق اسم "ستالين" أي الرجل الحديد على جوزيف لما قام به من أعمال قوية لصالح الحزب.

1498489417694540000

موت الأمل والنفي

مرضت زوجته بسبب التلوث في مدينة باكو وأصيبت بمرض السل ولم يستطيع معالجتها حتى توفيت، وقال وقتها: "ماتت معها آخر آمالي"، وسافر ألى أذربيجان وكون سرية البلاشفة المسلمين وسافر إلى بلاد فارس لتنظيم سرية أخرى لكنه قبض عليه وحكم عهليه بالنفس سنتين إلى سيبيريا، لكنه هرب متنكرا ومشي آلاف الأميال على قدميه حتى وصل سانت بطرسبرغ، بعد إصابته بالسل بسبب درجة الحرارة المنخفضة جدا.

في فبراير 1913 أصيب الحزب بانتكاسة بسبب القبض على كل أعضاء اللكنة المركزية بسبب الخيانة، وحكم على ستنالين بالنفي 4 سنوات في سيبريا، لكنه هرب أيضا، وتم اعتقاله وإجباره على التجنيد في الجيش في أثناء الحرب العالمية الأولى لكن طبيب الجيش أفاد بعدم قدرته على العمل في الجيش بسبب إصابة في يده اليسرى.

أحداث متسارعة

بعد ذلك تسارعت وتيرة الأحداث، ونجح ستالين في إنقاذ لينين من الاعتقال وهربه إلى بولندا، ثم قام الحزب بإسقاط الحكومة المؤقتة، واندلعت الحرب الأهلية الروسية بين الجيش الأحمر للفلاحين والعمال بقيادة لينين والجيش الأبيض للأثرياء، وتولى في عام 1922 منصب سكرتير الحزب، وبعد وفاة لينين، تألفت الحكومة من الثلاثي: ستالين وكامينيف وزينوفيف، لكنه ستالين استعاد السيطرة عليهم والاستحواذ على السلطة.

1014732178

في الحكم

قام ستالين فور تسلمه السلطة بتطوير الصناعة والزراعة في بلاده، وقام بالتدخل في الحرب الأهلية الإسبانية، وانتصر في الحرب السوفيتية اليابانية، وقام بغزو بولندا.

ستالين وهتلر

بعد صعود النازية بقيادة هتلر، وقعت الدولتين معاهدة عدم اعتداء، ونصت المعادة على اقتسام أوروبا الشرقية بين البلدين، لكن هتلر خرق المعاهدة وقام بتنفيذ عملية بربروسا لاحتلال الاتحاد السوفيتي، وخسر السوفيت 4 ملايين جندي في نهاية 1941 وتم تدمير سلاح الجو السوفيتي كما توغل الجيش الألماني  1,690 كيلومتر داخل الأراضي السوفيتية؛ فلم يسبق للسوفيت أن واجهوا عدوا بمثل هذه الخبرة والجاهزية والتكتيك.

تحويل الهزيمة إلى نصر

وفي ديسمبر 1941، تقدمت القوات الألمانية وأصبحت على بعد 20 ميلا من الكرملين، وتوقع الجميع سقوط موسكو فأصيب أهل المدينة بالذعر والخوف واعتقدوا أن سقوط موسكو مسألة وقت، لكن الجميع لم يعوا أن ستالين استخدم أسلوب الأرض المحروقة مع هتلر، حيث طلب من سكان المناطق الغربية لروسيا بحرق قراهم والهروب منها، وطلب من الجيش الاستبسال حتى الشتاء، مما ساعد في تدمير الجيش الألماني بسبب البرد الشديد، وقتها استخدم ستالين الجنود السيبريين لدفع الجيش الألماني 40 ميلا إلى الخلف، فتوجه الألمان إلى الجنوب لاحتلال مناطق النفط.Joseph_Stalin_and_Kliment_Voroshilov,_1935

عند تحول الألمان إلى الجنوب اصطدموا بالسوفيت، ووقعت أشهر المعارك التاريخية في الحرب العالمية الثانية، وهي معركة ستالينغراد، وفيها تم أسر قائد الجيش الألماني فريديك باولوس مع جيشه، وتحول الجيش السوفيتي من الدفاع إلى الهجوم، فجهزوا جيشا كبيرا، كان ستالين قد جهز له من ضمن خطة الأرض، حيث نقل المصانع الحربية شرق البلاد وأصدر أوامر بتكثيف الإنتاج وأعد خطة التصنيع السريع، وانتصر السوفيت في معركة ستاليغراد وخسر الألمان 2000 دبابة من أصل 2700 أي 15% من ترسانة الجيش الألماني وخسروا أكثر من 200,000 جندي مابين قتيل وجريح وأكثر من 700 طائرة، أوقفت هذه المعركة التقدم الألماني دون رجعة.

ستالين يرفض تحرير ابنه

في بداية الغزو الألماني للاتحاد السوفيتيعام 1941 وقع ابن ستالين الأكبر ياكوف ستالين أسيرا بيد القوات الألمانية وكان ملازما في الصفوف الأمامية حينها، وبعد معركة ستالينغراد اتصل الألمان بستالين لعقد صفقة تبادل أسرى، ونصت الصفقة على إطلاق سراح ابن ستالين بشرط إطلاق سراح فريديك باولوس قائد الجيش الألماني السادس، لكن ستالين قال: "لن أبدل الملازم بالمارشال"، فقام الألمان بوضع ابنه في معسكر اعتقال، لكنه حاول الهرب فتم قتله.

iosif-stalin

الزحف إلى برلين

في عامين فقط بعد ستالينغراد استرجع السوفيت نصف الأراضي التى احتلها الألمان، وفي منتصف عام 1944 وصل السوفيت إلى حدود ألمانيا الشرقية، وخسر الألمان مليون جندي بين قتيل وأسير.

وظل السوفيت في معارك دامية حتى دخول عاصمة ألمانيا النازية برلين، وقصفوها بأشد الضربات، حتى استسلم الجيش الألماني، وانتحر هتلر ومعاونيه، وتحولت الهزيمة إلى نصر، رغم أن خسائر روسيا في الحرب قد وصلت لـ10 ملايين عسكري و18 مليون مدني، وانهار الاقتصاد والبنية التحتية.

 بعد الحرب

دخل ستالين بعد الحرب العالمية الثانية في صراع مع ماوتسي تونج، ثم عقد معاهدة صلح معه، وسيطر شيوعيا على أوروبا الغربية، ودخل في الحرب الكورية مما أدى إلى تقسيم الكوريتين، وقام بتصفية القوميون اليهود، وعند إعلان دولة إسرائيل قال: "إن إنشاء دولة يهودية قومية في الشرق الأوسط ، سيعني زرع بؤرة حرب دائمة هناك".

وتوفى عام 1953 وتعدد روايات وفاته ما بين السم والجلطة الدماغية.

59f84dd4d43750df408b4569

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق