لماذا رفعت إيران موازنة الحرس الثوري والدفاع في العام المالي الجديد؟

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 09:00 ص
لماذا رفعت إيران موازنة الحرس الثوري والدفاع في العام المالي الجديد؟
على خامنئي- المرشد الاعلى للثورة الايرانية
كتب- محمد الشرقاوي

تعيش الساحة الدولية حالة من التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة لوقف برنامج دولة الخميني الصاروخي وإيران، حيث أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا اليوم الثلاثاء، استمرار الضغط على طهران بشأن أسلحتها الباليستية، وبرنامجها الصاروخي، وأن هناك مزيدا من العقوبات.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، امتنع في أكتوبر الماضي، عن التصديق على التزام إيران باتفاقها النووى مع الولايات المتحدة وقوى أخرى في 2015، وأمهل ترامب بقراره الكونجرس الأمريكى 60 يومًا للبت فى مسألة إعادة فرض العقوبات على طهران.

وأعاد الكونجرس الكرة إلى ملعب ترامب عندما سمح لمهلة بشأن إعادة فرض عقوبات على إيران بالانقضاء الأسبوع الماضى، وينبغى على ترامب أن يقرر فى منتصف يناير، ما إذا كان يريد مواصلة إعفاء إيران من عقوبات تتعلق بقطاع الطاقة.

غير أن الأمور تأخذ منحنًا آخر، فالدولة الإيرانية تسعى للتصعيد ضد مخالفيها، خاصة بعدما أكدت اليوم الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمكنه إلغاء الاتفاق النووى معها، والمشترك فيه 6 قوى عظمى على مستوى العالم. هي: "الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا". وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "الاتفاق النووي لا يمكنه أن ينهار، هؤلاء الذين يأملون أن يسبب انهياره مخطئين".

بحسب تقارير دولية فإن طهران عازمة على رفع ميزانية الدفاع الخاصة بالعام الإيراني الجديد الذي سيبدأ في 21 مارس المقبل، وهو ما تأكد لها في تمهيدها الإعلامي قبل العرض على مجلس الشورى الإسلامي، وبعث عدة رسائل للقوى الإقليمية والدولية المعنية بمتابعة مدى التزام إيران بالاتفاق النووي والمسارات المحتملة للدور الإقليمي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

الحكومة الإيرانية سبق وخصصت نحو 7.5 مليار دولار كميزانية للحرس الثوري في الموازنة الجديدة، في حين تم تخصيص نحو 2.7 مليار دولار للقوات المسلحة النظامية، وما يقرب من مليار دولار لقوات التعبئة "الباسيج".

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إن إرسال رسائل إيرانية، يتوازى مع تحركات خارجية قامت بها إيران وحلفاؤها، وتحرص من خلالها على إثبات نفوذها داخل دول الأزمات، على غرار تأكيد استمرار دعمها لحركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن بعد قيامها باغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 4 ديسمبر الجاري.

إضافة للزيارة التي قام بها قائد ميليشيا "عصائب أهل الحق" التابعة لـ"الحشد الشعبي" قيس الخزعلي إلى الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، والتي تريد من خلالها إعلان إمكانية مساهمتها الميليشيات الموالية لإيران في أية مواجهة محتملة مع إسرائيل في الفترة القادمة، بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش" داخل كل من العراق وسوريا، وهي حرب بالوكالة طرفها حزب الله.

المركز البحثي قال إن هناك رسائل متعددة، للتصعيد الإيراني المتمثل في تحركاتها الإقليمية، والموازنة الجديدة، أهمها "استمرار التصعيد"، مضيفًا إيران ترى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد في العلاقات مع القوى الدولية المعنية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لا سيما مع اقتراب الموعد الذي سيحدد فيه الكونجرس الخيار الأنسب للتعامل مع التحدي الإيراني، خاصة فيما يتعلق بمدى التزام إيران بالاتفاق النووي، بعد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 أكتوبر 2017، الإقرار بالتزام إيران به على خلاف ما فعل في المرتين السابقتين على ذلك.

بحسب المركز، فإن إيران ترى أن هناك مساعي أمريكية متمثلة في مجمل الإجراءات التي تتخذها واشنطن، من أجل إنهاء العمل بالاتفاق النووي أو على الأقل تعديله بما يتجاوب مع التحفظات الأمريكية العديدة على بعض بنوده، إلا أن ما يعوق هذه الجهود يكمن في عزوف إدارة ترامب عن تحمل المسئولية الدولية التي ستتعرض لها في حالة إقدامها على اتخاذ قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي.

ثاني الرسائل، عدم استبعاد المواجهة العسكرية، يوضح المركز أن إيران لا تستبعد احتمال الدخول في مواجهة عسكرية مع أىٍ من الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، سواء بسبب الاتفاق النووي الذي تبدي الدولتان تحفظات عديدة عليه، أو بسبب المساعي الحثيثة التي تبذلها إيران من أجل تكريس نفوذها العسكري داخل سوريا وبالقرب من الحدود مع إسرائيل.

إضافة لأنها تريد إظهار تحديها للضغوط الدولية، المعارضة للبرنامج الصاروخي الإيراني، فهي لم تعد تكتف بإجراء تجارب إطلاق خاصة بتلك الصواريخ، بل إنها تعمدت رفع الميزانية العسكرية المخصصة للحرس الثوري، و"فيلق القدس" التابع له.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق