بعد رفض تواضروس لقاء نائب ترامب.. ماذا قالت الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية عن القرار؟

الخميس، 21 ديسمبر 2017 08:00 م
بعد رفض تواضروس لقاء نائب ترامب.. ماذا قالت الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية عن القرار؟
البابا تواضروس
كتبت : ماريان ناجى (نقلا عن العدد الورقى)

قرار وطنى شجاع اتخذه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، برفض استقبال مايك بينس نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث جاء القرار ردا على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعنى اعترافا رسميا من أمريكا بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وقد لاقى قرار تواضروس ترحيبا كبيرا من الشعب المصرى، الذى أثنى على الكنيسة وموقفها الوطنى،  ورغم الترحيب والإشادة بهذا القرار إلا أن الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية كانا لهما رأى آخر.
 
وصف الدكتور إكرام لمعى، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الإنجيلية وأستاذ علم الأديان، قرار البابا تواضروس برفض استقبال نائب الرئيس الأمريكى بالسلبى، قائلا: أرى أن قرار البابا تواضروس برفض استقبال نائب الرئيس الأمريكى يعد قرارا سلبيا فى حل الأزمة وكان من الضرورى مقابلة نائب ترامب ومناقشة القضية وطرح الحلول المناسبة، ولا بد أن نتفهم أن المؤسسات الدينية لا تستطيع حل هذه الأزمة.
 
وتابع «لمعى» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: أجد أن قرار المؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة لا يعبر عنهما، لأننا تعلمنا من هذه المؤسسات لغة الحوار، حيث كان من الأفضل أن يضع البابا تواضروس اعتراضه على قرار الرئيس الأمريكى على مائدة الحوار. 
 
وأضاف «لمعى»: القضية الفلسطينية مر عليها سنوات من الاعتراضات دون حوار حقيقى نستطيع به أن نجد حلا، مشيرا إلى أنه لا بد من السعى لتفعيل عملية السلام، فهى قضية معروضة على الساحتين العالمية والمحلية، ولكن دون جدوى، مؤكدا أنه كان من الضرورى فتح نقاشات مختلفة من خلال لقاء البابا بنائب ترامب وفتح مجال لوضع نقاط لحل الأزمة، ولكن قرار رفض المقابلة لا أجد فيه حلا للقضية. 
 
الغريب أن إكرام لمعى لم يكن الوحيد الذى سجل اعتراضه على قرار البابا تواضروس، ولكن هناك قساوسة من الكنيسة الإنجيلية اعترضوا على قرار البابا، منهم القس رفعت فكرى نائب رئيس السنودس الإنجيلى.
 
وتابع «فكرى» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»:  عدم إتمام المقابلة ليس فى صالح القضية الفلسطينية، ولن يحقق أهدافا عملية لإتمام السلام، وهذا رأيى الشخصى. 
 
أما الكاثوليك، فقد علق الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك، على قرار البابا تواضروس، قائلا:  رغم أن هذا القرار ينبع من عاطفة قومية جميلة لتدعيم القضية الفلسطينية، ولكننا كنا نفضل الحوار، وكنت أتمنى أن يتفق البابا تواضروس الثانى مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمواجهة نائب ترامب وشرح أبعاد هذه القضية.
 
وعلق المطران بطرس فهيم، مطران الأقباط الكاثوليك فى المنيا، قائلا: فى كل الأحوال الحوار مهم ونفضله كثيرا، والحوار ليس معناه أبدا قبول قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن من الممكن أن نعلن بوضوح عن رفضنا للقرار من خلال نقاشات مفتوحة، والرفض من خلال مواقف عربية حاسمة، فتفعيل الأدوار العربية السياسية الدبلوماسية مهم، واللعب باقتصاد العرب لحل القضية الفلسطينية مهم جدا، ولا يجب أن نقلل من أنفسنا كعرب، فالمجتمعات العربية أعطت ضربات موجعة فى 1973.
 
وتابع «فهيم» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: فتح قنوات حوار مع اتخاذ اللازم لرفض القرار يثبت مواقفنا الشجاعة فى إثبات الحق الفلسطينى فى أراضيهم، حيث كان من الأفضل فتح قنوات للحوار مع وضع إجراءات للتصعيد الدولى لرفض القرار، وألا نكتفى بعدم استقبال شخصية دبلوماسية فحسب، بل لدينا قوة الحق الكافية للعمل من أجل قضيتنا الفلسطينية وأدعو إلى إقامة مجلس أمن عربى.
 
جدير بالذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثانى، أصدرت بيانا رسميا نص على الآتى: نظرا للقرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، فى توقيت غير مناسب ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية، تعتذر الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية عن عدم استقبال السيد مايك بينس نائب الرئيس الأمريكى خلال الزيارة المزمع القيام بها فى ديسمبر الجارى.
 
وتابع البيان: ونصلى  للجميع بالحكمة والتروى فى معالجة القضايا التى تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط، وإله السلام يعطينا السلام فى كل أوان ويحفظ الجميع فى خير وسلام.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة