حازم عبدالعظيم.. ضحية «حلم الوزارة الضائع».. متى مارس السياسة حتى يعتزلها؟!

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 09:00 ص
حازم عبدالعظيم.. ضحية «حلم الوزارة الضائع».. متى مارس السياسة حتى يعتزلها؟!
حازم عبد العظيم
كتب- مصطفى الجمل

كان الرجل خارجًا للتو من مشاركته فى اللجنة الشبابية للحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسى، الشباب المشاركون معه بالكاد يحاولون التقاط أنفاسهم قبل العودة إلى قواعدهم وممارسة حياتهم التى كانت قبل المشاركة التطوعية فى الحملة الرئاسية، فى هذا التوقيت كانت القنوات والصحف تحاول جاهدة استضافتهم وتكريمهم على ما بذلوه من جهد خلال فترة الانتخابات، ساهمت فى التواصل الفعال بين الجمهور بشكل عام والإعلام بشكل خاص ومسئولى الحملة، وبطبيعة الحال كانت الاستجابة لتلك الدعوات متفاوتة بين عنصر وآخر داخل الحملة، نظراً لظروف العمل والأسرة والصحة، إلا أنه هو بالذات كان واضحاً وضوح الشمس فى قبوله أو رفضه، ثوان تفصل بين العرض من قبل الصحفى والإجابة الحاسمة من الناحية الثانية: «هتدفعولى كام»، لم يستمع الرجل للاستدراك، وأن الدعوة إلى جريدة وندوة صحفية، لا حوار تليفزيونى تتخلله فقرات إعلانية، تدفعه لطلب نصيبه منها، إلا أنه راح يفرغ ما بجوفه من كلمات بدت وكأنها لا تخرج للمرة الأولى: «أنا مش هاطلع فى جرايد ولا قنوات ببلاش.. أنا عاوز فلوس.. أنا قاعد فى البيت وماخدش حاجة».
 
صعقت وصعق غيرى من الزملاء الذين هاتفوا الناشط «الفيس بوكى» حازم عبدالعظيم فى هذه الفترة بسبب رده، قبل أن يسعى حثيثاً ليكشف بنفسه ما غاب عنا خلال فترة عمله بحملة الرئيس، والتى تعد أبرز وأهم عمل سياسى قام به، أما هو فلم يضبط يوماً متلبساً بممارسة سياسية تذكر، راح يكشف الوجه الآخر للمنتفع المتقلب، مرة يساند شفيق الذى كان يهاجمه لوقت قريب، ثم يوجه سمومه نحو الدولة ورموزها، قبل أن يرتمى فى أحضان الجماعة الإرهابية، ويدافع عنها وعن أفكارها. 
 
الأسبوع الماضى، تصدى حازم للدفاع عن الفريق شفيق، العائد قريباً لأرض الوطن، وسط كم كبير من الشائعات والأخبار غير الصحيحة، والتى تم تكذيبها بظهور الفريق فى إحدى المناسبات الاجتماعية. 
 
بتجاوز التناقض فى موقف حازم من شفيق، سنجد أن حازم قال فى سياق تصريحاته بشأن لقائه بشفيق بأحد الفنادق إنه مل السياسة وزهد فيها، وقرر البعد عنها بشكل نهائى، لأنها أرهقته، الأمر الذى يطرح استفهامات إجابتها عند أى متابع عن كثب ومن بعد للساحة السياسية، ما هو تاريخ حازم عبدالعظيم السياسى؟ وما هى سيرته فى العمل العام؟ هل كان يوماً عضواً بحزب سياسى، هل تقلد أى منصب بحركة سياسية ذات شأن بالشارع، من كان يعرفه قبل انضمامه للجنة الشبابية لحملة الرئيس السيسى الانتخابية، ومن بات يعرفه بعد خروجه منها؟ ما الذى تحمله حازم أثناء مسيرته السياسية حتى يعلن زهده منها، وكأنه مناضل من القرن المنصرم، رجل الشارع والمثقف والنخبوى، الصحفى والمهندس ولاعب الكرة، يستطيعون الاجابة على كل تلك الاستفهامات لأنهم ببساطة بالكاد إن كان 10% منهم يعرفون الاسم وتصادف وجوده فى خبر تصفحوه بأحد الجرائد أو المواقع. 
 
أعلن حازم عن قرب اعتزاله السياسة بقوله فى تصريح لأحد المواقع التى تدعم الجماعة الإرهابية: أنا زهقت وقرفت وتعبت من الأوضاع السياسية والمشهد العام الحالى، فقد كان هناك أمل فى الانتخابات المقبلة من أجل تغيير مرحلى تكتيكى ينقل الدولة إلى الحكم المدنى الذى نحلم به أو تحقيق الحد الأدنى من هذا التغيير على الأقل، إلا أن هذا الأمل تبخر بما جرى مع شفيق، ولم تعد هناك فرص حقيقية للتغيير فى المنظور القريب فى ظل حالة الانسداد التامة على كافة المستويات»، وهنا لنا وقفات. 
 
من حق حازم الذى لم يمارس السياسة أن يعلن اعتزالها بكل عنف كما رأينا، ولكن ما معنى مصطلح «التغيير المرحلى التكتيكى» الذى ساقه حازم، هل كان يقصد أن تتوقف الدولة عن مسيرة التنمية، ومشروعاتها القومية وعودتها لمكانتها الإقليمية الطبيعية، ومساهمتها بشكل فعال فى حل ما يحاصر المنطقة من مخاطر، والعودة إلى مرحلة الصفر، حتى يرضى ذلك سفسطة المهندس الباحث عن أى منزلة بأى وسيلة تذكر.
 
قبل 6 أشهر، لم يكن هناك أى إشارة من قبل شفيق أو حازم للعلاقة الوطيدة بينهما والتى تحدث عنها حازم فى حواره مع الموقع الداعم للجماعة الإرهابية، فقال حازم: «حاولت الالتقاء به من باب العلاقات الشخصية التى تجمعنا، وذهبت إلى فندق ماريوت وسألت مسئولى الاستقبال وأمن الفندق عنه وطلبت مقابلته، وسمح لى بمقابلته، وبعد مرور ربع ساعة تم سحب بطاقتى الشخصية وسمحوا لى بمقابلته التى امتدت لنحو 40 دقيقة وسط حراسة مشدّدة كانت بالقرب منا، وبلغ عدد أفراد الحراسة 5 أشخاص تقريبا».
 
«حازم كل حاجة والعكس» كما يطلق عليه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، الذى يدعم شفيق الآن ويعتبره أيقونة للتغيير، غازل من قبل الجماعة الإرهابية فى انتخابات 2012 وانتظر مكافأة من مكتب الإرشاد على دعمه لمرشحهم «الاستبن»، إلا أن الجماعة الإرهابية، لم تستعن به فى أى من المناصب التى وعدته بها، فانقلب عليهم وأصبح من أشد معارضى مرسى، وشارك فى التظاهرات التى كانت تخرج للتنديد بحكم الجماعة الإرهابية، كما غازل محمد البرادعى أكثر من مرة قبل الثورة وكتب تغريدة ترحب به، قبل أن يثنى على قرار قبوله منصب نائب رئيس الجمهورية، قائلاً: «عندما قابلت الدكتور البرادعى حصل تحول كبير فى شخصيتى من شخص علمى أكاديمى إلى شخص أكثر إيجابية».

(نقلا عن العدد الورقى) 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق