ضوضاء شيرين رضا

الخميس، 28 ديسمبر 2017 02:31 م
ضوضاء شيرين رضا
أحمد إسماعيل يكتب:

الفن أبداع، والإبداع رسالة وهدف، وكل فنان يحرتف الإبداع لابد أن يكون صاحب هدف ورسالة، لأنه إذا ما تخلى عن الرسالة التى وجد الفن والإبداع من أجلها، تحول إبداعه إلى سلاح للهدم، والقضاء على كل ما هو جيد ، والفنان معلم للأجيال، وكل معلم للأجيال يجب أن يعى تماماُ عظم المهمة التى وهبه الله مكامن الإبداع من أجل أن يؤديها على وجهها الأكمل.
 
هذا ما وعيه فنانونا الكبار من جيل الرواد،وجعلوه أمام أعينهم فى كل عمل فنى مبدع قدموه، أياً كان مجال الفن الذى يحترفونه،ومن هنا ساد الفن المصرى، وكان منبراً لكل الدول العربية التى تعلمت من فنوننا، وعلى أيدى فنانينا أصول التمثيل والطرب العربى الأصيل، وسكن الفن المصرى وجدان العرب من الخليج إلى المحيط.
 
من رائد المسرح العربى يوسف وهبى، ورواد المسرح نجيب الريحانى ومن بعدهم سعد أردش وكرم مطاوع ، تعلم العرب فن التمثيل المسرحى،وتم تأسيس المعاهد الفنية المسرحية فى العراق والكويت، وغيرها من الدول العربية، وعلى صوت أم كلثوم وعبد الوهاب، وعبد الحليم وغيرهم من المطربين الكبار تعلم ولا يزال يتعلم كل من يريد أن يكون صاحب صوت مؤثر وجمهور عريض.
 
كان كل من هؤلاء الفنانين الكبار مدرسة إذا عمل، معلماً إذا تحدث،وندر أن خرجت على لسان أياً منهم جملة  تسيء إلى القيم أو الأخلاق، أو تزدرى دينا أوشعيرة من الشعائر لمسلم أو مسيحى أو حتى يهودى، كانوا يزنون كلماتهم قبل أن ينطقوا بها، لأن الفن كان عندهم رسالة ومهنة مقدسة، وليس طريقاً للشهرة أو جمع الأموال، فمعظمهم مات فقيراً ولم يكن مليونيراً.
 
لم تكن بينهم معارك كلامية مسفة كما يحدث حالياً بين بعض من نسميهم نجوماً،وعندما كانوا يختلفون ، كانوا يختلفون بأدب ، ولايسيئون إلى بعضهم البعض، وكان المشاهدون يسعدون وهم يرونهم أو يستمعون إليهم من خلال البرامج التلفزيونية أو عبر الراديو، لأنهم كانوا يستفيدون من كل كلمة ينطقون بها.
 
أما الآن فلا يمضى يوم دون أن نسمع أو نرى سقطة ومشكلة لفنان أو فنانة، هذا يسب ذاك، وتلك تسيء إلى غيرها،والبعض لايقدر قيمة الفن الذى يؤديه ولا يهتم بمشاعر الجمهور الذى صنع نجوميته، أو يعبأ بالوطن الذى احتضن موهبته، وكان عام 2017 غنياً وحافلاً بمثل هذه السقطات، سواء كانت أخطاء شيرين عبد الوهاب، وهنات لسانها،ومعاركها مع زملاء مهنتها، ومنهم عمرو دياب وعمرو مصطفى، أو فى حق جمهورها فى الساحل الشمالى وفى تونس، أو فى حق بلدها مصر ونيلها العظيم، مروراً بأحمد الفيشاوى، ومشاكله الكثيرة التى أوصلته إلى المحاكم، وأغضبت منه قطاع كبير من الفنانين،ولم يكن العام يقترب من نهايته حتى انضمت إليهم شيرين رضا، التى راحت تتحدث بدون حساب مع سمر يسرى، وأثارت سخط الشارع الاسلامي والعربي بعد تصريحاتها التي اعتبرت من خلالها أنّ "صوت بعض المؤذنين مزعج ويشبه "الجعير"، وذلك يرعب السياح الأجانب، فقام بعض المحاميين بتقديم بلاغات ضدها بتهمة إزدراء الدين الإسلامى والإساءة إلى شعيرة من شعائره.
 
أتمنى أن تتعلم الأجيال الجديدة من فنانينا كيف يتحدثون، وأن يعرفوا قيمة فنهم وقيمة جمهورهم، وأن الفن رسالة وهدف،حتى لايفقدون تلك الجماهيرية التى تصنع شهرتهم، وأن يعرفوا ما تعلمه كبار فنانينا من حكم الأجدا،وخاصة " لسانك حصانك.. إنت هنته هانك" فلسان الفنان حصانه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة