بالفيديو.. «أهل الله» يحتفلون بالمولد النبوي بالإسكندرية

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 09:05 م
بالفيديو.. «أهل الله» يحتفلون بالمولد النبوي بالإسكندرية
محمد أبو زيد

للاحتفال بالمولد النبوي بالإسكندرية، سحر خاص، خاصة فى مدينة «الأولياء» التي تحتضن بين جنباتها ما يزيد عن 75 ضريحًا، وشهدت وفاة خمسٍ من صحابة النبي.. وترصد « صوت الأمة» احتفالات «أهل الله» بذكر المولد النبوى.

و«أهل الله» هم الصوفيين، وتلقبوا بهذا الأسم، علي أرجح الأقوال؛لأنهم «أهل الانشغال بالله»، فهم وهبوا أنفسهم لله،و دائمي الذكر لله، يعيشون بين الناس، وليسوا مع الناس،لهم عالمهم الروحاني الخالص الخاص، ولهم «مواجيد» و«ذوق» لا يفهمه إلا من كان مثلهم منتميًا إلي نسب المحبة.

بقراءة القرآن، تُفتتح حلقة الذكر، ثم كلمة عن الله، وفضائل النبي وآله، والعارفين بالله، والثناء عليهم، ثم يتجمع الحاضرون في حلقة للإنشاد والرقص الصوفي.

أكثر المشاركين من الفقراء والكادحين، الذين تمتلئ وجوههم بالخير والسماحة، لا أحد يزعج الآخرين «كل واحد في حاله»، ولعل هذا من آداب حلقات الذكر، أو لعله خُلق طُبعت نفوسهم عليه من دأبهم المستمر علي الانشغال بالله عن عباد الله.

في الإنشاد، يكررون لفظ «الله» بشكل مستمر، وينطقونه بـ«جلال» تنخلع له الأفئدة، وتسمو الروح عن الجسد، وعن الدنيا فأنت في «حضرة الله»، ومع استمرار الإنشاد، ولشدة ما تطرب له نفس الإنسان من إحساسه بعودته الشعورية إلي أصله، فيؤدي حركات الرقص الصوفي المتمايلة، ويستغرب البعض هذه الطقوس، ويهاجم الصوفيين بسببها ويرميهم بأنهم أهل بدع.

وأثناء حلقة الذكر والاحتفال بمولد النبي بمسجد أبي العباس المرسي، يتوافد المحبين، ومنهم من يأتي بالأطعمة لمشاركتها مع الآخرين، وخاصة الأرز باللبن، هذا إلي جانب توافر مناضد معدة في ساحة المسجد لتناول الطعام الذي يأتي إلي من يطلبه بشكل مستمر.

كما يتم أيضا توزيع مشروب الشربات بالموز أو بدون موز، الذي يكاد يكون مقصورًا فقط علي الاحتفال بالمولد النبوي،ولا يٌعرف لهذه العادة سببًا محدد، سوي أنه في الثقافة المصرية يرتبط «الشربات» بالمناسبات السعيدة، خاصة التي تتعلق ببداية حياة جديدة أو مرحلة جديدة من الحياة أو الاحتفال بأحد الذكريات السعيدة.

يقول أحد الحاضرين، وهو شيخ كبير: حلقات الذكر ترتبط بحالة الجو، فكلما كان الطقس معتدل استمرت المظاهر فترة طويلة، أما لو تغير الطقس فينتهى الاحتفال سريعا.

ولا يقتصر الحاضرين فقط علي أهالي الإسكندرية، أو سكان المنطقة المحيطة بمسجد المرسي أبي العباس، بل هناك من جاء خصيصًا لحضور المناسبة من محافظات أخري، التي لا تقتصر علي المحافظات القريبة فقط، فمنهم من جاء من محافظات الصعيد.

كما أن الذكر لا يقتصر فقط علي ساحة المسجد، بل بجواره أحد المقاهي الصغيرة، التي قد يخرج إليها بعض الحاضرين للاستراحة قليلًا بشرب كوب شاي أو قهوة أو حتي تدخين الشيشة، ويعودون مرة أخري إلي حلقة الذكر، أو لا يقدرون علي منع أنفسهم من التفاعل مع الأناشيد الصوفية أو الترديد المتكرر للفظة الله، فيشاركون في الذكر وهم جلوس علي المقهى، في حالة مهيبة.

وشهد الاحتفال بالمولد النبوي،هذا العام، إقبالًا كبيرًا عن الأعوام السابقة، كما يؤكد جابر قاسم،وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية.

ويرجع قاسم سبب هذا إلي انحسار«التيارات الدينية المتشددة» التي دأبت علي تشويه الصوفيين والموالد بتدليسها الحقيقة علي الناس، وأن الموالد هي كاحتفال الناس بمناسبتهم السعيدة بمن يحبونه.
ويضيف: «إحنا بنحب النبي وآله والصحابة، وأولياء الله الصالحين».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق