مزمار السماء.. مصطفى اسماعيل

الإثنين، 01 يناير 2018 03:17 م
مزمار السماء.. مصطفى اسماعيل
مني احمد تكتب

حالة وجدانية خاصة  تسعد الروح وتحرك الوجدان وتدخل الطمانينية الي القلب هو ظاهرة فريدة في علم الاصوات والقراءات القرانية في دولة التلاوة المصرية التي وضع اسسها وتربع منفردا علي عرشها بالرغم من ظهوره وسط كوكبة من عمالقة التلاوة  كان حالة استثنائية استوعبت من قبله واتت علي ما بعده انه مزمار السماء الشيخ مصطفي اسماعيل الذي حلت ذكراه منذ ايام.  

الشيخ مصطفي اسماعيل حاول ان يجمع بين القراءات المختلفة في قالب متفرد ملك وحده ناصية تجويده  يطوف بين بساتين النغم فيقطف من كل بستان زهرة يفوح عطرها من بين حروف التلاوة.  

امتلك صوتا وهاج بزخارف موسيقية متعددة وابداع ربما تعجز الكلمات عن وصفه كان يقرا من مساحات شاسعة بقراءات مختلفة متنقلا بين المقامات  بحنجرة ذهبية جعلته طائرًا يغرد خارج السرب لا يستطيع  احد اللحاق به  وهو المقرئ الوحيد الذي كان يقرا  الآية الواحدة عدة  مرات بمسارات نغمية مختلفة تفاجئ وتبهر مستمعيه منتزعا منهم اهات الاعجاب.

 استطاع  مصطفي اسماعيل أن يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامايات بطريقته الخاصة جدا في التلاوات فالخيال النغمي للشيخ هو سر أسراره فكانت تنغيماته  نهر لا تنضب ماؤها وصوته يتدفق مغردا من الطبقة الهادئة منطلقا نحو مرحلة  السلطنة باداء عبقري وابداع متفرد يخطف الاذان يأخذنا الي مرحلة اللا متوقع واللا معقول .فقد امتلك قدرات صوتية اجاد التجول بها في مدارات أفلاكه النغمية .  

كان معجزا في قرءاة  القران  الذي رتله  بأكثر من 19مقاما مستشعرا جلال المعنى القرآنى  ناقلا لنا الصورة الذهنية البهية  لكل اية  فكان يستحضر حجة القرآن في صوته ويبثها في أفئدة المستمعين بالمقام الموسيقي المناسب للحالة التي نزلت من اجلها الاية  لذلك ملك القلوب والعقول مثلما ملك عرش التلاوة. وكان هناك جسر روحاني بينه وبين جمهور المستمعين بمختلف ثقافتهم من جميع الطبقات الاجتماعية فسحر مستمعيه ومريديه من عشاق صوته وحالة وجدانية تخرج اهات يقشعر لها البدن في كل قفلة للاية اعجابا وسلطنة كانهم يستمعون الي ام كلثوم  ولما لا فهو  سلطان التلاوة وحالة من الانتشاء قد لا تسع وصفها الكلمات وعجزت عن تفسيرها التحليلات  فمن اي جعبة ساحرة أتى العبقري مصطفى إسماعيل

لذلك كان اول المقرئين وواحد من خمسة  حصلوا علي وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر سنة 65 في اول عيد للعلم  جانب الي جنب  مع طه حسين فكري اباظة محمد عبد الوهاب ام كلثوم  فهو هرم من اهرامات مصر بني قلعة فريدة في دولة القراءات والتجويد لاسمي وارق واجل الكلمات .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق