صرخة "السيسي" لتجديد الخطاب الديني

الثلاثاء، 09 يناير 2018 06:38 م
صرخة "السيسي" لتجديد الخطاب الديني
علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب:

أطلق سيادةِ الرئيسِ عَبْدِ الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مِصرَ العربية، صرخةً اهتزَّ لها العقلُ العربيُّ وَوِجدَانُه، من أجلِ تجديدِ الخِطابِ الدينيِّ، أيقظتْ عقولاً صدئتْ، وأقوامًا هجروا كتابَ اللهِ واستبدلوهُ باجتهاداتٍ بشرية فتجمّدَتْ عقولُهم، عِنْدَما استسلموا لما فيها من إسرائيليّاتٍ وروايات تنفثُ سمومَها في عقولِ المسلمينَ، وأهملوا فريضةَ التفكيرِ التي أَمرَ اللهُ بها عبادَهُ ليتدبّروا بعقولهِم خطابهَ لَهُم، حيثُ قَوْلِهِ تَعَالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (البقرة الآية 170).
 
ونظراً لما قامت به بعض الفرق الإسلامية من أعمال إرهابية في العالم العربي وبعض دول العالم وما ارتكبته من جرائم باسم الإسلام الذي تسببت أفعالهم في تشويه رسالة الإسلام الإنسانية وما دعت إليه الناس من رحمة وعدل وحرية وسلام كما جاءت به آيات القرآن الكريم.
 
لقد أيقظت يا سيادة الرئيس بدعوتك التاريخية تصويب الخطاب الديني لتحفيز الفكر واستنهاض العقل للبحث والتمحيص في كتاب الله الكريم عن أسباب ما جرى وما يجرى على الساحة العالمية والساحة العربية باسم الإسلام، وقد تفاعلت بكل الإيمان بالله بصرختك التي تضمنت في عمقها تمردًا يعتمل في النفس ويرفض ما يشوه صورة الإسلام والإساءة إلى نبي الرحمة وتبحث عن الأسباب التي خلقت حالة العدوان على الإنسان والتي دفعت بآلاف الشباب إلى السقوط في منظمات القتل والإرهاب، وبما أن لكل شيء سببًا ولكل عمل نتيجة، فلابد من البحث عن حقيقة الأسباب التي أدت لتلك الكارثة.
 
لقد أرسل الله رسالته للناس تضمنها الخطاب الإلهي، القرآن الكريم، وبدأ خطابه جلَّ وعلا بقوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإنسان مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) بهذه الآيات يخاطب الله سبحانه العقل، ويدعو الناس للتفكير ويحاورهم بالمنطق ليتحقق للعقل سلامة الفكرة للاقتناع بها وعندئذٍ يترسخ الإيمان بها في قلب الإنسان، يحميها عقله من أية ذبذبات سلبية ومقولات دينية أو روايات مزورة تسعى لتشويه ما آمن به وأدركه عقله من حقائق إيمانية بالآيات القرآنية التي تقدِّم للناس دعوة التفكر واستعراض مجموعة من الحقائق الكونية إن هي إلا تحفيز للعقل واستثارته ليتفاعل مع الآيات القرآنية والحقائق الكونية ليتحقق للإنسان إدراكٌ يقيني بأن الله وحده لا شريك له، هو خالق السماوات والأرض، وأن نتفاعل مع الخطاب الإلهي الذي أرسله الله للناس كافة، كما قالتعالى(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة سبأ 28).
 
وقوله تعالى(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (سورة الأعراف 158).
 
وقوله تعالى (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِوَكيلٍ) (سورة يونس 108).

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق