فكرة بـ 50 مليار دولار سنويا.. كنز الاستشفاء الشمسي أم البترول

الجمعة، 12 يناير 2018 11:02 م
فكرة بـ 50 مليار دولار سنويا.. كنز الاستشفاء الشمسي أم البترول
د.طارق نصر يكتب:

خلال الأعوام العشرين السابقة تم صرف ما يربو على أكثر من نصف ترليون جنيه مصرى على أقل تقديرات على قرى ومنتجعات الساحل الشمالى. هذه القرى والمنتجعات تظل مغلقة خلال الفترة من الاول من أكتوبر تقريبا حتي نهاية شهر مايو. 
 
وقد حبا الله مصر بأفضل مناخ على مستوى العالم أو لنقل مناخ من أفضل المناخات إعتدالا وصفاء وبهاء على مستوى العالم أجمع طوال العام.
 
والشمس هى أجمل نعم المولى على مصر. ولا يدرك قيمة الشمس نفسيا وبدنيا إلا من سافر إلى الخارج، وعاني من الصقيع والبرد والضباب الدائم على مدار العام. ولهذا لا غرابة من أن المصريين القدماء ظلوا يعبدون قرص الشمس لمدة ألف عام تقريبا. وذلك لإعترافهم بفضل الشمس على الحياة كلها. بداية من نمو المحاصيل، لإنارة الكون، وحتي الدفئ والتفاؤل الذى تبعثة فى النفس البشرية.
 
ولعل السبب الرئيسى، بل ولا أبالغ حينما أقول السبب الوحيد، لمجئ السائح إلى شواطئ مصر هو قرص الشمس، الذى يزين سماءها كل يوم إلا فى حالات إستثنائية قليلة.
 
ولقد راودني حلم منذ فترة ليست بقصيرة أن نقوم بإستغلال إستثماراتنا الهائلة على إمتداد الساحل الشمالى، لكي تدر علينا أرباحا وعملة صعبة بمليارات الدولارات كل عام، وتتلخص الفكرة فى أن نقوم بتأجير بعض- أو كل- القرى السياحية فى الساحل الشمالى لكبار السن من الأجانب فى أوروبا وأمريكا الشمالية لكى يقيموا بها إقامة دائمة فى الفترة من أول أكتوبر حتي نهاية شهر مايو. أى ما مجملة ثمانية شهور كل عام. فالحقيقة أن الأطباء فى دولة مثل كندا ينصحون كبار السن عندهم بالهروب إلى ولايات الجنوب فى أمريكا مثل تكساس ونيفادا وأريزونا لقضاء فترة الشتاء الممتدة هروبا من الصقيع، لأن ذلك أفضل لهم صحيا ونفسيا بدلا من الإكتئاب الذي يصيبهم فى فترة الشتاء الطويلة القاسية.
 
وفى إعتقادى أن تتولى شركات عالمية عملية التسويق والإدارة لإستجلاب هؤلاء الأجانب على ان يتم توزيع المكسب على ثلاثة أطراف وهم ملاك القرى أنفسهم بنسبة 70%، وتقسم ال 30% على الشركات التى تدير بجانب حصة الدولة المصرية نفسها.
 
ويمكن الإستفادة من هذا المشروع فى تشغيل صناعات خدمية عالية المستوي طوال العام فى تلك القرى، وتشغيل عمالة كبيرة أيضا، ولا مانع وقتها أيضا من إنشاء عدد من المستشفيات على أحدث طراز عالمي لهؤلاء المسنين وغيرهم من السياح.
 
إن التقديرات الأولية الإستيعابية لمنطقة الساحل الشمالى تقول أن عدد المصطافين المصريين ربما يصل لأكثر من ثلاثة ملايين مصرى. وإذا إفترضنا أن 50% فقط من القرى هي التي ستطبق هذه الفكرة، فنحن إذن نتكلم عن حوالى مليون ونصف المليون سائح أجنبي. ولو إفترضنا أن متوسط إنفاق كل سائح فى الشهر الواحد من إقامة وطعام وشراب وبعض التنقلات البسيطة لن يقل عن 2000 دولار، فمعنى ذلك أن الدخل الكلى لمليون ونصف سائح فى ثمانية أشهر سيكون نحو 50 مليار دولار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق