تهيئة أجواء الانتخابات

الثلاثاء، 16 يناير 2018 02:33 م
تهيئة أجواء الانتخابات
حسين عثمان يكتب:

ونحن على مشارف انتخابات رئاسية، يستتبعها بالضرورة تشكيل حكومة جديدة، تبحث فيما وراء التعديل الوزاري الأخير، فلا تجد الحكمة إلا في ضرورة استكمال تهيئة أجواء الانتخابات، بوجود وزير إدارة محلية خبير في العمل الميداني، خاصة وأن المحليات تلعب دوراً فاعلاً في أي وكل انتخابات، وهو ما أكده اختيار اللواء أركان حرب أبو بكر الجندي، بخبراته العسكرية الكبيرة، ومجهوداته الفاعلة طوال أكثر من عشرة أعوام، في موقع رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ليحل محل الدكتور هشام الشريف، صاحب منهج الـSmart Work أو العمل الذهني، والقائم في الأساس على إدارة شبكة متكاملة من نظم المعلومات، ومن أمام الشاشات في الغرف المغلقة.

وحتى يكتمل المشهد المفاجيء حتى لأعضاء مجلس الشعب، كان لابد من صحبة تمثلت في تغيير وزراء قطاع الأعمال العام والسياحة والثقافة، والسياق هنا يسبق الاختيار في التعليق، فلم يكن هناك جديد في استيفاء موافقة أعضاء مجلس الشعب على التعديل الوزاري المقترح، والتي جرت على طريقة برلمان سيد قراره التاريخية، سؤال ورد غطاه.. موافقون؟.. موافقة!.. وبعد دعوة بليل لعقد جلسة عامة صباح اليوم التالي، لا تحمل إلا رأس الموضوع، والحقيقة أن البرلمان المصري بجلالة قدره لا يفوت فرصة، إلا ويؤكد لنا فيها حرصه بكل اجتهاد، على كفاءة القيام بدوره كسكرتارية تنفيذية للحكومة، ومن وراءها الدولة، أما الشعب، فالجميع أدرى منه بمصالحه.

وعن الاختيار، فيمكن التفاؤل بوجه جديد شاب، هو خالد بدوي وزير قطاع الأعمال العام، والذي أتى من موقع الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي كابيتال القابضة، الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي المصري، أكبر البنوك الحكومية المصرية، والتي تعمل في الأنشطة المالية غير المصرفية، حيث تدير حصصاً في عدة شركات بعضها مقيد في البورصة، وتعد وزيرة السياحة رانيا المشاط وجهاً اقتصادياً لامعاً، حيث شغلت عدة مناصب اقتصادية محلية ودولية رفيعة، أبرزها اقتصادي أول بصندوق النقد الدولي، ووكيل محافظ البنك المركزي المصري، وباعتبار منصب الوزير إداري سياسي في المقام الأول، لا يشغلني في اختيارها أنها ليست من خبراء السياحة، فهم يملؤن الوزارة على أي حال.

ويأتي كامل تحفظي على تكليف الدكتورة إيناس عبد الدايم في موقع وزير الثقافة، إختيار نمطي متسرع، ولا يتناسب على الإطلاق مع أهمية المكان والمكانة، وخاصة في ظرف فكري استثنائي، يتطلب وجود وزير ثقافة يتمتع برؤية تنويرية خلاقة، ورصيد ثقافي موسوعي، وحس سياسي رفيع، ويقظة ذهنية مستمرة، وجرأة إدارية حكيمة، وتواصل فعال مع كافة مؤسسات الدولة، وفي المقدمة منها تلك العاملة على ملفات الإعلام والتعليم والشباب، وبما يسمح بتحقيق نتائج سريعة على الأرض، في اتجاه تجديد الوعي الجمعي المصري، إيناس عبد الدايم عازفة فلوت عالمية، وقامة موسيقية فذة، أما تجربتها في رئاسة دار الأوبرا المصرية، فهي في تقديري الأسوأ على الإطلاق.

ولأن للتهيئة وجوه كثيرة، يأتي خبر القبض على الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية لتورطه في تهم فساد، بينما تتكرر التأكيدات بأن التقارير الرقابية لعبت دورها الهام في تزكية الوزراء الجدد، والدهشة تعود إلى أن الرجل لم يحط على موقعه من الخارج، فهو ابن أصيل للمحليات المتنامية الفساد من الركب إلى الرقاب، بدأ حياته المهنية موظفاً صغيراً في ديوان عام محافظة المنيا، ثم كانت الدكتوراه طريقه للترقية في عدة مناصب بالديوان، قبل أن يعين رئيساً لمدينة السادات، وبعدها تم تكليفه في موقع محافظ المنوفية، واستمر حتى أصدر بيانه المناهض للفساد قبل القبض عليه بساعات، فماذا قالت التقارير الرقابية وقت اختياره؟!.                                   

        

 

 

         

              

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق