شيوخ «القبائل » يكشفون خريطة أهداف أنصار بيت المقدس في سيناء -تحقيق-
الخميس، 24 ديسمبر 2015 06:09 م
أحداث إرهابية مرت بها سيناء على مدار عام 2015، حالة الغضب الشعبى، خلها أعمال عنف وإرهاب على أرض الفيروز، الأمر الذي أثار تساؤلًا عن أسرار المؤامرة من وجهة نظر أهالى سيناء، وهو ما كشفه الشيوخ القبائل بسيناء إستناد على معلومات موثقة، تؤكد أن مصر كانت فى إنتظار سيناريو دموى مخيف لولا يقظة الجيش المصري.
قبائل سيناء أجمعت على أن تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى وجد له مدخلا لممارسة نشاطه الدموى نظرا للطبيعة الجغرافية لأرض سيناء المعقدة، ومساحتها الشاسعة، دون أى دعم أو مساندة أو ركوع للقبائل لسلطان الإرهاب التكفيرى، مؤكدين أن إقامة ما تسمى «إمارة سيناء» على أراضيهم كانت ستقوم على جماجم وجثث أبناء قبائل وسكان سيناء، لولا يقظة القوات المسلحة للمؤامرة.
«دولة الدواعش»
العمليات الإرهابية الخسسيسة التى أستهدفت بعض مواقع القوات المسلحة بسيناء خلال عام 2015، دفعت البعض وعلى رأسهم الدكتور حسام أبو مرزوق، أمين عام القبائل العربية بسيناء، بمطالبة الجيش المصرى بالضرب بيد من حديد لأى مكان يحوى الجماعات الإرهابية فى سيناء أو داخل أى دولة مجاورة لحماية الأمن القومى لمصر، ويؤكد أمين عام القبائل السيناوية أن الشعب المصرى وقواته المسلحة وقبائل سيناء قادرون على دحر الإرهاب على أرض سيناء، مضيفًا أن سقوط سيناء فى يد الدواعش التكفيرين لن يحدث طالما يوجد على أرض سيناء الطاهرة جيش قوى وشعب سيناوى وطنى، لافتًا أن أى مخطط لهؤلاء الأشرار مصيره الفشل بفضل الجيش والقبائل فى سيناء، والتى وقفت وتقف وقفة رجل واحد مع مصر ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن كل ما فعله هؤلاء القتلة المجرمين فى سوريا والعراق ولبنان لم يحدث فى سيناء لأن جيشنا خير جيوش الأرض، وأهل سيناء لا يقبلون بأن تكون أرضهم رهينة لإرهابيين.
ساخرًا ممن يزعمون بأن للقبائل السيناوية دور فى التستر أو دعم الإرهاب، أضاف أبو مرزوق قائلًا: لو استطاع هؤلاء السيطرة على سيناء، سيقيمون دولتهم «ولاية سيناء» على جماجم وجثث أبناء وقبائل سيناء.
«بؤر الإخوان»
مشددا على أن النغمة السائدة بأن القبائل تدعم الإرهابيين وتتستر عليهم من شأنها أن تفتت نسيج الشعب المصرى فى أعز جزء من أرضها، قائلا:« من يقول ذلك لم يعرف طبيعة الشخصية السيناوية التى وقفت مع قواتها المسلحة فى كل الحروب التى خاضتها مصر، ونحن أكثر وطنية ممن يطلقون مثل هذه الشائعات ».
وأشار أبو مرزوق، إلي أن شمال سيناء وبخاصة منطقة الشيخ زويد قد أنتشر فيها الفكر التكفيرى بصورة ملحوظة عقب قرار المعزول مرسى بالعفو عن بعض الإرهابين، وهذه البؤر نشأت تحت رعاية وحماية جماعة الإخوان الإرهابية.
«أنياب حق الشهيد»
«نقبل رأس كل جندى ضحى بروحه فداء لسيناء».. هكذا قال عبد العال أبو السعود، شيخ قبيلة الأخارسة بشمال سيناء، مؤكدًا أنه عندما كشرت القوات المسلحة عن أنيابها فى عملية حق الشهيد، فر هؤلاء الفئران مزعورين بقتلاهم وجرحاهم للجبال والصحراء، لتنهش جثثهم وحوش الصحارى، مضيفا أوجة الشكر لكل جندى، وكل ضابط، وكل بطل ضحى بروحه فداء لأرض سيناء، لافتا بأنه كمصرى سيناوى لابد أن يعلن دون خوف بأنه على نفس خط المواجهة مع الجيش ضد الإرهاب، موضحًا أن قبائل سيناء ستكون فى المرحلة القادمة رأس الحربة فى مواجهة هؤلاء المخبولين الإرهابيين، مشيرا إلى أن الشعب السيناوى مع الجيش قلبا وقالبا وتجلى ذلك فى العمليات الإرهابية الأخيرة حينما رفض أحد أبناء قبيلتنا التعاون مع العناصر الإرهابية، وقتلوه أمام أبناءه، وسنأخذ بثأره وثأر جنودنا البواسل وكلنا فداء لمصر.
وأنهى شيخ القبيلة كلامه، بأن الجيش المصرى لديها كل المعلومات حول المخططات التى تحاك بسيناء، وأسماء الإرهابيين وأماكن تواجدهم، وكذلك تحديد أسماء منفذى العملية الإرهابية الأخيرة، ونحن كمشايخ قبائل لا نمانع فى التعاون مع قواتنا المسلحة فى حربها ضد الإرهاب، ونعلن تأيدنا الكامل لها فى حملاتها الأمنية التى تستهدف المتطرفين، وكذلك فى دورها فى تنمية سيناء، ورفع مستوى معيشة أبناءها.
«جماعات تكفيرية»
«على الشعب المصرى التحلى باليقظة والإنتباة للمخططات التى تحاك للوطن».. هكذا استهل «موسى الدلح» شيخ قبيلة الترابين، حديثة مؤكدا أن مصر دولة عظيمة بشعبها وجيشه، ولن تخضع لشرزمة من المتطرفين، مضيفا أن أهل سيناء وعواقلها لهؤلاء المرتزقة بالمرصاد، لافتا أن الأمر لا يستوجب أى رأفة بهؤلاء القتلة، مطالبا الدولة بتشديد الإجراءات التى من شأنها حماية أبناء سيناء من خطرهم، موضحًا أن زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي لسيناء خلال العام الماضى فيها وفاء للجيش وأهالى سيناء معا، فقد أختلطت دماء الجنود الطاهرة بدماء أخوانهم من أهالى سيناء اللذين رفضوا الخضوع لإرهاب جماعات لا تعرف من الدين سوى الذقون.
«أفاقين وخونه»
موجها حديثة لمن يتهم الأهالى فى التقصير فى دعم الجيش، والتستر على الإرهابين، قال الدلح: نحن خلف القوات المسلحة ضد الإرهاب الذى يحاول إيهام الخارج بأن أهل سيناء ضد الجيش، أنهم بضعة أفاقين خونة، ليسوا منا ولسنا منهم.
«ما حدث فى سيناء كان هدفه قيام دولة ولاية سيناء المزعومة والإستيلاء على قناة السويس».. مفاجئة صادمة فجرها الشيخ «عارف أبو عكر» شيخ قبيلة العكور كاشفا لـ«صوت الأمة» أن الهدف من أتهام أهالى سيناء بالتواطؤ مع العناصر الإرهابية هو وضعنا مع الإرهابيون فى دائرة واحدة، مضيفًا أن هذا الإتهام مجرد إشاعة وإهانة لجزء عزيز من أرض مصر، وعدم معرفة ببواطن الأمور على أرض الواقع، فمساحة سيناء كبيرة،وتضاريسها صعبة، وهذا سبب تغلغل الإرهاب فيها، لافتا إلى ضرورة تحرى الإعلام الدقة فى تعبيراته بالنسبة لهذا الأمر، وليس من حق أحد أن يخون أهلها.
مضيفا أن العناصر الإرهابية تمتلك من الإمكانيات، والأسلحة الكثير، ما يدل أن هناك من يقف خلفهم بالتمويل المادى، والدعم المعنوى، وفى حالة الصدام بين هؤلاء العناصر وأهل سيناء فإن الوضع سيكون خطرا للغاية عليهم، ولكننا نثق فى جيشنا وقيادته السياسية.
«مواجهة مريرة»
يقول أحمد حسين القرش، شيخ قبيلة القرارشة، إن القبائل السيناوية فى الشمال والجنوب تتعاون منذ البداية مع القوات المسلحة فى الحرب على الإرهاب، وسقط من أبناءنا العديد من الشهداء فى الكثير من المواجهات، مضيفًا أن مصر دولة قوية، وستظل قوية بفضل وعى شعبها العظيم، لافتًا أن المواجهة مع الرهاب ستأخذ بعض الوقت حتى تزول عن أرض سيناء نتيجة اتساع مساحتها، مشيرا أن قبائل سيناء كانت فى طليعة من نادى بالوقوف بجانب الجيش فى أولى مواجهاته مع الإرهاب على أرض سيناء،مطالبا من يزعم بضلوع أبناء سيناء فى العمليات الإرهابية بإثبات ذلك، وأنه سيكون أول من يقدمهم للعدالة.
عصابات تحولوا لدواعش
وأضاف شيخ القبيلة، بأن القبائل السيناوية هى خط الدفاع الأول ضد اى إرهاب، مشيرا إلى أن معظم العناصر فى التنظيمات الإرهابية كانت عصابات تهريب قديمة كانت تتاجر فى المخدرات وتهريب الأفارقة والأعضاء البشرية لإسرائيل، تحولت بقدرة قادر إلى الإرهاب للحصول على أموال الخونة المتربصين بالبلاد، موضحا أن الإرهاب يخرج عن التقاليد البدوية والقبلية الراسخة القائمة على الفروسية وعدم قتل النفس.
«وضع صعب»
أبو نصيرة يرى أن الوضع فى سيناء لايزال صعب حيث يسلك الإرهابين مسلك حرب العصابات،بدعم من حركة حماس التى تدرب وترسل السلاح، فضلا عن أن معظم العناصر الإرهابية وصلت سيناء برعاية حمساوية بهدف إستقطاع جزء من أرضنا لهم، فكيف ندعم هذا المخطط ونحن سنكون أول ضحاياه!.
وأضاف أبو نصيرة، أن أهمال الدولة لسيناء لعقود جعل شبابها عرضة للتطرف، ولكن شبابنا أقوى من هذه الظروف ويرفض التعصب والتطرف الأعمى، مشيرا إلى أن معظم العناصر الإجرامية فى سيناء أشبة بالمرتزقة وليسوا من أبناء سيناء، وأهل سيناء يرفضون التعامل معهم.
«دعم لوجيستى»
ويؤكد حمدان الخليلى، الناشط السيناوى وسكرتير حزب الوفد فى شمال سيناء، أن العناصر الإرهابية تدربت على أعلى مستوى، ومجهزة بأحدث وسائل الإتصال الحديثة، والأقمار الصناعية، بدعم لوجستى قوى من أجهزة مخابرات معلومة للجميع، ولكن قواتنا المسلحة فى العملية الإرهابية الأخيرة أعطتهم درس وأفشلت مؤامراتهم، وثأرت لدماء جنودنا، وأوضح الخليلى أن زيار السيسي بالزى العسكرى لشمال سيناء يرسل للغرب المتربص بأن الجيش المصرى لن يترك سيناء وأهلها رهينة للإرهاب.
وأضاف أن البطولات التى قدمتها القوات المسلحة فى ردها للعدوان الغاشم قد أعادت للسيناويين أجواء النصر فى حرب أكتوبر،مطالبا أصحاب الرأى والفكر أن يوضحوا دور أهل سيناء فى مقاومة الإرهاب بدلا من تشوية صورتنا.
«شوكة فى حلق الإرهاب»
من جانبة يقول سعفان رزق من قبيلة الجيالية أن قبائل سيناء شوكة فى حلق الإرهاب، مضيفا أن أهالى سيناء وقبائلها لديهم القدرة لدعم الجيش فى حربه على الإرهاب،لافتا إلى أن نسبة كبيرة من جنسيات الإرهابيين مصريين وفلسطينين بجانب أعداد قليلة من السوريين واللبنانيين والعراقيين، وهم يملكون عداد كبيرة من السيارات المسروقة ويجيد معظمهم إستخدام أجهزة إتصال حديثة، موضحا أن من مصلحة إسرائيل أن تظل سيناء فى فراغ أمنى، وأن هؤلاء الإرهابيون مجرد أداة لهم فى تحقيق ذلك.
«قوانين القوة»
أما فواز الضارع من قبيلة السواركة، يؤكد أن القبائل بريئة من التورط فى دماء الجنود فى العمليات الإرهابية، فالفكر المتطرف للجماعات التكفيرية دخيلا على عادات وتقاليد البادية، وأنتشر هذا الفكر اللعين فى بعض المناطق مع إنتقال من يحملون الفكر المتطرف من القاهرة والمحافظات لشمال سيناء، وأستقطبوا بالفعل بعض أبناء القبائل، ولكنهم فئة قليلة من أبنائها، وأستخدمت هذه الفئة فى ترهيب أهالى سيناء لسنوات عديدة، ويتركز معظمهم فى منطقة شرق العريش، والشيخ زويد، ورفح، والجورة، والخزيرة، ووادى لصان، والعجرا، والقريعة، لا تمثل هذه المنطقة سوى 5% من مساحة شمال سيناء، ويختفى معظمهم فى المناطق الجبلية، ويتلقون التدريب والدعم من جهات خارجية، وجدد الضارع رفضه لإتهام القبائل بدعم الإرهاب قائلا: فى صحراء شمال سيناء مترامية الأطراف لا نكاد نسمع عن الدولة شىء، وأن ما يحدث فى الجبال والوديان يسير وفق أعراف وقوانين القوة، ويسيطر هؤلاء التكفيرين على هذه المناطق بقوة السلاح والأموال، وقوتهم هى الحاكم الفعلى فى هذه المناطق بل وأقوى من القبائل.