الأزمة الخليجية ..الي اين

الجمعة، 19 يناير 2018 01:36 م
الأزمة الخليجية ..الي اين
بقلم مني احمد

تداعيات جديدة في الأزمة الخليجية بعد اتهام أبوظبي للدوحة باعتراض طائرتين مدنيتين اماراتيتين وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة بعدما انتقل الصراع فيها إلى الجو بين الجارتين الخليجيتين ويضيف ابعادا اخري للازمة الخليجية القطرية ينقلها إلى منعطف اكثر خطورة يصل إلى مرحلة تدويل الأزمة بعد التجازوات غير المسبوقة من الجانب القطري

ياتي هذا بعد مضي مايقرب من ثمانية اشهر علي قطع الرباعي العربي مصر السعودية البحرين والامارات العلاقات مع قطر جراء دعمها للارهاب وتدخلها في الشؤن الداخلية لجيرانها العرب .

ولم يكن للامارة الصغيرة صاحبة الميول التامرية الفطرية اتجاه جيرانها ان تتحدي وتمضي في صلفها وتعنتها الا مدعومة لوجستيا من القوي الاقليمية الكبري فتركيا التي يداعبها حلم احياءالامبرطورية العثمانية  تعد أحد أكبر الداعمين لقطر في نزاعها الخليجي والذي انتقل من مرحلة المساعدات الغذائية الي المساعدات العسكرية المتمثلة في انشاء قاعدة الريان العسكرية التركية علي الاراضي القطرية. وايران العدو اللدود للخليج وجدت ضالتها المنشودة لضرب امن واستقرار الخليج  احد اكبر مطامعها اصبحت مساندا قويا لقطر في مواقفها المعادية لجيرانها اضافة الي العلاقات الاكثر تمييزا مع الجارة العبرية فاسرائيل التي لا تخفي وجهها القبيح تجمعها بقطر  توجهات وايدلوجيات مشتركة.

يساند هذة الاطروحات تضارب الواضح للسياسة الأمريكية تجاه تلك الازمة ليصب في صالح الامارة الغنية فمع كل تصاعد في الازمة نري تدخلا امريكيا من باب مختلف فتارة من باب الاجماع الخليجي المصري وتارة من الباب القطري حسب المكايدة السياسة وتبادل المصالح فمواقفها متلاعبة مثل الكراسي الموسيقية.

فبعد ان دعا ترامب في يونيو الماضي قطر إلى الكف عن تمويل الجماعات الارهابية نري البيت الأبيض يشيد في بيان له وفي ظل توتر غير مسبوق بين الدوحة وأبو ظبي بتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر بعد اتصال هاتفي شكر فيه الرئيس دونالد ترامب امير قطر علي ما وصفه بإجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله متجاهلا تطورات الازمة.

يتبقي الموقف الروسي الذي ياتي باهت الظل في ازمة العلاقات الخليجية الخليجية تحديدا ويكتفي فيه بدور المراقب عن كثب فموسكو لديها ملفات اقليمية اكثر اهمية والخلاف الخليجي يصب في اتجاه مصالحها بالمنطقة.

المشهد المرتبك ينبا بمسارات تصعيدية وسيناريوهات تضع المنطقة العربية والخليجية خاصة علي حافة خطيرة اذا ماوضعنا امامنا المشهد كاملا بكافة تفاصيله المتاججة في جميع جنباته التي تعج بالصراعات السياسية والمذهبية وتقوم علي التحالفات المتنقلة بين اكثر من لاعب.

هناك الازمة اليمنية والازمة السورية والساحة العراقية وازماتها الحدودية والانفصالية والساحة اللبنانية ومابها من توترات من ان لاخر ناهيك عن الازمة الليبية والبؤر الساخنة في الشرق الاوسط  ومؤمرات ومخططات  هنا وهناك بالمنطقة وكلا له اطماع  يقابلها صراعات نفوذ ومشهد ينذر بكارثة في حال استمرار تصعيده علي هذة الوتيرة.وفي ظل هذة التداعيات الخطيرة  اتساءل عن جامعة الدول العربية التي عجزت عن القيام باي دور لرأب الصدع في مواجهة التحديات وفشلت في اتخاذ مواقف متماسكة قوية قادرة على حل الأزمات التي تعصف بالعلاقات العربية العربية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة