عقدة الخواجة.. أفلام "الخبل" العلمي دمرت الواقع

الأحد، 21 يناير 2018 10:00 ص
عقدة الخواجة.. أفلام "الخبل" العلمي دمرت الواقع
إسراء سرحان

هناك حالة تسيطر دائمًا على عقول الأغلبية منا سواء اعترفنا بها أم لا، وهي "عقدة الخواجة" فلدينا دائمًا اعتقاد أن الحقائق التى يتناولها الغرب لا تقبل التفكير فيها مرتين من كثرة إيماننا بأن كل شئ لديهم على جودة عالية، وأن كل شئ متكامل وبدقة، ولكن إذا أمعنت النظر لبضع دقائق قليلة فقط، تجد هذه الفكرة ليست صحيحة على الإطلاق وفي أفلام الخيال العلمي على وجه الخصوص، والذي يتحاكى بها الصغار قبل الكبار.

أفلام علمية

اجتاحت ظاهرة تعلق الجماهير بأفلام الخيال العلمي خلال الآونة الاخيرة بشكل مثير للدهشة، ويعود ذلك لما تلقي عليه الضوء من مشاعر مختلفة بداخلنا مثل إثارة شعور الخوف من المجهول، والغموض الذي يسود العديد من الأشياء في عالمنا، باستخدام بعض الحقائق العلمية ولكن مع بعض "التجويد" عليها والذي يقوم بدوره بتحريف الحقيقة تمامًا.

 

فيلم الحديقة الجوارسية.. Jurassic Park

تم إنتاج فيلم "الحدائق الجوارسية" في بداية التسعينات للمخرج الفذ ستيفن سبيلبرج
، الذي حقق نجاحًا مذهلًا لا يمكن أن يوصف في سباق شباك التذاكر، كما يمكن أن نعتبره علامة بارزة في تاريخ السينما العالمية لما أثاروا من ردود أفعال، حول استخدام صور حركية مذهلة، نجحت في إظهار الديناصورات كأنها حقيقية، ومختلفة تماما عن طرق التصوير التى كانت "سخيفة" وغير متمكنة في ذلك الوقت.

الحديقة الجوارسية

وتدور قصة هذا الفيلم حول حديقة طبيعية مليئة بالديناصورات المستنسخة، يقومون بملاحقة البشر الذين قادهم تصارع الأحداث وذهبوا إليهم، وأثناء هذه المطاردات حطموا عشرات الشجيرات، فكان الفيلم يحتوي على العديد من الإمكانيات والإثارة والتشويق، التى حتما تجعلك تلتفت له.

ولكن كان هناك شئ بسيط جدًا أن استنساخ الديناصورات كان عن طريق حمض نووي من أحشاء بعوضة عمرها 25 مليون سنة، صادفت أن وقفت على كتف ديناصور ما فى هذا الزمن البعيد، هذا الأمر لا يحتاج إلى عالم متخصص في الهندسة الوراثية، ليعرف أن هيكل الحمض النووي للديناصور سيكون قد تكسّر إلى قطع صغيرة، واختلط بآلاف المكونات الأخرى التى التهمتها البعوضة، بالإضافة إلى المادة الوراثية الخاصة بالحشرة ذاتها، بالإضافة إلى إمكانية التحفظ على بعوضة لمدة 25 مليون سنة.

 

فيلم يوم الاستقلال.. Independence Day

في عام 1996، أخرج رولان إيمريش، هذا الفيلم، والذي عرف عنه دائمًا ومن خلال ما أوضحته الأغلبية العظمى لأفلامه، اهتمامه الخاص بالظواهر الطبيعية والمناخية، كانت قصة هذا الفيلم تدور حول سفينة فضاء، تحمل على متنها عشرات المخلوقات الفضائية، التى تشبه رؤوسهم أكباد الدجاج، وكانت تسبب الصداع المستمر لجميع الأناس للطريقة التى كانوا يتواصلون معهم بها.

independence-day

حسبما ذكر الفيلم كانت كتلة السفينة الفضائية ربع كتلة القمر، ومعلقة في مدار ثابت بالقرب من الأرض، الحقيقة أن سفينة فضائية بهذه الكتلة، وبهذا الحجم تحلّق بهذا القرب من الأرض، وكانت تطلق الأشعة الليزرية بكثافة شديدة جدًا لتدمير المباني الضخمة، بجانب قتل البشر على الكوكب.

الشئ المثير للدهشة في هذا الفيلم أن سفينة فضائية بهذا الحجم وبهذا المقدار من القرب لسطح الأرض لا تحتاج لكل ذلك للقضاء على البشرية، يكفي فقط اقترابها بهذا المقدار، فهذه المواصفات وحدها كفيلة بنشوء قوة جذب مغناطيسية للسفينة، سوف تؤدي إلى موجات مد هائلة، ومئات الزلازل والبراكين، تحدث تأثيرا هائلا على الكوكب، أكبر بكثير من إصابة سكانه بالفزع، وجعلهم يركضون بلا هدف، حسبما نشرت مجلات علمية أجنبية.

 

فيلم المعركة الفاصلة.. Armageddon

هذا الفيلم لم تتوقف أخطاؤه العلمية علينا نحن كمشاهدين فقط، فحسبما انتشر خلال فترة عرض الفيلم والتى تعود إلى نهاية التسعينات، رصدت وكالة ناسا 168 خطًئا علميا فى هذا الفيلم، فالمغالطات في هذا الفيلم لا تحتاج أن تكون عبقريًا فلكيًا، حتى تدرك مدى تدهور الأحداث بشكل "سخيف".

المعركة الفاصلة

وكانت أكبر الأخطاء الفجة في هذا الفيلم، هو تفتيت كُويكب هائل بحجم ولاية تكساس بقنبلة نووية، فالبشر لا يمتلكون قنبلة نووية يمكنها أن تحدث نصف هذا التأثير في الأصل، وذلك مع التغاضى عن حجم الانفجار، الذي قد يصيبك بهستريا من الضحك عند مشاهدتها.

 

فيلم بعد الغد The Day After Tomorrow

أخطاء هذه الأفلام لم تتوقف فقط كون مشاهد لاحظها أثناء المشاهدة، فهناك أفلام من كثرة أخطائها الفجة تحدث عنها علماء في الجامعات العالمية، وذلك مثل فيلم "بعد الغد"، حيث في عام 2004 وقت عرضه، علق بروفسور فى علم المناخ بإحدى الجامعات الأمريكية، على هذا الفيلم قائلًا "علاقة هذا الفيلم بعلم المناخ مثل علاقة فرانكنشتين بجراحة نقل القلب".

بعد الغد

حيث كان يتناول هذا الفيلم قضايا المناخ والاحتباس الحراري، الذي على إثرها تم غرق مدينة نيويورك بشكل كامل نتيجة لذوبان الجليد خلال عدة أيام، ولكن هذا الأمر بالشكل طبيعي يمكن أن يحدث لكن ليس بمثل هذه "الهراءات"، فيحتاج علميا إلى ذوبان كل ثلوج القارة القطبية الجنوبية، وفرضًا إذا حدث ذلك تضطر بتوجيه كل أشعة الشمس إلى القطب الجنوبي للأرض، ففى هذه الحالة سيذوب الثلج خلال عامين ونصف تقريبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق