"عزرائيل المراسي النهرية" يحصد الأرواح في أسيوط (صور)

الإثنين، 22 يناير 2018 02:00 م
"عزرائيل المراسي النهرية" يحصد الأرواح في أسيوط (صور)
المراسى النهرية تحصد الأرواح

تحولت المراسى النهرية بمحافظة أسيوط إلى قنبلة موقوتة تهدد حياة المواطنين، بعد أن غابت عنها إجراءات السلامة والأمان، أو اتخاذ أي إجراءات من شأنها حماية السيارات، أو الدراجات البخارية أو المركبات التي تنتظر على هذه المراسي استعدادا للمرور.

فـ"المراسي النهرية" تم تصميمها بهدف حماية المركبات على جانبي الترعة الإبراهيمية التي تقسم قرى ومراكز محافظة أسيوط بشكل طولي، إلا أنها تسببت مؤخرا في حادثين منفصلين بأسبوع واحد راح ضحيتهما 5 أشخاص غرقا وأصيب 6 آخرين، عقب انزلاق السيارة التي تقل طلاب بمركز القوصية، ليلقي 4 طلاب حتفهم غرقا ويصاب 4 آخرين تم إنقاذهم من قبل الأهالي.

كما لقي شخص مصرعه وأصيب آخر بعد انزلاق جرار زراعي كان يقل جثمان ميت ومشيعيه من ناحية منفلوط إثناء انتظارهم على المرسى انتظارا لانتقالهم إلى الناحية الشرقية حيث مركز أبنوب.

المراسى النهرية (3)

ويقول عبد التواب عبد الرشيد أحد الأهالي، إن المرسي الموجود بقرية المعابدة والذي تقف عليه السيارات والجرارات غير صالح لأن يكون مرسى من الأساس فهو عبارة عن انحدار في أرض من أول الشارع الرئيسي.

ويضيف " يجد قائد المركبة بوابة حديدية يتم أخذ تذكرة مرور ثم لا تجد إلا أرض منبسطة تقف عليها السيارات، وتعتمد على الفرامل حتى وصول العبارة النهرية التي تقل السيارات إلى الجانب الآخر، دون وجود فاصل بين المكان التي تقف عليه المركبات والنيل"، مطالبا بانشاء كوبري بين قرية المعابدة، ومركز منفلوط تيسيرا على المواطنين.

المراسى النهرية (4)

ويقول خالد صادق البريشى من قرية المعابدة، إن حادث انجراف الجرار الذي يقل جثمان المتوفى قادما من مركز منفلوط إلى القرية كان حادثا محزنا منه لوفاة رجل آخر، فضلا عن حرمة جثمان الميت الذي كاد أن ينجرف مع المياه، وكل ذلك بسبب سوء المراسي والعبارات في آن واحد، مشيرا إلى تكرار الحوادث بسبب سوء المراسي وسوء العبارات أيضا.

وأضاف صلاح منصور من مركز القوصية: "منذ سنوات وهذه العبارات والمراسي تحصد أرواح عشرات الأطفال والأشخاص، لأنه لا يوجد أي وسائل من وسائل الأمان ولا حتى الاهتمام بالبشر، ولابد من وضع حل لهذه الحوادث التي يروح ضحيتها الأطفال والكبار بسبب عمق الترعة الإبراهيمية وتهالك المراسي والعبارات النهرية".

ومن جانبه أوضح سامح عمر طالب من مركز منفلوط أن الحوادث بسبب المراسي النهرية مستمرة ، وأكثر عرضة لها الطلاب الذين يتنقلون يوميا من جانبي الترعة الإبراهيمية ذهابا وإيابا بشكل يومي.

المراسى النهرية (5)

وقال راشد أبو العيون عضو مجلس النواب عن دائرة القوصية، إن هناك عدة مراسي بالقوصية منها مراسى خاصة أقامها الأهالي بالجهود الذاتية على النيل مثل عزبة الفيومى، والمرسى الجديد، ودير القصير، ومرسي الفطامية البحرية.

أما المرسى الحكومي الرئيسي فهو مرسى عزبة يونس والذي يربط القصير شرق بالقصير غرب، علما بأن سكان القصير ودير القصير يزيد تعدادهم السكانى عن 14 الف مواطن، مضيفا أن المراسي لا يوجد بها أي خدمات نهائيا حيث تنزل السيارة عن طريق منخفض، ولا توجد حواجز بين النيل ومكان انتظار السيارات، ولا ضفره حجرية على الشاطئ من الناحيتين.

وأوضح أن مرسى "عزبة يونس" محل الواقعة يربط بين القصير ودير القصير تكثر به الحوادث والوقوع والغرق من الناحيتين وهذه ليست الحادثة الأولى، كما أن العبارة النهرية الرئيسة لا تصلح لنقل الركاب نهائيا ومتهالكة، مطالبا بعبارة جديدة، مؤكدا أنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية الحلية ووزير النقل والمواصلات ووزير الري في هذا الشأن.

المراسى النهرية (6)

وقال النائب حلمي أبوركبة عضو مجلس النواب عن دائرة منفلوط إن شخصا لقي مصرعه وأصيب آخر أثناء تشييع جثمان سيدة، بعد أن أنزلق الجرار الذي يقل جثة السيدة المتوفاة ومشيعيها بالترعة الإبراهيمية أثناء انتظارهم العبارة النيلية لتقلهم إلى قرية المعابدة من الناحية الشرقية لدفن السيدة، وقام الأهالي باستخراج جثمان السيدة، بينما لقى شخص آخر مصرعه.

وأوضح أبو ركبة أن المرسى الخاص برسو العبارات النيلية من ناحيتي منفلوط والمعابدة بمركز أبنوب لا يصلح إطلاقا لانتظار السيارات والجرارات الزراعية التي تمر من الناحيتين، موضحا أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير التنمية المحلية والنقل والمواصلات في هذا الشأن وأنه لابد من إصلاح هذه المراسي أو تجهيزها بما يتناسب بأن يكون مكان الانتظار مكانا آمنا.

المراسى النهرية (7)

ومن جهته، قال المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط أنه يتابع بشكل تفصيلي الواقعتين الخاصتين بالإنزلاقات في الترعة الإبراهيمية والأسباب التى أدت إلى ذلك، مؤكدا أن الواقعة الأولى كان السائق شريك أساسي بسبب رعونته وسبب محاولة سباق سيارة أخرى، وهو نص اعترافاته أثناء السير في التحقيقات أما الواقعة الثانية فكان جرار زراعي ولا يوجد فيه فرامل كافية نظرا لزيادة الحمولة بالإضافة لوجود أيباب متعلقة بوجود انحدار بسيط في المرسى الذي كان يقف عليه.

المراسى النهرية (3)

وأوضح المحافظ أنه جار تشكيل لجنة فنية مكبرة لحصر المراسي النهرية الموجودة في محافظة أسيوط ودراسة المواصفات الفنية التى من المفترض أن تكون عليها هذه المراسي ومراعاة أوجه القصور فيها لتطبيق وسائل الأمان الكافية وإصلاح ما يوجد به قصور، مؤكدا أنه يأخذ على عاتقه أي موضوع يتم طرحه للنقاش، وفيه المصلحة العامة للمواطنين وأن الدولة لا تألو جهدا في معالجة موروثات قديمة وأوجه قصور لم تكن وليدة هذه المرحلة وأن هناك خطة لمعالجة هذه الأمور حتى نصل لأفضل خدمة يطلبها المواطن المصري بشكل عام والأسيوطي بشكل خاص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق