من الضرب للنكات للأغاني للأمثال.. " القفا " بيتحمل كثير

 ارتبط ضرب القفا عند المصريين بمعني الذل والإهانه وبقي اسم القفا يتردد علي كل موقف معنوي يهان الإنسان فيه أو يضر فأصبح معني "القفا " واسع المجال، وليس مقتصرا على الضرب فقط على مؤخرة الرأس، فيذكر المعني في أكثرمن حاله فيقال هذا رجل " قفا " أي ليس عند كرامة ويقال أيضا عند تعرض الإنسان لموقف محرج "أما أنا أخذت حته قفا " كما إنتشرت الصفحات علي موقع " الفيس بوك " التي تتحدث علي ضرب القفا ويتابعها مئات الالاف من الشباب مثل صفحة ضرب "القفا شفا " "والضرب القفا ادمان ".

 

وعادة ضرب القفا معروفة عند المصريين منذ عهد الفراعنة فكان جزاء السارق هو الضرب على " القفا " وقد أصبحت أمثال الضرب علي القفا جزء من تراثنا الشعبي وانتشرت كثيرمن الامثال علي مؤخرة الرأس مثل ( علي قفا من يشيل و شايفني مختوم علي قفايا )

ولأنها ليست ظاهرة مستحدثة، يسرد ''صلاح عيسى''، الكاتب الصحفي، أحد المواقف الشهيرة بتاريخ مصر الحديث، للكاتب ''محمد المويلحي'' صاحب كتاب ''حديث عيسى بن هشام''، ضُرب فيها على قفاه، حيث تعرض إليه أحد الأعيان بمقهى، فقد كان ''المويلحي'' معروفًا بنقده للشخصيات العامة ومهاجمة الصحف المعاصرة، لذا حدث ما حدث، وخصصت أحد الصحف المعارضة للمويلحي باب تناولت لأشهر عديدة نقد له وزجل ''شماتة''، حتى أن أمير الشعراء ''أحمد شوقي'' هجاه ببيت '' خدعوه بقولهم فيلسوف حتى هوت على قفاه الكفوف''.

وليس المويلحي الوحيد الذي ضرب على قفاة فكثير من السياسين والاعلاميين في العصر الحديث ضربهم خصومهم علي قفاهم لينالوا منهم وأشهرهم رئيس حزب الوفد  السيد البدوي الذي ضرب على قفاه في ميدان التحرير عام 2012  وكذلك الاعلامي أحمد موسي ويوسف الحسيني.

كما تعرض" فيلم "الكيف بطولة الفنان محمد عبد العزيز  لمنطقة مؤخرة الرأس وفي أغنيته الشهيرة بالفليم عندما جاءه " الستموني " وعرض عليه أغنية (القلب منك مليان جفا والصبر من قلبي اتنفي وضاع معاك كل الصفا ..ضيعته بعندك يا قفا اه يا قفا )وعندما اعترض محمود عبد العزيز علي كلمة القفا  فقال له(الستموني)  ليه التجديد كل الناس بتغني للقلب والعيون والخدود وناسين القفا مع ان بيستحمل كثير 

هناك نكتة معروفة انتشرت في أواخر عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تقول إن مبارك تعجب من صبر هذا الشعب وتحمله للظروف الصعبة فأراد أن يستفز الناس فقرر عمل "كمين" فوق كوبري 6 أكتوبر تكون مهمته أن يتم إنزال المواطن من سيارته وضربهم علي قفاهم وطلب من المسئولين نقل نتائج التجربة إليه وإطلاعه عليها بل وجلس يراقبها من خلال الكاميرات ولم يشكو أحد حتي ظهر شخص في الكاميرا ثائراً وغاضباً فطلب مبارك من المسئولين ألا يتعرضوا لهذا المواطن وان يحضروه إليه فأخيرا وجد ضالته..

وعندما حضر المواطن أمام مبارك قال له مبارك تحدث ولاتخف فقال له ياريس "ما يحدث حرام.. الطوابير أمام الكمين تمتد لعدة كيلو مترات وتعطل الناس عن مصالحها.. فقال له مبارك وما هو اقتراحك قال له المواطن "ارجو زيادة عدد الذين يتولون ضرب الناس علي قفاهم حتي نختصر الوقت" ويبدو أن حسني مبارك وأعوانه صدقوا هذه النكتة وعاشوها ولم يفيقوا منها إلا علي أحداث ثورة 25 يناير.

متخصصون في الاجتماع والطب النفسي رأو أن الضرب على القفا نوع من الذل والمهانة لكرامة الإنسان، إن ضرب الإنسان على قفاه يُمثل له إهانة كبيرة، ومن الناحية الطبية إذا كان الضرب شديد سيؤدي ذلك إلى التأثير على فقرات الرقبة والعمود الفقري وخلايا المخ بشكل عام، مما قد يتسبب في شلل بعض الأطراف لدى الإنسان.