لماذا يحاسبنا الله على "القضاء والقدر" ؟..الشيخ مصطفى راشد يجيب

الثلاثاء، 23 يناير 2018 06:00 ص
لماذا يحاسبنا الله على "القضاء والقدر" ؟..الشيخ مصطفى راشد يجيب
مصطفى راشد
عنتر عبداللطيف

قال الدكتور مصطفى راشد رئيس الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام أن القضاء والقدر لهما عدة تعريفات وضعها بعض الفقهاء لكن سنبدأ أولاً بمعنى القضاء والقدر في اللغة : القضاء لغة : هو إحكام الشيء وإتمام الأمر، وأما القدر فهو في اللغة بمعنى التقدير ،ثانيا : تعريف القضاء والقدر في الشرع : فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه. والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع. وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه: الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه وقد استدلوا على ماهية القضاء والقدر لبعض الآيات والأحاديث منها قوله تعالى " إنا كل شئ خلقناه بقدر " القمر/49 .

511388
 

وقوله تعالى: " وكان أمر الله قدرا مقدورا " الأحزاب/38 . وقوله تعالى : " وأن الله قد أحاط بكل شيء علما " الطلاق/12 . وقوله تعالى : " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " الحج/70  وقوله تعالى : : وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " التكوير/29 . وقوله تعالى: " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ " الزمر/62- وقوله تعالى : "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون " الصافات/96 . وقال تعالى: " لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " "الأنفال: 42، 44]"وغيرها من الآيات ثم من الأحاديث قوله " ص " : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " منسوب لصحيح مسلم "2653 " وقوله "ص": "وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ؛ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ ) – وغيرها من الأحاديث.

يتابع رشاد :"وقد ذهب البعض إلى أن القضاء والقدر شىء واحد ، كما قال البعض أن القضاء والقدر هو أمر الله لا مفر منه ولا إعتراض عليه ، وهو مادعا البعض للبحث فى مسألة هل الإنسان مٌسير أم مُخير ،ومنهم من قال بأنه مُسير ومنهم من قال بانه مُخير، ومنهم من قال أنه مسير فى بعض الامور ومخير فى غيرها وحتى لا نُصعب الأمر على القراء فنحن نرى ببساطة أن الإنسان مُخير فى بعض الأمور مثل شهواته وإختياراته وتصرفاته وأفعاله، لكنه مُسير فى أمور أخرى مثل إختيار الابوين وتاريخ ميلاده ووقت الوفاة ، وهذا لا يتعارض مع النصوص السابقة التى ذكرناها لأن الله عنده علم الغيب أى العلم الازلى ، أى أنه يعلم أن زيد من الناس مثلا سوف يأتى للحياة من ابوين فلان وفلانة بعد مليون عام ، وأن زيد سيختار أفعاله وتصرفاته فكتب الله ذلك عنده فى اللوح المحفوظ لقوله تعالى فى سورة النجم " وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ "39"، لكن من رحمة ربنا أنه أعطانا فرصة أخرى إذا قررنا وقت التنفيذ تغير السىء بالحسن فتكتب الحسنة وتمحى السيئة ".

يضيف:" لأن رحمة الله وغفرانه لا حدود لهما ، وليس كما صوره مشايخ وفقهاء الإجرام والعنف والدم بأحكام ردة وعذاب قبر ورجم وقتل فقد اتو بشرع غير الشرع لان الله ترك للإنسان مساحة للتفكير ، لذلك أعطاه العقل ليميز ويختار من تجاربة وقناعاته ونصحه بالمشورة دون فرض أو وصاية أى بإرادة حرة --- وغفران وتسامح الله مع الإنسان ليس له مثيل وإن زنى أو سرق كما قال:- سيدنا النبى على لسان أبى ذر الغفارى رضى الله عنه أنه قال :- " أتيتُ النبيَّ "ص" وعليه ثوبٌ أبيضُ ، وهو نائمٌ ، ثم أتيْتُه وقد استيقَظَ ، فقال : ما مِن عبدٍ قال : لا إلهَ إلا اللهُ ، ثم ماتَ على ذلك إلا دخَلَ الجنةَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال : وإن زنى وإن سَرَقَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال: وإن زنى وإن سَرَقَ . قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ ؟ قال : وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ

جاء ذلك فى معرض رد " راشد " على سؤال حول ماهية القضاء والقدر ولماذا يحاسبنا الله طالما كتب علينا القضاء والقدر؟ 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق