في طي الكتمان .. مصير كتيبة عقبة بن نافع فرع القاعدة في المغرب العربي

الإثنين، 22 يناير 2018 09:36 م
في طي الكتمان .. مصير كتيبة عقبة بن نافع فرع القاعدة في المغرب العربي
كتيبة عقبة بن نافع
محمد الشرقاوي

في طي الكتمان، هكذا أصبحت الصورة لكتيبة عقبة نافع الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فالضربات الأمنية المتوالية والناجحة للقوات التونسية والجزائرية نجحت في تنفيذ حالة من "التهتك" للتنظيم الإرهابي.

آخر الضربات التي وجهتها وزارة الداخلية التونسية، كانت السبت الماضي، حينما قتلت القوات الخاصة الزعيم الجديد لكتيبة عقبة بن نافع، في نفس العملية التي قتل فيها أحد مساعدي زعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود.

بلال القبي، هو مساعد عبد الودود درودوكال، قتل في كمين بتونس في جبل سمامة، حينما كان في لإعادة تنظيم فرع القاعدة في تونس - كتيبة عقبة - بعد الضربات التي تلقاها هناك في السنوات الأخيرة، هو من أصل جزائي.

العملية كانت موجعة للتنظيم الإرهابي، فالقبي لم يكن وحده، بل كان بصحبته حمزة النمر واسمه الحقيقي البشير بن الناجي، أمير سرية عقبة بن نافع، يبلغ من العمر 35 سنة، التحق بالجماعات الإرهابية الجزائرية في 2003، كان الدليل لكتيبة عقبة في تنقلاتها بين تونس والجزائر لمعرفته الواسعة بالمسالك الجبلية بين البلدين.

تحكي مواقع تونسية عن بلال القبي، أنه قدم مؤخرًا من ليبيا إلى جبال القصرين وذلك لإعادة ترميم كتيبة عقبة إبن نافع التي تلقت مؤخرا ضربات أمنية قاسية بعد قتل وإلقاء القبض على أبرز قياداتها، وآخرهم القيادي التونسي ''برهان البولعابي''.

ويعتبر القبي نقطة الربط بين تنظم القاعدة بليبيا وكتيبة عقبة ابن نافع بتونس وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي.

وعن تفاصيل العملية، قالت إن البداية حين تابعت الوحدة المختصة للحرس الوطني تحركات عناصر إرهابية طيلة 3 أيام، وفي مساء يوم 20 يناير بمنطقة تربخانة عمادة البراهمية معتمدية سبيطلة ولاية القصرين قريبة من جبال سمامة، تم تبادل إطلاق النيران مع تلك المجموعة الإرهابية وذلك بناء على معلومات مفادها قيام مجموعة إرهابية تتكون ما بين 4 و6 عناصر تتولى النزول ليلا من جبل سمامة لرصد تحركات الدوريات الأمنية والعسكرية ومداهمة المنازل القريبة من الجبل المذكور للاستيلاء على المواد الغذائية.

من جملة الخسائر، في أغسطس من العام الماضي قتلت القوات الخاصة التونسية الجزائري مراد الشايب، وعدة قادة آخرين، ما دفع مراكز بحثية تقول إن التنظيم في منطقة شمال إفريقيا يخسر يوما بعد يوم قادته البارزين، الذين وقع تصفية أغلبهم على الأراضي التونسية، ويواجه حصارا شديدا على معاقله في الجبال، الأمر الذي حدّ من نشاطه في السنوات الأخيرة وأضعف قدرته على شن هجمات إرهابية خاصة في تونس والجزائر.

يضيف مراقبون أن التنظيم الإرهابي يعاني من حالات انشقاقات كبيرة  في شمال أفريقيا لصالح داعش، خاصة بعد هزائمه المتكررة في تونس، وهو ما دفع بلال القبي مساعد أمير التنظيم الأم في المغرب العربي إلى التوجه إلى تونس لعلاج الانقسامات وهيكلة السرية مرة أخرى.

وتأتي تحركات التنظيم لإعادة هيكلة روافده الإرهابية في ظل الوضع المتردي لتنظيم داعش، وعزمه على تولي زمام الساحة الإرهابية في العام الجديد.

أقوى الضربات الموجعة للتنظيم، كانت في إعلان السلطات التونسية في يوليو 2015 مقتل خمسة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم ثلاثة من كبار قادة التنظيم على رأسهم "مراد الغرسلي" في عملية نفذت في جبل بوعمران بولاية قفصة جنوب البلاد، وقبلها بأشهر تم القضاء على القيادي المصنف خالد الشايب الملقّب "بلقمان أبو صخر"، الذي قام مخطط هجوم متحف باردو في 18 مارس عام 2015، الذي أسفر عن مقتل 24 شخصا بينهم 21 سائحا أجنبيا من جنسيات مختلفة.

الوضع في تونس قريب الشبه بالجزائر، فقد قتل 90 إرهابيا من تنظيم القاعدة بينهم عشرات القادة في مواجهات مع الجيش خلال الـ2017، وتم اعتقال 40 إرهابيا، بينما سلم 29 إرهابيا آخرا أنفسهم للسلطات العسكرية، كما أوقفت وحدات الجيش 203 عناصر دعم وإسناد للمجموعات الإرهابية، وهو العام الثالث على التوالي الذي تشهد فيه الجزائر تراجعا في عدد العمليات الإرهابية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق