العثور على سفينة " سان خوسيه" بكل كنوزها
الجمعة، 25 ديسمبر 2015 04:30 ص
سان خوسيه: نهاية شهر(مارس) من عام 1708 واجه قبطان سفينة " سان خوسيه" صعوبات خطيرة، ففي حين كان عليه قيادة سفينته الى بر الأمان متحديا العواصف العاتية قبالة مرفأ بورتوبيلو وهو اليوم باناما القريبة من كولومبيا ومن جهة اخرى كان عليه الحافظ على حمولة السفينة.
كانت السفينة آنذاك تشحن كميات كبيرة من الذهب والفضة والزمرد من كولومبيا لايصالها الى أسبانيا. وكانت أسبانيا تريد عبر هذه المعادن الثمنية تمويل حربها ضد الانجليز الذين كانوا كما يبدو يدركون أهمية ما تقله السفينة ما دفع الادميرال الانجليزي شارل واغار قائد الاسطول المرابط في المياه للعمل على عرقلة سيرها والاستيلاء على حمولتها. وبعد معارك حامية الوطيس في البحار العالية لم تتمكن " سان خوسيه " من المقاومة فغرقت بما فيها من حمولة ثمنية.
وظل البحث عن السفينة الغارقة سنوات طويلة الى ان حدث خرق وكشف عن مكانها، ما دفع رئيس جمهورية كولومبيا خوان مانويل سانتوس للاعلان بنفسه في مؤتمر صحفي عن ذلك، بالقول انه وبعد بحث دام طويلا قبالة الساحل الكولومبي تم العثور على حطام السفينة الشراعية الغارقة، وهو اكتشاف يعتبر كبيرا أو الأكبر في تاريخ غرق السفن القديمة، ، ان من حيث القيمة التاريخية للحمولة الغارقة او مقتنياتها النفيسة، وهذه السفينة لم تتمكن من مواجهة المدافع الانجليزية والعواصف العاتية فغرقت وغرق معها أكثر من 600 بحار أسبانيا.
وكان فريق من معهد علوم الانسان والتاريخ في الكلية البحرية الكولومبية قام بعملية البحث المضينة لسنوات طويلة الى ان عثر على أجزاء من الحطام. إلا ان البحث لم يكن بالامر السهل، اذ تمت الاستعانة بأجهزة دقيقة ومتطورة وإنسان آلى بسبب عمق مكان السفينة الغارقة وعلماء لهم خبرة طويلة من بينهم عالم شارك في عمليات البحث عن سفينة " تيتانيك"، كما ساعد في إنجاح عمليات البحث الاعتماد أيضا على كاميرات خاصة تعمل في المياه العميقة وأجهزة استشعار، وفي الـ 27 من الشهر الماضي تم تحديد المكان، في قعر البحر قبالة مدينة كارتاغينا بالقرب من جزيرة روزاريو الكولومبية، وتردد بان المكان يبعد حوالي 50 لكم من الشاطئ الكولومبي.
أسلحتها دلت عليها
وما أكد ان السفينة التي عثر عليها هي " سان خوسيه" هي الأسلحة التي وجدت في داخلها والأوان والكوؤس، ايضا المدافع من البرونز وكانت تصنع خصيصا لهذه السفينة، وحسب قول مدير معهد البحوث الانسانية والتاريخية الذي شارك في البحث كل هذه العناصر دليل على حقيقة ما عثر عليه. وسوف تبنى الحكومة متحفا خاصا من اجل عرض المقتنيات وتقدر قيمتها ما بين ال3 و20 مليار دولار.
ولقد واجهت كولومبيا مشاكل قضائية مع شركة سي سيرتس أرمادا الأميركية المتخصصة في عمليات البحث والتنقيب عن الكنوز في أعماق البحار. ففي ثمانينات القرن الماضي تمكن علماء هذه الشركة من تحديد مكان غرق السفينة " سان خوسيه" وارادت رفع الكنز مقابل حقها بالحصول على نصفه، الا ان الحكومة الكولومبية رفضت يومها العرض، وبسبب خلاف الطرفين شهدت قاعات محاكم دولية نزاعا قانونية صعب دام سنوات طويلة، لكن في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2011 وبشكل غير متوقع رفضت محكمة أميركية كل مطالب شركة سي سيرتس أرمادا بعد ان اعتبرتها لا تستند على أساس من الصحة، بعد ذلك ورغم خسارتها القانونية تحاول الشركة الأميركية الحصول على حصة كافية لانها حسب قول مسؤل فيها قدمت معلومات قيمة عن مكان السفينة بعد عمليات بحث طويلة، فيما اكدت ماريانا كارسيس وزيرة الثقافة الكولومبية على عدم الاستفادة الكبيرة من البحث الأميركي ما جعل الاستعانة بالتقنيات المتطورة والجهود المضنية العامل الأساسي لتحديد موقع السفينة.
وتحاول الحكومة الكولومبية التعتيم على المعلومات المتعلقة بالكنز وما اذا كان مازال في بطن السفنية ام ان اختصاصيين انتشلوه، خوفا من عمليات السرقة، اذ أشارت معلومات بان سفينة " سان خوسيه" كانت تحمل 11 مليون قطعة ذهب وآلاف من السبائك الذهبية .