الفساد الرياضي يضرب المنظومة الرياضية العالمية

الجمعة، 25 ديسمبر 2015 07:02 ص
الفساد الرياضي يضرب المنظومة الرياضية العالمية

مسلسل الفضائح كان الأسرع، مستوى الفساد كان الأعلى، والشكوك حول القيم المفترضة للرياضة كانت الأقوى فى سنة 2015.
الاتحاد الدولى لكرة القدم، المنشطات فى روسيا، ابتزاز فى المنتخب الفرنسى، كانت بين مسلسل القضايا المعروضة على المحاكم والتى هزّت عالم الرياضة والمرشحة للاستمرار فى 2016.

يقول الإنجليزى باتريك نالى أحد أقطاب التسويق الرياضى لوكالة "فرانس برس": "هناك ضغط هائل على الرياضة لتغير ممارساتها لتصبح أكثر شفافية".

تغيرت مفردات الرياضة هذه السنة، فمن ورقة المباراة، سوق الانتقالات والحكام، أصبحت: أمر قضائي، طلبات تسليم، مكتب التحقيقات الفدرالى وقضاة التحقيق. الميدالية الذهبية أحرزها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) من دون أى منازع، بعد معاناته من أخطر فضيحة فساد منذ تأسيسه قبل أكثر من مئة عام.

هى المنظمة الرياضية الأقوى فى العالم بما يساوى قوة دولة بأكملها، بما أن كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية فى العالم.

الفساد قنبلة انفجرت فى وجه الجميع منذ سنوات، تضخمت شبهات الفساد إلى أن انفجرت فى مايو الماضي، وكان الانفجار مدمراً، بعدما اعتقل أبرز مسؤولى اللعبة وخصوصاً من القارة الأميركية، وتم سحبهم من فندق فاخر فى زيوريخ بطلبات قضائية أميركية.

الرئيس المنتخب لولاية خامسة، السويسرى جوزيف بلاتر، يعلن استقالته بعد أيام تحت الضغوط، ثم يوقف ويتم اتهامه من قبل السلطات السويسرية.

خليفته المنتظر الفرنسى ميشيل بلاتينى، سار على طريق الإيقاف عينه لدفعة مشبوهة من الأول إلى الثانى بقيمة 1.8 مليون يورو.

رئيس جديد قد ينتخب فى 26 فبراير المقبل وسيكون على عاتقه مهمة بالغة الصعوبة تتمثل بإعادة الثقة فى المنظمة المهترئة.

تؤكد الألمانية سيلفيا شنك المتخصصة الرياضية فى منظمة مكافحة الفساد الدولية، لوكالة فرانس برس: "أصيب الناس بالاشمئزاز بسبب ذلك. البعض يعتقد بأن التغيير لن يحصل، ويأمل آخرون بتغيير جذرى بين ليلة وضحاها. أى من الافتراضين ليس جيداً: سوف يستغرق وقتاً طويلاً ليتغير فيفا من العمق".

حرب باردة تم اتهام 39 شخصاً حتى الآن من قبل القضاء الأميركي، الذى يعتبر أن مستوى الفساد فى فيفا "لا يمكن تصوره"، وبحسبه فإن 200 مليون دولار أميركى من العمولات جاءت على شكل رشاوى فى أروقة الاتحاد الدولى منذ 1991.

ألعاب القوى عانت من الفساد هذا بالنسبة لكرة القدم، أما فى العاب القوى الروسية فالأمر مختلف، تنشط حكومي، عبارة تعيد إلى الأذهان الحرب الباردة، اتهام موجه إلى روسيا فلاديمير بوتين، بسبب التنشط الممنهج فى ألعاب القوى من قبل السلطات الرسمية، والذى قد يبعدها عن ألعاب ريو دى جانيرو الأولمبية الصيف المقبل.

قنبلة كمنت فى تقرير من 300 صفحة نشرته الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات نوفمبر الماضى.

بدوره، الرئيس السنغالى السابق للاتحاد الدولى لألعاب القوى لامين دياك حتى آب/أغسطس الماضي، اتهم من قبل القضاء الفرنسى بسبب تغطيته المتنشطين الروس.

هذه ليست سوى البداية، فالجزء الثانى من التقرير منتظر مطلع العام 2016 وقد يتهم كينيا مثلاً ورياضات مختلفة. الحدود كل هذه الحالات أبصرت النور بسبب الممارسات غير الشفافة للمنظمات الرياضية، ما دفع شنك إلى القول: "فى الماضى لم نكن نعلم، أو بالأحرى لم يرغب كثيرون بأن يعلموا".

هذه المؤسسات هى منظمات متعددة الجنسيات تساوى الملايين لكنها تعمل بأسس قليلة المهنية وموروثة من مرحلة ما بعد الحرب، قبل حقبة تدفق المال فى الرياضة من خلال الحقوق التليفزيونية.

تضارب فى المصالح، بحث عن التأييد وفساد: أصبحت الخطوط الصفراء غير واضحة.

من جهته، اضطر الرئيس الجديد للاتحاد الدولى لألعاب القوى البريطانى سيباستيان كو إلى التنازل عن عقده مع العملاق الأميركى نايكى بعد اتهامه بتضارب فى المصالح حول منح مدينة يوجين الأميركية حقوق استضافة مونديال القوى لعام 2021، والمرتبطة بالعلامة الأميركية الشهيرة. وهنا أيضاً القضاء الفرنسى يحقق.

تنظيم مونديال ألمانيا 2006 لكرة القدم كان محط جدل واسع بسبب تهم فساد. وصف القيصر فرانتس بكنباور المطارد بدوره بهذه التهم كيفية الحصول على الاستضافة: "لقد ذهبنا إلى الحد الأقصى"، لكن ما هى هذه الحدود؟ يتوقع باتريك نالى: "بعد هذه الإضاءة على اتحادى كرة القدم وألعاب القوى سيأتى دور باقى الاتحادات الرياضية".

الفضائح لعب دور البطولة فيه المهاجم الفرنسى كريم بنزيمة لاتهامه بقضية ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا. الجنس، المال، الإذلال والعدالة، كوكتيل فريد من نوعه بين زميلين فى منتخب وطنى واحد.

لكن تقبله من الجماهير كان بالغ المرارة: أبعد بنزيمة عن المنتخب وسيغيب مبدئياً عن كأس أوروبا 2016 على أرضه. لم يمنع كل ذلك حقوق بيع البطولات من التضخم: 6.9 مليارات للدورى الإنجليزى و2.65 مليار للدورى الإسبانى فى السوق المحلى بين عامى 2016 و2019.

وبرغم آفات عام 2015، أنعش ثلاثى برشلونة الإسبانى "ميسى وسواريز ونيمار" الأجواء، وتعد كأس أوروبا وألعاب ريو دى جانيرو الأولمبية فى 2016 بإثارة تخفى ما يحصل من موبقات وراء الكواليس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق