«البوكسينج داي».. اليوم الأكثر سخونة في الدوري الإنجليزي
الجمعة، 25 ديسمبر 2015 07:52 ص
بينما تتوقف الدوريات الأوروبية عن النشاط، تستمر المنافسات فى إنجلترا فى ما يعرف بالـ "بوكسينج داى".
الدورى الإنجليزى لا يعرف الراحة فى الوقت الذى تخلد فيها الأندية الأوروبية إلى الراحة وتستمتع بالعطلة الشتوية، تسرع إنجلترا من وتيرة مبارياتها، وذلك بمناسبة تقليد عريق فى عالم المستديرة ولكنه فريد من نوعه يطلق عليه اسم "بوكسينج داى".
لا وقت للاستمتاع بعيد الميلاد السبت، مثل كل يوم بعد عيد الميلاد، يستأنف اللعب فى إنكلترا. اللعب كثيراً. أربعة مراحل من الدوري، الدور نصف النهائى لمسابقة كأس الرابطة والدور الثالث لمسابقة كأس إنجلترا: من هنا حتى 11 يناير المقبل، ستخوض بعض الأندية مثل ليفربول ومانشستر سيتى ست مباريات فى ثلاثة أسابيع.
وخوفاً من الإرهاق، يصرخ مدربون عدة لوقف هذا التقليد، كما اللاعبين الذين يحرمون من التواجد مع عائلاتهم فى فترة الأعياد. ولكن الجماهير يعشقون هذا التقليد الذى يبلغ ذروته فى كل عام مع "بوكسينج داي".
لماذا سميت مباريات البريميرليج بـ "بوكسينج داى" ؟ يوم عطلة منذ عام 1871 فى المملكة المتحدة، "يوم الصناديق" استلهم من الوقت الذى كان فيه أصحاب المنازل يعطون الخدم صناديق فيها نقوداً وهدايا وأحياناً طعاماً لأخذها لأسرهم غداة عيد الميلاد.
ومنذ ذلك الحين، يكرس "بوكسينج داى" للرياضة: لعبة الكريكيت وسباق الخيل، والركبي، وبالطبع لكرة القدم.
أول مباراة رسمية بين الأندية تعود إلى عام 1860 بين هالام وشيفيلد، وبعد مرور أكثر من 150 سنة، لا زال التقليد مستمراً.
فى شيفيلد ونزداى، الأغنية المفضلة لأنصار النادى تبقى حتى اليوم تشير إلى "بوكسينغ داى المذبحة" فى عام 1979. يومها منى المنافس التقليدى شيفيلد يونايتد بخسارة مذلة 4-0 فى مباراة تابعها 49309 متفرج، وهو رقم قياسى لا يزال صامداً حتى الآن فى مباراة فى دورى الدرجة الثالثة.
بالنسبة للبعض هو مباراة فريدة فى العام، ما يعادل قداس منتصف الليل لكن من وجهة نظر كروية حيث تتوجه عائلات بأكملها إلى الملاعب من أجل متابعة المباريات التى تلى يوم الميلاد. "فى اليوميات والصحف هناك الكثير من الحديث عن الرجال الذين يواجهون صعوبة فى التعامل مع عيد الميلاد، وذلك لأنهم غير معتادين على تمضية هذا الكم من الوقت مع عائلاتهم"، هذا ما يقوله المؤرخ الكروى فى جامعة سوانسى مارتن جونز، مضيفاً بأن "بوكسينج داي" يشكل وسيلة "للخروج من المنزل، أخذ عطلة من العائلة، تناسى الهموم لبعض الوقت".
فى العديد من العائلات، يتم التخطيط للأعياد استناداً إلى روزنامة مباريات كرة القدم، "فى عائلتي، الذهاب إلى أهلى أو أهل زوجتى يعتمد بشكل جزئى على لائحة المباريات هناك تفاهم بهذا الخصوص مع زوجتى"، هذا ما يضيفه جونز.
نتائج مذهلة على مدار تاريخ "بوكسينج داى" ما هو مؤكد أنه يجب متابعة مباريات "بوكسينج داي" لأن المفاجآت تكون دائماً على الموعد وغالباً من تكون المباريات ممتعة. ففى 1963، سجل 66 هدفاً فى دورى الدرجة الأولى ومنى إيبسويتش تاون بهزيمة مذلة 1-10 على يد فولهام.
الخسارة فى هذا اليوم بالذات تكون قاسية، فمدرب ليفربول السابق الايرلندى الشمالى برندن رودجرز ما زال يتذكر أنه وبعد الخسارة أمام ستوك سيتى عام 2012 عاد إلى منزله الذى يعج بضيوف يعيشون أجواء الميلاد إلى أقصى الحدود "لكنى ذهبت مباشرة إلى غرفتى ولم أخرج منها". وترتدى مواجهات "الديربي" أهمية مضاعفة فى هذا اليوم بسبب توفر القليل من وسائل النقل فى عطلة الأعياد، ما يضيف المزيد من الحماوة على هذه المباريات.
وفى ظل توقف الدوريات الأوروبية الأخرى، تكون الأنظار شاخصة بالكامل على الدورى الممتاز. "إنها فترة مميزة من العام بالنسبة للمشجعين، عندما يكون العالم بأكمله يشاهد الدورى الممتاز"، هذا ما قاله لاعب وسط أرسنال التشيكى توماس روزيسكى لشبكة "بى بى سي" العام الماضى، مضيفاً: "إنها فترة صعبة جداً علينا كلاعبين لكن يجب أن نتقبلها".
ماذا قال مدرب يونايتد عن مباريات "بوكسينج داى"؟ أما مدرب مانشستر يونايتد الهولندى لويس فان غال فكان أقل دبلوماسية من روزيسكى حيث انتقد بشدة مباريات الأعياد، قائلاً: "ليست هناك عطلة شتوية وأعتقد أنه الأمر الأكثر شراً فى هذه الثقافة. هذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة للكرة الإنكليزية. إنه ليس جيداً للأندية أو المنتخب الوطني.
كم مضى من الوقت على اللقب الأخير لإنكلترا؟ لأن جميع اللاعبين يصلون إلى نهاية الموسم وهم مرهقون". عام بعد عام، الضغط يزداد والأصوات ترتفع من أجل إيقاف هذا التقليد وللرد على المتذمرين منه، يعود البعض بالزمن إلى الوراء للتذكير بالخمسينات حيث كانت المباريات فى يوم عيد الميلاد و"بوكسينج داي" فى إنكلترا، والأمر ذاته فى اسكتلندا خلال فترة السبعينات.
وفى عام 1983، حاول نادى الدرجة الثالثة برنتفورد إقامة مباراته ضد مضيفه ويمبلدون فى الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم عيد الميلاد فى خطوة تهدف بحسب المتحدث باسمه إلى "إعادة إحياء التقليد القديم القاضى بذهاب الرجال إلى مباريات كرة القدم فى يوم الميلاد فيما تتفرغ النساء لطهو الحبش".
لم يحقق برنتفورد ما أراده لأن مخططه لاقى اعتراضات كثيرة فتم تقديم المباراة إلى يوم الـ24 وفاز ويمبلدون 4-3 أمام 6689 متفرجاً. "المشجعون متعلقون ببوكسينج داى لأنه جزء مما يجعل الميلاد ميلاداً"، هذا ما ختم به جونز.