الظالم والمظلوم في كارثة انتشار الخيانة الزوجية

السبت، 27 يناير 2018 02:00 ص
الظالم والمظلوم في كارثة انتشار الخيانة الزوجية
مصطفى الجمل و سلمى إسماعيل

«هتقولى مظلومة.. من الحب محرومة.. ده مش ندم يا جميل دول دمعتين تمثيل» هكذا أجاب عبدالباسط حمودة عن السؤال الذى طرحه فى مطلع واحد من أشهر مواويله الشعبية «قوليلى يا خاينة.. ليه الشيطان وزك» لم يستطع عبدالباسط أن ينتظر رد بطلته على اتهامه الشنيع، فراح يكيل التهم واحدة تلو الأخرى ويجيب هو بنفسه، ساخراً بحرقة منها مرة ومتحسراً على وجع الزوج مرات، موثقاً بكلمات لاقت انتشاراً واسعاً لقصة وثقتها صفحات الحوادث فى كافة الجرائد والمواقع الإخبارية بنسبة لا تتخطى على أقصى تقدير 10% مما يحدث فى الواقع، وقتها لم تكن جمعيات الدفاع عن المرأة وحقوقها وكرامتها- وهيئات نسوية كثيرة لا تعد ولا تحصى- نشطة بهذا الشكل الذى نراه الآن، ولو أنها كانت كذلك لظل عبدالباسط حبيس قضية لازدراء المرأة حتى وقتنا هذا.
 
بعد عشرات السنين من صدور عريضة اتهام عبدالباسط للزوجة الخائنة، وجد من يدعم قضيته، والطريف أن الدعم جاء من بنات حواء بأبحاث وإحصائيات ما كان لنجم الأغنية الشعبية أن يهتم بها أو أن تخطر بباله، سيدات تخلين عن تعصبهن لبنات جنسهن، ورحن يوجهن الصفعة تلو الأخرى لقريناتهن دون الالتفات إلى ما قد يصاحب تصريحاتهن من ضجة قد تصل بهن إلى السجن، آخرهن الباحثة منى أبو شنب، التى قالت: «إن 96% من سيدات مصر خائنات»، فقامت الدنيا ولم تقعد عليها حتى الآن، طرحنا التصريح وما صاحبه من ضجة جانباً، ورحنا نبحث وندقق فى الرقم الذى كان صادماً لنا مثلما كان صادماً لغيرنا، فالمرأة المصرية أم وزوجة وأخت ومربية وأستاذة وزميلة، لا نقبل إهانتها والطعن المرسل فى كرامتها، ولكن أيضاً ترك الأمر هكذا خيبة، ودفن للرأس فى الرمال.
 
 تواصلنا مع المجلس القومى للمرأة، حاولنا الحصول على إحصائية أو بحث أو حتى منشور يكون قد تعرض يوماً ما لظاهرة الخيانة من أى من الطرفين بإحصاء أو تحليل، إلا أننا لم نجد شيئاً من ذلك، ولم يكن أمامنا سوى العودة إلى قسم الحوادث بموقع «اليوم السابع»، حددنا عاماً كفترة زمنية نعد خلالها الحالات، يبدأ العام من 1/1/2017 وينتهى فى 1/1/2018، نقرأ خلاله أخبار القسم خبرا خبرا، قسمنا الإحصائية إلى قسمين، الأول فيه الزوج، نعد عليه عدد المرات التى ضبط فيها خائناً والأطراف التى يخون معها، وعلى الناحية الثانية الزوجة نفعل معها ما فعلناه مع الزوج، لا نتعصب لطرف على حساب آخر، ولا نبغى إثبات رقم بعينه، فنعلم تمام العلم أن الحقيقة بحث لا وصول، فكان الهدف الأكثر وضوحاً أمامنا والغاية الأسمى هو الخروج بأرقام تصبح بداية لبحث أكبر يعيننا فى وضع أيدينا على جوهر ولب المشكلة، حتى يمكن حلها.
 
الخيانة فى أرقام 
وثقت الحوادث والقضايا، على مدار العام الماضى، ضبط «الزوج» 52 مرة بتهمة الخيانة، منها 14 مرة مع نساء لا يرتبطن بعلاقة قرابة به أو بزوجته، صديقاته وساقطات تعرف عليهن فى ملاهٍ ليلية، وما إلى ذلك، بينما تم ضبطه فى أحضان بنت زوجته من زوج سابق لها 4 مرات، ثلاث منها، تطور فيها الأمر إلى حمل الفتاة، فضلاً عن أنه تم ضبطه يمارس الجنس مع نجلته 15 مرة، وحررت بها جميعاً محاضر وتم حبس الزوج على ذمة التحقيقات، الطامة الكبرى تمثلت فى ضبطه فى وضع الشذوذ، يمارس العلاقة الآثمة مع رجال آخرين 19 مرة. 
 
أما بالنسبة للسيدات فتم ضبط الزوجة بتهمة الخيانة 73 مرة، منها 8 مرات برفقة والد زوجها، و15 برفقة شقيق زوجها، و50 مرة برفقة أبناء عمها وأصدقاء لها من قبل الزواج، وأصحاب مهن كالسباك والنجار دخلوا المنزل فى غياب الزوج فنشأت العلاقة الآثمة. 
 
نشرت الصحف فى 23 - 5 – 2013 إحصائية صادرة لباحث اجتماعى يدعى أحمد محمود، أكد فيها أن عدد الأزواج الذين قتلوا على أيدى زوجاتهم فى 2013 وصلوا إلى 91 قتيلا، مشيرا إلى أن قتل الزوجات لأزواجهن كان بأدوات مختلفة، فجاء فى المرتبة الأولى استخدام السم ثم السكين أو الساطور والرصاص.
 
وتطرقت الدراسة إلى أغرب الأسباب فى حالات خيانة المرأة لزوجها وهى أن سببها الأفلام والمسلسلات والتفكك الأسرى والخيانة الزوجية مما يؤدى إلى جرائم مثل القتل ومحاكاة ما يحدث فى مثل هذه الأفلام.
 
أكدت الدراسة أن نسبة قتل الأزواج لزوجاتهم بسبب الخيانة احتلت المرتبة الأولى بنسبة 67 %، أما قتل الزوجات لأزواجهن لنفس السبب 30%.
 
يقول الباحث إن الدوافع المادية أكثر ما يدفع الزوجة إلى الخيانة لإشباع الحاجة، فضلاً عن تعامل الزوج معها بغير احترام وثالثا خيانة الزوج لها مع غيرها وأخيرا فارق السن بينهما.
 
وفقاً للدراسة، جاءت القاهرة لتشكل أعلى نسبة فى ارتكاب جرائم القتل بسبب الخيانة، حيث بلغ عدد الجرائم فيها 63 جريمة تليها محافظة الجيزة 24 جريمة.. وبعدها الإسكندرية والشرقية والقليوبية والمنوفية.
 
وأشارت الدراسة إلى أن الفئة العمرية الأكثر ارتكابا لجرائم القتل بسبب الخيانة تتراوح ما بين 30 إلى 40 سنة، حيث بلغت نسبة النساء القاتلات ممن تراوحت أعمارهن بين هاتين الفئتين 33.7% من إجمالى جرائم القتل العمد، ثم سن 20 سنة إلى أقل من 30 سنة بنسبة 27.6%، أما الفئة من سن 40 سنة إلى 50 سنة، فنسبتهن لم تتجاوز 3. 20% وكانت الفئة العمرية ما بين 16 سنة إلى أقل من 20 سنة هى الأقل؛ حيث لم تتعد نسبة القتل حاجز الـ 5% من إجمالى جرائم القتل النسائية.
 
أشهر حالة للخيانة الزوجية كشفتها دعوى أقامها «خليل. ص» فى محكمة الأسرة، مطالبًا فيها بعمل تحليل البصمة الوراثية لأولاده الخمسة، بعدما اكتشف صدفة أنه عقيم وغير صالح للإنجاب منذ ولادته، ونوع العقم المصاب به لا حل له. 
 
بدأت الكارثة عندما أجرى الزوج عملية جراحية، عقبها تأثر فى ممارسته للعلاقة الجنسية مع زوجته، ما دفعها لنهره مطالبة إياه بإجراء الكشف الطبى، لأنها لم تعدد تتحمل ذلك الأمر، وبتوجهه للطبيب، أخبره أن العملية الجراحية لن تؤثر على قدرته الجنسية ولكن الأزمة أنه ولد عقيماً بنوع ليس له علاج، ولن يستطيع الإنجاب، فكانت الصدمة، كتم الزوج غيظه ولم يخبر الطبيب بحقيقة أنه منسوب إليه خمسة أولاد، أكبرهم تخرج فى الجامعة وأصغرهم عنده عام ونصف. 
 
عاد الزوج إلى منزله، وواجه زوجته بالأمر، وبالضغط والتهديد بالقتل بعد فضح أمرها أمام أهلها وأبنائها، أخبرته بحقيقة القصة التى وقعت منذ 25 سنة، وأنها كنت تخونه طيلة هذه الفترة مع شريكه فى المصنع والذى كان يعده صديق عمره، حكت الزوجة أنها بعد عام من زواجها غضبت وذهبت لبيت أهلها، وهناك تصادف وجود شريك الزوج بالمنطقة، اقترب منها وحاول إغواءها فوقعت فى شباكه وقامت بينهما العلاقة الآثمة بمنزله، وخلال أيام عادت إلى زوجها بعد تدخل الأهل وإقناعهم بالصلح، عادت الزوجة لمنزل الزوجية بعدما وقعت فى الرذيلة، التى استهوتها فوضعت لها برنامجاً، كلما يغيب الزوج فى مهمة عمل خارج البلاد ويترك شريكه هنا، تطير هى إلى وكر الخيانة وتمارس فعلتها. 
 
أكدت الزوجة أنها ظلت تمارس جريمتها لمدة 25 عاماً، ولكنها لم تكن تعلم ولم تشك للحظة أن أولادها من عشيقها، لا سيما أنها كانت لا تقصر نحو الزوج فى أداء العلاقة الزوجية، اعترفت الزوجة أمام المحكمة بتفاصيل الواقعة كاملة، ونجح الزوج فى رفع نسب الخمس أولاد، ليلقى حتفه بعدها بأزمة قلبية. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق