أحمد مراد في أرض الإله

الأحد، 28 يناير 2018 03:40 م
أحمد مراد في أرض الإله
إيهاب عمر

قبل يناير 2011 كان لدى وقت أكبر للقراءة في ادب الرواية والقصة والشعر بدلاً من التفرغ لأدب السياسة والتاريخ كما جرى لاحقاً، كذا كان للصحافة الأدبية قسطاً مما اكتب كمحرر ادبي لم يدعى يوماً الترقي لمنزلة النقاد.

ومن ضمن الذكريات الحلوة لهذه المرحلة كانت معاصرة بدايات عدداً من الكتاب، على رأسهم الأديب أحمد مراد، ما جعلني اتابع مشروعه الروائي عملاً تلو الاخر، حتى وصلنا الى المحطة السادسة نهاية عام 2017 بطرح رواية "موسم صيد الغزلان".

خرج علينا مراد نهاية 2007 في أجواء شتوية برواية فيرتيجو عن ميريت وسط البلد، لنتساءل عن سر التجربة الإنسانية التي افرزت العمل الأول بتلك الحنكة، ولكن في الرواية الثانية "تراب الماس" اثبت مراد انه ليس كاتب رواية فحسب ولكن باحث وقارئ من العيار الأول، وفي الرواية الخامسة "ارض الاله" يتطور الباحث الى كاتب يمتلك أدوات المؤرخ إذا ما ارتضى البحث في هذا المضمار.

ولا ننسي الرواية الثالثة "الفيل الأزرق" التي اكدت ان ما يظنه البعض صدفة مرة قد يتكرر مرتين ولكن لا يتكرر للمرة الثالثة، وأننا امام واحداً من اهم الكتاب القادرين على تقديم رواية حقيقية في هذا الجيل ورسخت اسم مراد بين أبناء جيله.

ومراد من الكتاب الشباب الذين استطاعوا تحقيق معادلة صعبة، ليس في جذب الجماهير للقراءة في زمن هجر الكتب لصالح عالم رقمي خلاب، او ان تمتلئ قاعات الندوات الأدبية بالحضور بما ينافس قاعات العرض السينمائي، ولكن ان تطرق أبواب العالمية بان تترجم اعمالك الى اكثر من لغة، اعمال في الأساس كتبت بنفس المدارس الأدبية التي يقرأها القارئ الغربي، وبالتالي فأن المؤلف هنا لم يذهب للغرب لأنه يقدم لمحة من الشرق كما جرت العادة في مضمار الترجمة، بل ذهب المؤلف للغرب بأدب غربي ان جاز التعبير ونافسهم في عقر دارهم ولا انسي ان الطبعة الالمانية من رواية تراب الماس حققت تواجد مهم في قوائم الأكثر مبيعاً في المانيا وسط عدداً من روايات أدب الجريمة وسط شعب مثقف مثل الشعب الألماني.

في "ارض الاله"، تدرك من اللحظة الاولي ان هنالك تطور هائل في الأسلوب، كاتب اثقل موهبته التي لا يمكن ان نختلف عليها ولكن يمكن ان نختلف حيال انتاجها الادبي، وبحث جبار جري لثلاث ازمنة على الأقل، احترام مكثف لأمانة الكلمة في زمن تتأفف فيه من القراءة لأى باحث مصري على ضوء الهزلية والنقل السطحي وتلخيص المؤلفات السابقة دون فهم.

ولاحقاً حينما تقرأ رواية "موسم صيد الغزلان" تتأكد ان الأسلوب والوصف ورسم اماكن من اللاشئ والخيال لدى المؤلف قد وصل الى النضج الحقيقي بداية من ارض الاله، ففي صيد الغزلان مستقبل كامل مرسوم من عقلية المؤلف، وماضي سحيق من عصر ما قبل كتابة التاريخ ايضاً خلق كاملاً من عقل المؤلف.

ان تخلق شخصيات واحداث من العدم، ثم تقوم بتضفيرها بشخصيات واحداث حقيقية، في دمج لا تشعر خلاله ايهما الأصلي او الخيالي، ورسم شخصيات من لحم ودم غير أحادية الجانب، فالراهب كاى يخطئ، وكبير المعبد يطمع في خلافة استاذه، وناديا العاهرة تبحث عن الغفران، وآرام ليس شرير الشاشة العربية الذي يذبح ناديا ويبقر بطنها فور رؤيتها حبلي من غريمه، وان كنت أرى ان نموذج ناديا قد تكرر بشكل مبالغ فيه في الادب والسينما المصرية، بل وحتى تلك الفتاة السورية في رواية 1919 كانت تحمل نفس ملامح شخصية ناديا.

اجاد مراد وبجراءة رسم دناءة القبائل الإسرائيلية، ما جعل بعض القراء يعاتبونه، دون ان نفهم من نصوص القرآن والتوراة قبل أي نص اخر انه تلك القبائل كانت بالفعل بهذا النمط، ما ان يغرب عنهم موسي او أيا من انبيائهم بضعة ساعات حتى يرتدون عن ملته، وقد اشتكي منهم موسي مراراً حتى في التوراة.

عاب البعض ايضاً رسم شخصية النبي موسي بهذا المزاج الحاد، رغم ان القرآن قبل التوراة نقل لنا تلك الصورة، عن وجود أخيه هارون بجانبه لان موسي لا يحسن الكلام وشخصية حادة، البعض اعتاد في الفقه الإسلامي والمسيحي انه النبي شخص حالم، قائد ثوري لديه مشروع التغيير بلا ملل، موسي استثناء إلهي يجعلك تعيد التفكير في الصورة الذهنية العامة للأنبياء، موسي صاحب مزاج عصبي متعكر دائماً، على ما يبدو انه ليس كل حليم وديع يصلح نبياً ولكن كل طبيعة نارية لا يصلح رسولاً.

اذهب الى الحفل الصاخب على موقع جودريدز، فيس بوك المثقفين، وكانت اغلب الانتقادات غير أدبية في واقع الامر بل هي رفض لأطروحة ان فرعون موسي لم يكن مصرياً بل اتى لملك في زمن الهكسوس (رغم ان مراد ليس اول من طرح هذا الطرح)، وانه المصريين كانوا عبدة للأصنام والاوثان وان الطرح الذي قدمه مراد في الكتاب بان تلك تماثيل ملائكة وليس آلة هو تصور ساذج، بل ووصل البعض بوصم مراد بالتطرف القومي لأنه يدافع عن اجدادنا الوثنين مقابل تلطيخ سمعة قوم موسي!

للأسف الشديد المصريين لديهم استعداد لإهانة أنفسهم وتاريخيهم لمجرد ترديد التفسير اليهودي لقصة موسي، بل اقولها التفسير الصهيوني لآيات القرآن الكريم، خاصة ان العالم من حولنا قد بدأ بالفعل يتنبه الى ثغرات التفسير اليهودي بعد مئات السنوات من البحث.

من اكبر الغاز الإنسانية قصة موسي، مع شعب مثل الشعب المصري دون تاريخيه كاملاً، لا كلمة واحدة عن البحر الذى انشق، والجيش الذى غرق، والملك الذى اختفى، وابن الملك سواء اعتبروه ولى عهد او ابن متبني الذى ثار ثورة دينية عارمة؟، عن إبراهيم الذى تزوج ابنة ملك مصري، او سليمان الذى صاهر عاهلاً مصريا؟ ولا كلمة واحدة عن سلطان جبار في الجوار مثل داود وسليمان؟

ثم ان التاريخ ينقل لنا رفض بل واحتقار القدماء المصريين للأجانب عموماً وعدم ترحيبهم لفكرة المصاهرة مع عاهل اجنبي او اسرة اجنبية فما بالك بتعيين اجنبي رئيساً للوزراء كما يرى البعض في قصة يوسف.

بل ولا يوجد أي إثر واحد لهذا التواجد الإسرائيلي على ارض مصر، سواء في الوادي او سيناء؟

وتمتد أسئلة العلماء الى خارج نطاق رواية ارض الاله الى القول، لا إثر واحد لمملكة إسرائيلية مزعومة في ارض فلسطين، حتى الحروب التي يقولون انها جرت مع المصريين والاشوريين لا أكثر لها في نقوش البلدين، لقد انتصرنا وهزمنا دون ان ندون ذلك!

لولا النص الديني المقدس لخرجنا بضمير مرتاح نعلنها، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تحدث تلك الاحداث لا في مصر او فلسطين، وان المسألة أعمق من فكرة ان فرعون لم يكن مصرياً الى فكرة انه لم يكن في مصر من الأساس.

والحاصل انه في نهاية القرن العشرين جرى تحول فريد في العلم اجتاح العالم الا مصر، اذ أدرك خبراء التاريخ والاثار وحتى الأديان، ان اغلب الاثريين كانوا متأثرين بالرؤية التورانية، واطلقوا على كل ما سبق "علم الاثار التوراني"، بمعني ان علماء الآثار قرأوا اسفار العهد القديم اولاً واقروا بانها الحقيقة، حتى لو كانوا ملاحدة فأنه التوراة والتفسير اليهودي للقرآن اصبح المرجعية الأولى للأثريين، وانه كما اكتشف من آثار او حقائق عكس مرجعتيه فانه سوف يتجاهلها او يحاول تطويعها للسيناريو المقدس، ولم يكن ذلك نصراً للدين اليهودي بقدر ما هو نصراً للاهوت المسيحي في اطار تقديس المسيحيين للعهد القديم او اسفار التوراة.

وبدأت مرحلة علم الأثار الحداثي، حيث تم الغاء المرجعية الدينية نهائياً من العقول ولنجرب.. لنجرب ان نصل الى نتيجة علمية ونحاول بعد ذلك مقاربتها بالمرجعية الدينية التي تؤرق البعض، وحول العالم راحت كافة الاكتشافات العلمية والحقائق التاريخية يعاد صياغتها وكانت المفاجأة ان هنالك الكثير مما قيل قديماً وقد اهالوا عليه التراب.

في البداية لم يكن هنالك أي ملك مصري يحمل لقب فرعون، حتى ملوك الهكسوس لا يوجد من حمل منهم هذا اللقب، حتى كلمة برعا التي يشير البعض انها برعون او فرعون، رغم ان كلمة برعا معروفة من قديم، ولكنها لم تدخل في خرطوشة واحدة لأحد ملوك مصر وهم 561 ملكاً مصرياً، كما لم تدخل في خراطيش الهكسوس.

ومن نفس المصدر ندرك ايضاً انه لم يكن هنالك ملك مصري واحد اسمه فرعون، حتى في زمن احتلال الأجانب الهكسوس.

ولم يكن اسم مثل زليخا امرأة العزيز منتشر في مصر سواء يوم حكمها أبنائها او بين الهكسوس الحكام الأجانب، ولا لقب العزيز في أيا من عصور بلادنا.

حاولوا مراراً القول ان لوحة "انشودة النصر" التي تتضمن نص انتصار عسكري هام للملك مرنبتاح الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني تتضمن اسم دولة إسرائيل، لأنها تضمنت اسم "يسريار" في ارض فلسطين اليوم، بل وتمت تسميتها بـ "لوحة إسرائيل" على هذه اللوحة عام 2017، لنكتشف ان د.عبدالعزيز صالح عميد كلية الآثار سابقاً ذكر في كتاب "تاريخ الشرق الأدنى ومصر القديمة"، إن يسريار قبائل تقطن جنوب الأردن، بينما تؤكد دراسات الباحث المصري د. رمضان عبده ان يسرائيل او يسريار قبائل تعود اصلها الى جزيرة كريت وليس لها علاقة بقبائل إسرائيل، وكافة أبحاث هذا الرجل موجودة في مكتبة المجلس الأعلى للأثار دون ان نفكر في ترجمتها او حتى طرحها للشعب، وبالتالي لم يكن بنى إسرائيل موجودين في فلسطين وقت قام ابن رمسيس بغزوها وتأديب شعوبها.

ثم يأتي اليهود أنفسهم في علم الاثار الحداثي، إسرائيل فنكلشتاين عالم الآثار بجامعة تل أبيب ونيل سيلبرمان عالم الاثار بجامعة نيوهافن الامريكية في كتاب بعنوان "التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها " حيث اكدا بعد بحوث استمرت ربع قرن ان "بني إسرائيل لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها"، وان الدخول والخروج من مصر التاريخية خرافة لا أصل ديني قبل تاريخي او جغرافي لهم.

ولكن اين كانوا؟ في السطور المقبلة ستعرف، ولكن فكرة نقل اليهود من الدين المصري القديم الى اسفار التوراة ليست فكرة مراد، بل لها اصل في عالم الواقع وسبق لعالم المصريات الألماني جان اسمان Jan Assmann ان اصدر كتاباً بحثاً عام 2004 في فرانكفورت الألمانية هز العالم – باستثناء علماء وخبراء مصر طبعاً – بعنوان موسي ومصر Moses der Ägypter، يشير فيه الى تطابق بين ترنيمة آتون العظمي وهى من تأليف اخناتون و ما بين المزمور 104 في التوراة، وأشار العالم الألماني الى ان كافة الشواهد تشير الى ان اخناتون كتب هذا النص قبل رسالة موسي، وأجزم العالم الألماني في دراسته ان الدين اليهودي نقل نصوصاً دينية من اخناتون بشكل حرفي في المزمور رقم 104 و145 في التوراة.

اما الباحث اليهودي النمساوي من أصول تشيكية سيجموند فرويد، فقد لفت انتباهه الامر ذاته، وعبر سنوات من البحث أصدر كتابه موسي والتوحيد Der Mann Moses und die monotheistische Religion عام 1939 قبيل وفاته ببضعة أشهر حيث نشر مقاطع من التوراة وأخرى من ارث اخناتون مشيراً الى انه لا جدال ان الدين اليهودي اقتبس الفلسفة الدينية من عقيدة اخناتون كاملة.

اتهم فرويد بمعاداة السامية في أواخر أيامه، لذا لا اتعجب من الحملة التي تجرى اليوم لتشويه اخناتون، فالصهيونية العالمية لا تريد لهذا الملك المصري ان يكون له مصدقيه في العقول، بعد ان كشف أعتى العلماء اليهود فرويد في الثلاثينات هذا الكشف الخطير.

جيمس هنرى برستد في كتابه "فجر الضمير" أشار الى الامر ذاته، ان التوراة التي كتبها اليهود في النفي البابلي مسروقة من النصوص المصرية القديمة، كما ان سفر الامثال نسخة طبق الأصل من النص الادبي المصري تعاليم أمينموبى علماً بأن النص المصري ظهر قبل النص التوراني، وذلك عبر فحص نص تعاليم أمينموبى الأصلي الموجود في المتحف البريطاني اليوم.

اما عن حديث مراد ان آلهة مصر لم تكن سوى تماثيل ملائكة لم يسجد لها المصريون قط، وأنها لم تكن آلهة في الفكر الديني المصري، المؤرخ التونسي أبن خلدون (1332 – 1406) مؤسس علم الاجتماع في كتابه الشهير الذي يحظى بتبجيل كافة المحافل العلمية وترجم الى عشرات اللغات "العبر وديوان المبتدأ والخبر" كتب "كان أهل مصر صابئة قبل اعتناق المسيحية".

المؤرخ المصري جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (1172 – 1248) بعد دراسات مطولة، في كتابه الشهير "إخبار العلماء بتاريخ الحكماء" كتب: "الصابئة هم أهل مصر في سالف الزمان، وظلوا كذلك حتى انتهاء عصر الأسرة الثلاثين".

العباسي أبو الفتح تاج الدين محمد عبد الكريم الشهرستاني (1086 – 1153)، من أهل السنة الاشعرية، يعتبر كتابه "الممل والنحل" من أهم المراجع في التاريخ حول الأديان قبل الإسلام والطوائف الإسلامية، في هذا الكتاب يقول الشهرستاني: كان القدماء المصريين من أتباع النبي إدريس نبي الصابئة.

اذن هنالك إجماع في المراجع الحقيقية المعترف بها أن المصريين كانوا من الصائبة، ولكن ماذا عن الآلة رع وآمون وحورس وغيرهم والملك أبن الرب، ومن هم الصابئة وما هو تاريخهم؟

الصابئة هم دين سماوي، هم قوم آدم، ثم كانوا من قوم إدريس ونوح وزكريا ويحيي، الصابئة ديانة لم تندثر بعد فهم موجودين اليوم في العراق وفي إقليم عربستان الذي تحتله إيران، ويطلقون على انفسهم اليوم الصابئة المندائيين نسبة للنبي يحيي، كافة نصوصهم تشير الى ان صابئة ادريس كانوا شعب مصر، الذين حفظوا منه تعاليم هذا الدين ثم نقلت شعوب فلسطين وسوريا والعراق وايران ملة ادريس، ولاحقاً خارج الأراضي المصرية حينما نزلت ملة نوح وزكريا ويحيي أصبحت مذاهب في دين الصابئة.

عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية أثيل ستيفانا دراور (الليدي دراور) Ethel Stefana Drower (1879 – 1972) عاشت بين الصابئة المندائيين 14 عاما ً تدون تاريخهم وديانتهم، وخرجت بكتاب The Mandaeans of Iraq and Iran "المندائيين في العراق وإيران" عام 1937.

تقول الليدي دراور في كتابها ان صابئة العراق وإيران اليوم سبق وان كان لهم امتداد في الأردن وفلسطين، وهذه الشعوب هجرت من مصر أصل الديانات الصابئة (أي ان كافة صابئة العالم اليوم من أصول مصرية)، و هم لا يعبدون الكواكب و النجوم كما يدعى البعض بل هم يعبدون تعاليم انبياء ادريس ويحيي، وان كافة تعاليهم الدينية تلك منقولة من كهنة معابد الحضارة المصرية القديمة، وتحديدا ً كانت تعاليم النبي ادريس هي المنتشرة في المعابد المصرية القديمة.

وقد ذكر الصابئة في القرآن الكريم في اكثر من موضع منها سورة البقرة – الآية 62 "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ، وسورة المائدة – الآية 69 "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

الفقيه الحنبلي السوري تقى الدين أبن تيمية (1263 – 1328) قال في كتابه "الديانات والعقائد" نصا ً أن "الصابئون أهل كتاب" و"الصابئة دين صحيح وهم ذوو عقيدة مؤمنة صالحة"، وكتب المؤرخ والفقيه الحنبلي العراقي أبو الفرج ابن الجوزي (1116 – 1201) في كتابه الشهير "تبليس ابليس" أن "الصابئة من أهل الكتاب يقولون لا إله إلا الله"، علما ً بأن كلاهما عرف بالآراء المتشددة.

ولكن ماذا عن رع وآمون وغيرهم؟ الأجابة في نصوص الصابئة الموجودة حتى اليوم في العراق وايران، ينص دين الصابئة على ان الإِله الخالق الواحد الأزلي لا شريك له وهنالك 360 شخص يعملون عند الله مسئولين عن الموت والشمس والقمر والخير والشر والخصوبة والفيضان، يسمي كل فرد منهم برب المسئولية التي اختاره الله لها، تماما ً كما نقول اليوم رب العمل او رب الاسرة او ربة المنزل، نحن لا نقصد بأي حال من الأحوال ان نضفى صفة الالوهية على رئيس العمل ام السيدة التي ترعي منزلها ولكن المقصود هو المسئولية.

وبالتالي حينما أشار المصريين الى رب النيل والفيضان حابي، فالمقصود هنا ليس ان هذا آلهة يعبد ولكن حابي هو مسئول/المكلف من قبل الله (الاله) عن النيل والفيضان، وسبق للباحث المصري نديم السيار الذي اقام لسنوات مع الصابئة في العراق ان وضع دراسة كاملة بهذا المعني نشرت في كتاب بعنوان "ليسوا آلهة بل ملائكة"، وقد بني المصريين لهؤلاء التماثيل تبجيلا ً واحتراما ً وليس بغرض العبادة أذ ان كافة المعابد المصرية كانت تعبد وتصلي لله.

اما مصطلح أبن الرب الذي كان يطلق على الملك، فالدول المصرية القديمة كانت ثيوقراطية أي نظام الحكم كان دينيا ً، فالمصطلح سياسي وليس ديني وليس المقصود منه المدلول الديني، اذ لا يقصد المصريين أن يكون الملك هو ابن الله، خاصة ان الملك عادة ما كان ابن ملك سابق عاش بين المصريين بالفعل، المصطلح معروف واستخدم في كافة الأنظمة الثيوقراطية السياسية.

وهنا يثور السؤال، هل كفر القرآن المصريون؟ هل هنالك آية واحدة تشير الى ان الشعب المصري سجد للأصنام او عبد الاصنام؟ هل كان دين موسي للشعب المصري؟

ثم تزداد الدهشة حينما يصدر الباحث البريطاني رالف اليس كتابه "سليمان ملك مصري"، بعد ان جاب سيناء وفلسطين المحتلة 15 عاماً، كتب "انه يستحيل ان يكون هنالك مملكة او دولة لبنى إسرائيل يوماً على ارض فلسطين، وانه السلالة الملكية في التوراة هي سلالة مصرية، حكمت مصر وفلسطين وكانت فلسطين مجرد ولاية مصرية وكان اليهود وقتذاك رعايا مصريين"، وتساءل كيف يتواجد حاكم مستقل في فلسطين بهذه القوة ولا يوجد له اثر في السجلات المصرية والاشورية والفينيقية المجاورة رغم ادعاء التوراة انه سليمان قد ناسب تلك السلالات الحاكمة.

ولكن – والحديث لاليس – كافة اوصاف داود وابنه سليمان تنطبق على حاكمين من مصر، وكتب "هناك تشابهات مقنعة بين ديفيد (داود) وسليمان، وبسوسينس وشوشينق" و"الرواية التورانية خيالية تماماً، او اننا نبحث عن الأشياء الخطأ في المكان الخطأ ".

هل تعرف انه اليهود لا يعترفون بسليمان نبياً في التوراة رغم اعترافهم بانه كان ملكاً قوياً؟ لأنه لم يكن اسرائيلياً، لم ينظروا اليه هكذا حتى في أعتى درجات التزوير.

ويبقا السؤال.. هل ذكر القرآن اين يقع حكم سليمان بالضبط؟ بداية ونهاية ارضه؟ هل القرآن كتاب جغرافيا يحمل ملحق من الخرائط يوضح اين كانت تلك السلالة الملكية؟، هل الحديث في القرآن عن حكم سليمان في فلسطين يعني انها ملكه الوحيد او انها عاصمة ملكه؟

الملاحظ ان هذا الحديث يدور اليوم في أمريكا وأوروبا بحرية تامة بينما العرب والمسلمون غارقون في وهم ان اليهود سيطروا على العالم والساحات العلمية ولا يمكن ان ينطق أحدهم كلمة ضد معتقداتهم الدينية بينما الباحثون من إسرائيل نفسها الى أمريكا وبريطانيا يشيرون بجلاء وبعبارات لا لبس فيها الى ان كافة تلك الفانتازيا لا أصل لها.

اذن.. اين الإجابات؟

المؤرخ اللبناني كمال صليبي (1929 – 2011) ثم العالم العراقي فاضل الربيعي قرروا كلاً على حده حسم الامر بقراءة التوراة وتبين المزيف من الصادق، الحقيقي من المشبوه، لنقرأ التوراة بلغتها الاصلية دون ترجمة تحمل رؤية صاحبها، مثل اغلب الفرنسيون الذين يترجمون يهودي باعتباره إسرائيلي حتى ان الطوائف اليهودية في البلاد والاقاليم الفرنكوفونية تسمي الطوائف الإسرائيلية.

يقول الربيعي أنك تكتشف في اسفار التوراة ان القدس واورشليم مدينتان منفصلتان تماماً، كلاهما تواجد في نفس الزمن وبالتالي القصة الساذجة ان بئر سليم الذي تحولت الى اورشليم – القصة التي لم اهضمها يوماً لسطحيتها – ليست حقيقة.

ويكمل الربيعي ان اسفار التوراة تصف القدس واورشليم وصفاً جغرافياً دقيقاً، لا مثيل له في فلسطين وسوريا ولبنان، كذلك الامر بالنسبة لسيناء في النسخة التورانية التي لا توائم جغرافياً مع سيناء المصرية، وحتى وصف البحيرة الراكدة في التوراة وحتى القرآن لا يتناسب مع البحر الأحمر بكافة مراحله التاريخية.

هذه الجغرافيا لا تمت بمصر او فلسطين بصلة، وهنا بحث الربيعي في كتب الرحالة العرب عن جغرافيا تتضمم أسماء الجبال والوديان والقبائل التي تشير لها التوراة والتي تشير بجلاء الى ان القبائل الإسرائيلية في اجيالها الأولى لم تطأ قدم سيناء المصرية او فلسطين السورية، ليصل الربيعي وقبله صليبي الى الاكتشاف الذي يتحدث عنه العالم اليوم باستثناء مصر، قدس التوراة، قدس اليهود تقع مخلاف المعافر نحو 80 كلم الى الجنوب من تعز باتجاه عدن.

وقد كتب بحثه التاريخي هذا في كتاب بعنوان "القدس ليست اورشليم" لعب دور مهم في عدم اعتراف اليونسكو بالوصاية الإسرائيلية على القدس عام 2016 ما أدى لانسحاب إسرائيل من المنظمة الدولية.

في سفر عزرا حيث القبائل العبرية العائدة الى أراضيها من السبي البابلي، كافة أسماء القبائل هي قبائل من اليمن، فلسطين التاريخية لا تعرف اسم قبيلة واحدة من هؤلاء، بل ان المؤرخ والجغرافي العربي أبو محمد الهمداني (893-945) الذي نقل منه الغرب مرارا، والذي أكد كروية الأرض، وثق في كتابه "الإكليل من انساب اليمن واخبار حمير" الأصول اليمنية لكافة القبائل العائدة من السبي البابلي كما ذكر اسمها في اسفار التوراة.

ان التطابق المذهل بين النصوص التي سجلها الهمداني لجغرافيا اليمن ونصوص التوراة بلغتها الاصلية، سفر نحميا وسفر يشوع يقر بحقيقة ان التوراة تروى احداثا لا علاقة لها بالتاريخ الفلسطيني، كما تروى وتصف أماكن لا صلة بينها وبين جغرافيا فلسطين، بل جرت في اليمن.

التوراة عامرة بأسماء قبائل ومناطق يمنية، مثل عدن وحضرموت ووادي الرمة، وامعاناً في البحث ذهب الربيعي الى الإنتاج الادبي للقبائل العربية قبل الإسلام، فوجد وقدم نصوصاً في كتابه لشعراء عرب يتغنون بأسماء مناطق وقبائل ذكرتها التوراة باعتبارها في فلسطين وأنها قبائل إسرائيلية بينما هي قبائل عربية في اليمن.

الاعشى ذكر اسم جبل صهيون في اليمن يوم تغني بالحروب بين حمير ونجران، العديد من شعراء الجاهلية تغنوا بقدس اليمن في اشعارهم واتى لسان العرب لابن منظور والاصمعي في وصف قدس باعتبارها في اليمن، كذا أبو ذؤيب الهذلي وكعب بن زهير والبحتري.

ولكن كيف انتقل جبل صهيون وباقي المسميات التورانية من اليمن الى فلسطين؟

نكتشف انه الرحالة العرب واليونانيين الذين سيطروا على هذه المناطق يوماً لم يسجلوا قط أيا من تلك الأسماء اليهودية في فلسطين وقت الحكم اليوناني او العربي لفلسطين قبل الحروب الصليبية، لا جبل صهيون ولا كافة الأسماء اليهودية التي تتسمي بها بعض المناطق في فلسطين اليوم، هذه مسميات قامت بها جماعات مسيحية متطرفة لهذه المناطق في زمن الاحتلال الصليبي لفلسطين، ولما رحلت ظلت تلك الأسماء باقية كما هي، ولم يكن فيما فعله الصليبين نصرة لليهود بل نصرة للاهوت المسيحي دون ان يدركوا انهم قدموا اهم هدية لليهود لاحقاً.

قبل الغزو الصليبي لفلسطين لم يكن هنالك إثر او منطقة واحدة في فلسطين تتسمي بالمسمى اليهودي او التوراني او المسيحي لها.

حسناً.. وماذا عن طور سيناء وعيون موسي؟

قام اليهود في بلاط البطالمة بأطلاق مسمياتهم على تلك المناطق تنفيذاً للنص التوراني، تلك الجبال والمناطق المصرية لم تكن اصلاً بهذا الاسم في زمن موسي والقدماء المصريين فكيف يكون لها اسم مختلف لدي شعب جاء لمصر ضيفاً او هارباً او مستعمراً؟

هل يطلق اللاجئ السوري على نهر الراين في المانيا اسم مختلف؟ هل يطلق على جبال الالب في وسط أوروبا اسم مختلف؟

هل يعقل ان يمر بنى إسرائيل على جبل للمرة الأولى ويطلقون عليه اسم مختلف عن الاسم المتداول لدي أبناء المنطقة التي اختلطوا بها؟

اما عيون موسي فانه من السهل للغاية ان نبحث في الصحراء عن بضعة آبار ونطلق عليهم هذا الاسم، لم نجد في واحة عيون موسي السيناوية الا خمسة آبار لا يعمل منهم الا واحداً ولكن اليهود في عصر البطالمة أكدوا ان باقي الاعين مطمورة وسوف نجدها والى اليوم بعد قرابة 1800 عاماً لم نجد آبارهم المزعومة في رمال سيناء عكس بئر زمزم الثابت في شبه الجزيرة العربية لأنه معجزة حقيقة بجغرافيا معروفة.

ويلاحظ ان مراد في رواية أرض الاله اختار حقبة البطالمة تحديداً كمحطة لتزوير تاريخنا والنقل من كتبنا، لم يكن الامر صدفة، لقد قرأ وفهم واختار اقل سيناريو يمكن ان يصطدم به مع عقول المجتمع.

القبائل التي شاركت في بناء اورشليم بعد العودة من السبي على يد الفرس، كلها قبائل عربية في اليمن، المر وشنوءة وحور والحارق والمخاريف وزانح، لا يوجد أي إثر لهذا القبائل في تاريخ فلسطين قبل او بعد.

الى اليوم هنالك لغز لا يعرف التاريخ اجابته.. كيف وصل الدين اليهودي الى اليمن؟ الإجابة يقدمها الربيعي.. لأنه اليمن مهبط الدين اليهودي.

مصر الموجودة في التوراة ليست مصر التاريخية، هي مخلاف في اليمن، لا تزال بعض اثاره التاريخية موجودة اليوم، ومملكة إسرائيل المزعومة لم تكن في فلسطين بل مخلاف آخر في اليمن ايضاً، الخروج والدخول وجبل الطور والتيه وفرعون كانوا في المخلاف المصري في اليمن، كل هذا مثبت من التوراة في نصوصها الجغرافية.

اما نصوصها الدينية واللاهوتية فمسروقة بالكامل باعتراف علماء من إسرائيل من الدين المصري القديم.

هكذا نصعد ونهبط في دروب التاريخ والعلم والاثار لنصل الى حقيقة هامة ان مصر التاريخية سواء كان اسمها مصر او كيميت او ايجيبت في النهاية هي ليس مصر التورانية او الابراهيمية، مصر الابراهيمية مخلاف في اليمن اليوم، له اثاره ومكانه، وبنى إسرائيل لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها فالدخول والخروج والعبور كان في اليمن عبر احدي انهارها، ومملكة إسرائيل لا وجود لها في فلسطين بل دويلة قبائلية صغري كانت في اليمن، فقط هاجر بعض اليهود شمالاً الى فلسطين وكانوا تحت الحكم المصري، وحينما اسرهم العاهل البابلي وفى الاسر كتبوا اسفار التوراة، متأثرين بكافة الأديان المصرية التي تعرفوا اليها حينما كانت فلسطين ولاية مصرية.

هل القرآن الكريم كتاب جغرافيا حتى نعتبر مصر في القرآن هم مصر التاريخية اليوم؟ هل اذا ما قلنا ان مصر التي في القرآن هي مصر اخري يعتبر خروجاً عن الدين؟ هل هنالك كلمة واحدة فيما سبق تتعارض مع القرآن الكريم؟ قطعا لا.

اما القدماء المصريين فقد كانوا موحدين مؤمنين بالإله الواحد، لذا لم يرسل الله لهم رسلاً سوى ادريس في بادئ الخلق، وتعرضت مصر في سنوات الاحتلال الى تجريف مستمر بغية اغتيال مصر الاصلية لصالح مصر الابراهيمية، مثلما كانت إسرائيل مجرد مخلاف في اليمن وليست إسرائيل الشام اليوم، مثلما كانت تركيا خان تتاري في اسيا الوسطي وليست تركيا الاناضول اليوم، مثلما أمريكا الاصلية كانت شعوب ودول غير همجية وليسوا مجرد هنود حمر في فيلم امريكي رخيص كما كشف لنا المؤرخ منير العكش في كتاب "دولة فلسطينية للهنود الحمر".

لذا فأنه وان كانت رواية مراد مجرد رواية بلا سند تاريخي الا ان الايادي اليهودية وغيرها التي امتدت الى الاسفار المصرية واسفار التوراة القديمة تحذف وتعدل وتشيطن الشعب المصري هي نظرية يؤمن بها الكثير من العلماء على ضوء ان السارق اليهودي يسعي دائما لمحو الأصل المصري لذا لا عجب ان نرى كل تلك الكراهية اليهودية التي اورثوها للمسيحين والمسلمين في بعض النصوص غير المقدسة لمصر عبر التاريخ.

فالسارق لا يريد للمسروق ان يتحدث قط، ان تظهر حقيقته قط.

لم ولن تجد أثري قطعة اثرية واحدة تخص القبائل الإسرائيلية او اليهود في مصر وفلسطين لأنه لم يتواجدوا هنالك اصلا في تلك الحقب، فلا هيكل ولا يحزنون.

ان الذين يبحثون عن انتصار جنسي باعتبار ام العرب مصرية، او انتصار دستوري بان يوسف الذى حصل على حقوقه السياسية بعد السجن كان مصرياً، عليهم ان يشعروا بحمرة الخجل قليلاً وان يكونوا على قدر العلم الذى يتحدثون عنه فالأمر اكبر من كل هذا الهراء، فلا يوجد في تاريخ مصر اسم هاجر، و لم يقم حاكم مصري بتزويج ابنته يوماً لمهاجر عراقي او حاكم إسرائيلي حتى نصدق ان إبراهيم تزوج من مصر التاريخية او سليمان صاهر حاكماً من مصر التاريخية، او ان الشعب الذى عرف الحساب والبعث والخلود والحياة الأخرى كان لديه حاكماً مثل فرعون.

بالطبع هذا الحديث لن يروق للبعض، ولكن إصدارات كافة من ذكرتهم في المقال موجودة في المكتبات المصرية، لنقرأ قليلاً قبل هوس الرد الساذج، لنقرأ حقاً دون ان نردد الروايات الشعبية دون دليل، لنقرأ ونناقش، كتاب فاضل الربيعي "مصر الأخرى" حاضر في المكتبات، اذكركم بأبيات نزار قباني:

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

أن تكتبوا كتابْ

أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ

ختاماً، بينما غالبية الادباء العرب يلهثون لمجاراة الرؤية الغربية لحضارتنا وتاريخنا ومجتمعنا بل وحاضرنا ومستقبلنا من اجل وضعه في قوالب روائية تضمن لهم ترجمة سهلة وسريعة في الغرب، نجد كاتب شاب قطع شوط مهم في الترجمة والانتقال لساحات الادب في الغرب قد وضع كل هذا خلف ظهره ونزل في توقيت هام بنص ادبي يضرب مرتكز عتيد لمؤامرة الإبادة الثقافية والاغتيال الثقافي لمصر، وهو امر بالتأكيد يحسب لأحمد مراد.

 

تعليقات (1)
ابداء راي
بواسطة: غريب محمود
بتاريخ: الإثنين، 29 يناير 2018 01:31 م

مقال فوق الوصف حضرتك احسنت الكتابه ولك كل التقدير والاحترام انا سعيد الحظ اني قريت المقال

اضف تعليق